ترامب وبوتين.. محطات في علاقة متقلبة
![دونالد ترامب وفلاديمير بوتين](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/13/162-190345-rump-putin-relationship-diplomacy-history_700x400.jpg)
لا شيء يصف علاقة دونالد ترامب بفلاديمير بوتين أكثر من أنها متقلبة، تتأرجح بين المديح المتبادل والتوتر الحاد.
وشهدت العلاقة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي العديد من التقلبات والمواقف المثيرة للجدل.
وفي تقرير، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أن هذه العلاقة جمعت بين المديح المتبادل والتوترات السياسية الحادة، مستعرضة أبرز المحطات التي شكّلت هذه العلاقة غير المتوقعة.
التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية (2016-2018)
كان الاتهام بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 أحد أكثر القضايا حساسية في العلاقة بين الزعيمين.
وحينها، أكدت الاستخبارات الأمريكية أن موسكو شنّت حملة تضليل إلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وساعدت في اختراق أنظمة الحزب الديمقراطي بهدف التأثير على الانتخابات لصالح ترامب.
لكن بوتين نفى مرارًا هذه الاتهامات، وخلال قمة هلسنكي 2018، وقف ترامب إلى جانبه قائلًا: «الرئيس بوتين يقول إنها ليست روسيا... لا أرى أي سبب يجعلها كذلك».
وأثار ذلك التصريح ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، حيث اعتبره كثيرون دعمًا غير مبرر لبوتين على حساب أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
الإطراء والانتقادات
اتسمت علاقة ترامب ببوتين بمزيج من الإعجاب والتقدير، حيث تبادل الرجلان الإطراء في مناسبات مختلفة، إذ قال بوتين عن ترامب عام 2016: «إنه رجل موهوب جدًا».
وردّ ترامب قائلًا عن بوتين في العام نفسه: «قائد قوي، يتمتع بسيطرة كبيرة على بلاده، أكثر من رئيسنا أوباما!».
وفي مقابلة مع قناة «سي بي إس» عام 2016، سُئل ترامب عن بوتين، فأجاب: «إذا قال عني أشياء عظيمة، سأقول عنه أشياء عظيمة!».
ومع ذلك، لم تخلُ العلاقة من بعض اللحظات التي وجّه فيها ترامب انتقادات مبطّنة لبوتين، مثل تصريحه عام 2017: «بوتين قاتل... لكن لدينا أيضًا الكثير من القتلة في بلدنا، هل تعتقد أن أمريكا بريئة؟».
الأزمة السورية (2018)
في ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلن ترامب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وهو ما اعتُبر انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا لبوتين، إذ منح موسكو نفوذًا أوسع في المنطقة وترك القوات الكردية، التي دعمتها واشنطن، في وضع صعب.
وجاء هذا القرار بعد أن انتقد ترامب روسيا علنًا بسبب دعمها للرئيس السوري حينها بشار الأسد، لكن الانسحاب عزّز موقف موسكو كلاعب رئيسي في الملف السوري.
أوكرانيا: بين الدعم والتخلي
2017: وافقت إدارة ترامب على بيع صواريخ «جافلين» المضادة للدروع إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة الانفصاليين المدعومين من روسيا.
2019: جمّد ترامب 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد مكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طالبًا منه فتح تحقيق ضد جو بايدن وابنه.
وأدّت هذه القضية إلى أول مساءلة لترامب في الكونغرس، حيث اتُهم باستغلال السلطة لمصالحه السياسية.
وفي عام 2022، أي بعد مغادرة ترامب منصبه، أثار الجدل مجددًا بتصريحات وصف فيها القوات الروسية على حدود أوكرانيا بأنها «قوة سلام»، وهو ما فُسر على أنه تأييد ضمني لسياسات بوتين قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
محاولة اغتيال سيرغي سكريبال (2018)
في مارس/آذار 2018، تعرض سيرغي سكريبال، العميل الروسي السابق، وابنته يوليا، لمحاولة اغتيال بغاز «نوفيتشوك» السام في مدينة سالزبري البريطانية، فسارعت لندن إلى إدانة روسيا، معتبرة العملية عملًا عدائيًا خطيرًا.
في البداية، لم يكن ردّ فعل ترامب قويًا كما توقّع الحلفاء، لكنه في النهاية انضمّ إلى الحملة الدولية لطرد الدبلوماسيين الروس وفرض عقوبات إضافية على موسكو.
تأثير العلاقة على السياسة العالمية
شكّلت علاقة ترامب وبوتين عاملًا مؤثرًا في السياسة الدولية، حيث:
شجّع بوتين على تبنّي سياسات أكثر عدائية تجاه أوكرانيا وسوريا.
وأضعف موقف واشنطن أمام حلفائها في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، حيث أظهر ترامب فتورًا في دعم الحلف العسكري الذي يمثل رادعًا لروسيا.
كما تعرّض ترامب لانتقادات داخلية حادة بسبب «تساهله» مع بوتين، مقابل مواقف أكثر صرامة تجاه الصين وإيران.
مستقبل العلاقة بين بوتين وترامب
مع دخول ترامب سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024، تزايدت التكهنات حول مستقبل العلاقة مع بوتين في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وصرّح ترامب مرارًا بأنه سينهي الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة في حال فوزه، لكنه لم يوضح كيفية تحقيق ذلك.
ويرى مراقبون أن فوز ترامب سيؤدي إلى تحولات كبرى في السياسة الأمريكية تجاه موسكو، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات ودعم أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQuMjQ1LjIwMyA= جزيرة ام اند امز