لماذا طالت الحرب في أوكرانيا؟.. روسيا أساءت التقدير
قاربت العملية العسكرية في أوكرانيا على إتمام شهرها الثاني دون أن تحقق روسيا صاحبة ثاني أقوى جيش في العالم حسما عسكريا فهل أساءت موسكو تقدير حسابات الحرب؟
الحرب التي انطلقت شرارتها في 24 فبراير/شباط الماضي أظهرت مقاومة أوكرانية شرسة مدعومة بطبيعة الحال بتدفق السلاح عليها من الغرب، فأظهر سير الأحداث ميدانيا أن الدفاع الناجح المفاجئ ضد الدبابات والطائرات المقاتلة الروسية أيضا عبر أسلحة محمولة على كتف قوية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا، قلب معادلة خطر الدبابات الروسية.
الحديث هنا عن الدبابات تحديدا باعتبارها أبرز رموز القوات البرية في إظهار السيطرة على الأرض وهو ما لم يستطع الجيش الروسي تحقيقه بدرجة كاملة خلال شهرين من المعارك الطاحنة.
بدرجة أو بأخرى لا يعد طول المعركة إخفاقا من جانب الجيش الروسي، خاصة أن المعركة عسكريا لا يمكن اعتبارها حربا بين جيشين بقدر ما يمكن وصفها كمعركة بين جيش ومقاومة أو تصدي من جانب القوات الأوكرانية يغلب عليها صفة الدفاع الاستراتيجي أو دفاع المناطق قد تتخذ في بعض الأحيان شكل حرب الشوارع التي لا تكون غالبا في صالح الجيوش النظامية.
وحسب الخبراء العسكريين، استطاع الجيش الروسي تطويّر نفسه على نطاق واسع، واستثمر في أسلحة عالية التقنية في السنوات الأخيرة، لكن حتى الآن، لم تكن هذه التكنولوجيا الروسية حاسمة له بالنسبة للحرب.
ووفقا لتقرير لمجلة "دير شبيجل" الألمانية لم تُستخدم روسيا في الحرب حتى اللحظة الصواريخ المخيفة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت إلا نادرا، كما أن العديد من الأنظمة الأحدث، مثل الدبابة الروسية T-14 الفائقة، أو قاذفة Sukhoi Su-57 الشبح، أو طائرات Orion بدون طيار ما تزال في مرحلة الاختبار الأولى ولم يتم دفعها لأرض المعركة.
هل تصبح المعركة أصعب؟
ألمحت كييف مرارا إلى أنها تريد بشكل عاجل أسلحة ثقيلة من ألمانيا، وتريد الحكومة الأوكرانية بشكل خاص أن تسهم الدبابات الألمانية في المعارك البرية المقبلة، خاصة وأن التحضيرات الروسية تشير إلى تحضير موسكو لهجوم بري كبير، يريد الرئيس الروسي بوتين من خلاله تحقيق نصر قبل التاسع من مايو/ أيار، وهو اليوم الذي اندحرت فيه النازية الألمانية، إذ إن بوتين طالما حاول الربط مرارا بين القوميين الأوكرانيين والنازية الألمانية، متحدثا عن خطرها وضرورة اجتزازها.
وحسب تقرير "دير شبيجل" تخشى ألمانيا من أن العقبة الأكبر لتزويد أوكرانيا بالدبابات الألمانية الحديثة تتمثل بالتدريب على استخدامها وتشغيلها بشكل تقني صحيح من أجل إحداث تفوق على الأرض.
وأرسلت ألمانيا بالفعل أسلحة خفيفة فقط إلى منطقة الحرب، مثل صواريخ "ستينغر"، وبعض صواريخ "ستريلا" من مخزونات قديمة، وسلاح "Panzerfaust 3" المضاد للدبابات، كما يدور النقاش حول تزويد أوكرانيا بمركبة القتال " "Marder، والتي تم إيقاف تشغيل بعضها بالفعل من قبل " "Bundeswehr، أو دبابات قتال رئيسية أخرى مثل "Leopard 1" أو دبابة "Gepard" المضادة للطائرات.
وفي هذه الحرب، تُستخدم أنواع دبابات قتال رئيسية متطابقة جزئيا على كلا الجانبين، لكن روسيا لديها عدد أكبر بكثير من هذه الدبابات، حسب تقرير "دير شبيجل".
ومن بين أهم دبابات القتال الرئيسية "MBTs" في هذه الحرب T-90 أو T-72 أو T-80. وقد تم تصميمها جميعا في الاتحاد السوفيتي، لكن بعضها خضع لعمليات تحديث مختلفة، لذلك فإن تشغيل منظومة غربية مختلفة لن يكون بهذه السرعة التي تتمناها كييف، كما أن التدريب عليها يحتاج وقتا.
وترى المجلة الألمانية أن على ألمانيا والدول الغربية إيجاد حل لمعضلة التدريب والقدرة على التشغيل قبل إرسال أية أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا من أجل أن تكون فعالة في المعركة هناك، ومن دون ذلك، قد تصبح هذه الأسلحة عبئا جديدا يضاف للجيش الأوكراني.