تأثير محادثات الرياض؟.. روسيا تفتح «بابا موصدا» مع أوكرانيا

فيما قد يحرك انفراجة في الأزمة، أدلت الرئاسة الروسية، اليوم الثلاثاء، بتصريحات إيجابية حول أوكرانيا، ومستقبل المسار التفاوضي.
وأكد الكرملين، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتفاوض مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "إذا لزم الأمر"، مع تجديده التشكيك في شرعية الأخير كرئيس لأوكرانيا.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "بوتين بنفسه قال إنه سيكون مستعدا للتفاوض مع زيلينسكي إذا لزم الأمر، لكن الإطار القانوني للاتفاقات يجب أن يخضع للنقاش".
ويشير بذلك إلى شكوك تبديها موسكو بشأن "شرعية" زيلينسكي الذي انتهت ولايته رسميا في مايو/أيار 2024، علما بأن الأحكام العرفية المفروضة في البلاد منذ بدء الحرب في أوكرانيا مطلع 2022، تحول دون إجراء أي انتخابات.
ولطالما رفض بوتين التفاوض مع زيلينسكي في أكثر من مناسبة، كان آخرها نهاية الشهر الماضي، حين قال في تصريحات صحفية: "إذا أراد (زيلينسكي) المشاركة في المفاوضات، سأختار أشخاصا للمشاركة فيها".
من جهة أخرى، قالت روسيا الثلاثاء، إن أوكرانيا لديها "الحق السيادي" في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنها أبدت معارضتها في الوقت ذاته لانضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأوضح بيسكوف "في ما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، فهو حق سيادي لأي دولة. لكن الأمر مختلف تماما عندما يتعلق الأمر بالقضايا الأمنية والتحالفات العسكرية. مقاربتنا مختلفة هنا ومعروفة جيدا".
وعن الحل النهائي للصراع في أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين، إن "حلا مستداما وطويل الأمد مستحيل من دون أخذ القضايا الأمنية في القارة في الاعتبار بشكل شامل".
وأتت تصريحات بيسكوف، فيما يعقد مسؤولون روس وأمريكيون يتقدمهم وزيرا خارجية البلدين لقاء في السعودية هو الأول على هذا المستوى منذ بدء الحرب مطلع العام 2022، وغداة اجتماع طارئ لقادة دول أوروبية هدف إلى تشكيل جبهة قارية موحدة بعدما أثار الحوار الأمريكي الروسي استيائهم.
لقاء الرياض
وبدأ مسؤولون أمريكيون وروس كبار بينهم وزيرا خارجية البلدين في الرياض، الثلاثاء، محادثات تهدف إلى إصلاح العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، والتباحث بشأن أوكرانيا، تمهيدا لقمة محتملة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في المملكة.
وأظهرت لقطات بثتها قناة "العربية" السعودية، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان يتوسطان طاولة جلس حولها من الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، والمستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.
وهذه أول مباحثات على هذا المستوى بين الجانبين منذ بداية الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
ولم يدل الجانبان بأي تصريحات قبل الاجتماع، بحسب صحفي في وكالة "فرانس برس".
فيما قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنّ استضافة المحادثات الروسية الأمريكية تأتي "في إطار مساعي المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن والسلم في العالم".
ويأتي الاجتماع في الرياض، بعد 3 سنوات من التجميد شبه الكامل للعلاقات، وقبل أسبوع من الذكرى الثالثة لبدء الحرب في أوكرانيا، في وقت شغلت مكالمة ترامب الهاتفية مع بوتين الأسبوع الماضي الوسط الدبلوماسي.
وأعلن ترامب الأربعاء الماضي، أنه سيعقد اجتماعه الأول مع بوتين في السعودية بعد مكالمة هاتفية بينهما، في إطار مساعيه لوضع حد للحرب.