وزير الدفاع الروسي على الجبهة.. رسائل للداخل أم للخارج؟
على متن مروحية عسكرية ظهر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مقطع مصور وهو في طريقه إلى الجبهة في أوكرانيا.
الوزير الذي وضع أمامه خريطة مموهة على ما يبدو كان يستمع لتقرير من مسؤول عسكري، في المقطع الذي بثته وكالات أنباء روسية.
وبحسب "روسيا اليوم" تفقد شويغو، مركز قيادة أحد تشكيلات مجموعة "فوستوك" (الشرق) في منطقة جنوب دونيتسك.
واستمع وزير الدفاع الروسي إلى تقرير قائد هذه الوحدة العسكرية عن الوضع الحالي وسير العملية العسكرية.
وأكد شويغو خلال لقائه بالقادة العسكريين في المنطقة على أهمية ضمان الدعم الشامل لقوات هذه الوحدة، وكذلك ضمان الخدمات الطبية وتنظيم عمل وحدات الدعم.
كذلك أعرب وزير الدفاع الروسي عن شكره لجميع العسكريين الذين يؤدون مهامهم في منطقة العملية الخاصة، كما قلد أوسمة لعدد من العسكريين.
وأوضح خلال لقائه عددا من العسكريين أنه لا يزال هناك الكثير من العمل في المستقبل.
وظهر الوزير في بين حطام منازل فيما كان يسير إلى جانبه قائد ميداني ويبدو جندي في الخلف يقوم بعملية تأمين.
وتأتي الزيارة في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين قوات الجيش الروسي وقوات فاغنر الخاصة.
وأواخر الشهر الماضي اتهم يفغيني بريغوجين الجيش الروسي بـ"الخيانة" قائلا إن وزارة الدفاع لم تسلم رجاله معدات ضرورية فيما كانوا في الخطوط الأمامية شرق أوكرانيا.

وفي وقت لاحق أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا جاء فيه، إن جميع المعلومات التي تتحدث عن امتناع الوزارة عن إمداد القوات المتطوعة، التي تنفذ مهام قتالية لتحرير أرتيوموفسك بالذخيرة، غير صحيحة على الإطلاق.
وعكست هذه الاتهامات والرد الرسمي عليها بحسب تصاعد حدة التوتر بين فاغنر والجيش الروسي، مشيرين إلى أن التوتر أصبح أكثر وضوحا في الأسابيع الأخيرة مع محاولة القوات الروسية الاستيلاء على مدينة باخموت (شرق) حيث ادعى كل من الجيش وفاغنر التقدم في تصريحات متناقضة في بعض الأحيان.
وأمس الجمعة، أعلن قائد مجموعة "فاغنر" أن مدينة باخموت حيث تتركز حاليا المعارك في شرق أوكرانيا باتت "محاصرة عمليا" من قواته.
وقال بريغوجين، في مقطع فيديو نشره مكتبه الإعلامي عبر تطبيق تليغرام، إن "وحدات فاغنر حاصرت باخموت عمليا، ولم يعد هناك سوى طريق واحد" للخروج من المدينة.
وطالما تحدثت التقارير الغربية عن اختفاء وزير الدفاع الروسي مشككة في انقسام داخل المؤسسة العسكرية وخلافات بينها وبين الكرملين.
لكن الأنباء القادمة من روسيا لا تشير إلى وجود مثل تلك الخلافات وإن غيرت موسكو أكثر من مرة قياداتها العسكرية المسؤولة عن سير المعارك بعد عدة إخفاقات في الأيام الأولى للمعارك وخلال النصف الأخير من العام المنقضي.
ومن غير الواضح ما إذا كانت زيارة شويغو للجبهة رسالة موجهة للداخل أم للخارج؟ وهل تشير لتماسك ووحدة القوات الروسية العاملة في أوكرانيا أم أنها تأكيد لحضور الجيش الروسي في المعارك الدائرة حول باخموت.
وتتضاعف الأهمية الاستراتيجية للمدينة بالنسبة لموسكو خصوصا عقب خسارتها مدينة إزيوم في جنوب منطقة خاركيف الشمالية أواسط سبتمبر/أيلول الماضي.
وبحسب مراقبين عسكريين، باتت باخموت بالنسبة للأوكرانيين حصنا للدفاع عن باقي مدن دونيتسك، ومنها توجه ضربات نحو المواقع الروسية في الأجزاء الخاضعة لسيطرتهم، بما فيها مدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة، ما يعني أن كييف قد تدفع ثمنا باهظا إذا ما خسرتها.
وبقرب سقوطها بيد الروس تصبح باخموت البوابة الجنوبية الشرقية شبه الوحيدة لتقدم قوات روسيا في عمق منطقة دونيتسك، خاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، بحسب المراقب العسكري دينيس بوبوفيتش.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTM4IA==
جزيرة ام اند امز