«لقاء الرياض» بين روسيا وأمريكا.. محادثات «جدية» بـ«لا تقارب»

المباحثات الروسية الأمريكية المنعقدة بالعاصمة السعودية كانت «جدية» لكن «من الصعب القول» إن مواقف الطرفين تقاربت بنتيجتها.
هذا ما أكده مفاوض روسي تعليقًا على المباحثات التي عقدها، اليوم الثلاثاء، وفدان رفيعا المستوى من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
- تأثير محادثات الرياض؟.. روسيا تفتح «بابا موصدا» مع أوكرانيا
- أمريكا وروسيا.. انطلاق «اجتماع الرياض» لبحث «سلام أوكرانيا»
«لا تقارب»
قال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف للتلفزيون الرسمي الروسي، إنّ «من الصعب القول إن مواقف البلدين تتقارب»، مشيرًا إلى أن الطرفين أجريا «مباحثات جدية للغاية»، موضحًا في الوقت نفسه أنه ما زال من المبكر الحديث عن موعد لقمة مرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف أوشاكوف: «كانت محادثة جدية للغاية بشأن كل المواضيع التي أردنا مناقشتها»، لافتًا إلى أن اللقاء استمرّ أربع ساعات ونصف الساعة.
وفيما يتعلق بالملف الأوكراني، اتفق الجانبان على تشكيل وفود خاصة لذلك من المفاوضين.
ولم يتطرّق المسؤول الروسي إلى دور كييف أو الأوروبيين الذين يخشون أن يتم استبعادهم من المحادثات بشأن مستقبل أوكرانيا وإعادة تشكيل البنية الأمنية الأوروبية.
وفي الولايات المتحدة، أكدت وزارة الخارجية أن وزيري الخارجية الأمريكي والروسي اتفقا على وضع «آلية تشاور» لحلّ الخلافات وتشكيل فرق «رفيعة المستوى» للتفاوض على إنهاء الصراع في أوكرانيا.
من جانبه، قال أوشاكوف: «ناقشنا وحددنا مقاربتنا المبدئية واتفقنا على أنّ فرقًا منفصلة من المفاوضين بشأن هذه القضية ستتواصل مع بعضها البعض في الوقت المناسب».
وأوضح أنه «يتعيّن على الأمريكيين اختيار ممثليهم، ونحن سنختار ممثلينا، وبعد ذلك، على الأرجح، سيبدأ العمل».
وكان الكرملين قد أشار في وقت سابق إلى أنّ تسوية الحرب في أوكرانيا لا تنفصل عن إعادة تنظيم البنية الأمنية الأوروبية.
وتدعو روسيا منذ زمن طويل إلى انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من شرق أوروبا، لأنها تنظر إلى التحالف على أنّه تهديد وجودي. وقد استخدمت هذه الحجة على وجه الخصوص لتبرير عمليتها العسكرية في أوكرانيا العام 2022.
وجهت إدارة الرئيس دونالد ترامب انتقادات كثيرة لحلفائها الأوروبيين، كما أظهرت استعدادًا أقل لدعم أوكرانيا.
يعدّ اللقاء الثلاثاء في الرياض بين مفاوضين روس وأمريكيين، بقيادة وزيرَي الخارجية سيرغي لافروف وماركو روبيو، الأول على هذا المستوى وبهذه الصيغة منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/ شباط 2022. ويأتي اللقاء بعد مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين ترامب وبوتين.
لقاء
بعد وقت قصير من الاجتماع الأمريكي الروسي، استقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، لافروف في مكتبه بقصر اليمامة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، جرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات. كما تم بحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر بشأنها، والجهود المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار.
وبثت الوكالة مقاطع فيديو على منصة إكس تظهر اللقاء الذي جاء غداة استقبال الأمير محمد بن سلمان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
كما يأتي اللقاء بعد ساعات من لقاء أمريكي روسي استضافته الرياض، وكان الأول على مستوى رفيع بين واشنطن وموسكو منذ ثلاث سنوات.