أندريه تروشيف وفاغنر.. هل يرث "الرأس الرمادي" قبعة بريغوجين؟
كان حاضرا منذ تأسيس فاغنر، وظهر قبل سنوات ضمن 4 جنرالات سابقين مع الرئيس الروسي في صورة لم يغب عنها سوى يفغيني بريغوجين.
غاب بريغوجين عن تلك الصورة الملتقطة في عام 2016، لكن حضر من بين الجنرالات السابقين أندريه تروشيف، والذي تقلد مهمة الرئيس التنفيذي للمجموعة، في منصب أشبه برئيس الأركان.
غاب بريغوجين وحضر تروشيف، وبعد دورة زمن كاملة تعيد الصورة إحداثياتها بنفس الوجوه الحاضرة ونفس الغائب، لكن هذه المرة برحيل قائد فاغنر عقب تحطم طائرة كان على متنها، مساء الأربعاء قرب العاصمة موسكو.
لكن من بين الرباعي قفز اسم لم يغب صداه عن الواجهة منذ محاولة التمرد الفاشلة التي قادها بريغوجين في يونيو/حزيران الماضي، وكلفته قطيعة مع موسكو ونفيا من روسيا وخسائر كثيرة أخرى.
أندريه تروشيف، أو "الرأس الرمادي" كما يعنيه اسمه الحركي "Sedoy"، كان الاسم الذي تقول مصادر روسية إن بوتين أعلم قادة فاغنر في اجتماع ما بعد محاولة التمرد بنيته تسميته على رأس المجموعة.
وحينها، أكد بوتين -وفق المصادر- أن تغيير قائد المجموعة لن يفرض أي تحولات في طريقة عملها، معتبرا أنه سيقودهم الشخص نفسه الذي كان قائدهم الحقيقي طوال هذا الوقت.
رشاش مطيع؟
بتداول اسمه خليفة لبريغوجين، سواء عقب محاولة التمرد أو مصرعه، تتوجه الأنظار نحو تروشيف، الرجل الذي يتساءل الجميع عن سر اختياره من قبل الكرملين ليكون خليفة لقائد فاغنر الراحل.
ولد تروشيف في 5 أبريل/نيسان عام 1962 بمدينة لينينغراد -الاسم السوفياتي لسانت بطرسبرغ-، ويبرز اسمه ضمن أبرز قدامى المحاربين في حرب السوفيات بأفغانستان وفي الشيشان وما بعدهما.
حصل على أوسمة حكومية عديدة مقابل جهوده وخدماته المتميزة لبلاده على حد تعبير تقارير إعلامية محلية، قالت إنه حصل مرتين على وسام الشجاعة ووسام الاستحقاق، وحصد أيضا وسام النجمة الحمراء الرفيع لجهوده في حرب أفغانستان.
ولم تتوقف مسيرته عند ذلك الحد، بل خدم أيضا في وحدة خاصة تسمى الرد السريع، وانضم لصفوف شرطة مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية الروسية في المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية.
وعند تشكيل فاغنر كان من أبرز مؤسسيها، لكن نجمه سطع بشكل خاص خلال حرب أوكرانيا، حيث لقبه إعلام روسي بأنه رشاش مطيع لا يكل ولا يمل، ويُعتقد أنه لعب دورا بارزا في معارك المجموعة للاستيلاء على مدينة باخموت العصية شرق أوكرانيا.
اسمه ورد أيضا ضمن دعوات دورية كانت فاغنر توجهها للروس من أجل الانضمام للمجموعة والقتال تحت لوائها دفاعا عن مصالح روسيا.
حاصل على أعلى الأوسمة الحكومية الروسية، وصاحب خبرات قتالية واسعة، وذو كفاءة عالية، وله سمعة ضابط شريف، والأهم أنه لا يملك في سجله شكاوى عسكرية، ويعرف جيدا كيف ينفذ الأوامر دون اعتراض.