باحث أمريكي: روسيا تشن "حرب سياسية" على الغرب
باحثان أمريكيان قالا إن روسيا تسعى وراء تحقيق التفوق النووي لإرغام أمريكا على الاستسلام في المواجهات الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط.
بعد قمة هلنسكي بين الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، دعا خبراء دولتي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إلى الاتفاق سريعا إما على تمديد اتفاقية "ستارت" الجديدة لعام 2010، التي تنتهي في 2021، أو إبرام اتفاق جديد لمتابعة الحد من التسلح.
وأوضح الباحثان ستيفن بلانك، بمجلس السياسة الخارجية الأمريكي، وبيتر هويسي، خلال تقرير مشترك لهما عبر معهد "جيتستون" الأمريكي، أن "كثيرا من تلك النداءات لإجراء مفاوضات جديدة بين البلدين والتوصل لاتفاقية جديدة، نابع في المقام الأول من القلق حيال الحالة السيئة للعلاقات بين الشرق والغرب، والاعتقاد في منافع الحد من التسلح بصورة عامة، فضلًا عن أن الحد من التسلح نفسه يبقى المنطقة التي يكون من الأسهل فيها تأمين الحوار الروسي الأمريكي".
وقال الباحثان إن الحد من التسلح تاريخيا هو الساحة التي تشعر فيها موسكو بأنها تعامل كطرف مساو للولايات المتحدة.
وبحسب التقرير فإنه "طبقًا لبعض الأمريكيين المهتمين بشؤون الحد من الأسلحة، مثل تلك الاتفاقيات تمنح الروس فرصا لتحقيق التكافؤ والاستقرار المفترض بين البلدين"، لذا وتحت مسمى الأمن الدولي والحوار بين الشرق والغرب، يرى البعض أنه من الضروري استكمال محادثات الحد من التسلح مع موسكو.
وأوضح الباحثان أن قضية الحد من التسلح مع روسيا تعد إشكالية لعدة أسباب، منها أن الروس دائمًا ما يغشون فيما يتعلق بمثل تلك الاتفاقيات، حتى أن تدابير التحقق من الالتزام بالاتفاقيات عادة ما يلحق بها أوجه قصور خطيرة.
كما استشهد الباحثان بتقرير أوردته صحيفة "كومرسنت" الروسية في 26 يوليو/تموز 2018، قالت فيه إن الجانب الروسي اقترح خلال قمة هلسنكي، أن تعيد الولايات المتحدة وموسكو التأكيد على التزامهما باتفاقية "ستارت" الجديدة واتفاقيات معاهدة الحد من القوات النووية متوسطة المدى واتفاقية السماوات المفتوحة ووثيقة فيينا.
لكن قال الباحثان، إنه إذا تم التمعن في تلك المقترحات، سيتبين وجود خدعة، فروسيا تريد من الولايات المتحدة الالتزام باتفاقيات هي نفسها تنتهكها.
وذكر الباحثان مثالا على ذلك بأن روسيا تنتهك معاهدة الحد من القوات النووية متوسطة المدى منذ التسعينيات، وهي الحقيقة التي اعترفت بها الصحافة الروسية عام 2007، كما أنها تنتهك أيضا 9 اتفاقيات دولية رئيسية مع الولايات المتحدة، طبقا لما أشار إليه الخبير في الشؤون النووية فرانكلين ميلر في وقت سابق من العام الجاري.
وأوضح ستيفن بلانك وبيتر هويسي أنه فيما يتعلق باتفاقية "ستارت" الجديدة لعام 2010 بين الولايات المتحدة وروسيا، أصدرت موسكو في وقت سابق من العام الجاري أرقاما ترجح أنها تنتهك تلك الاتفاقية أيضا.
وقال كتاب روس خلال 2017، إن أعداد الرؤوس الحربية الروسية المنتشرة تتخطى الأعداد التي تسمح بها معاهدة "ستارت".
لكن أكد الباحثان أن واشنطن وموسكو لديهما مسؤولية مشتركة لمنع حرب نووية وزيادة فرص الاستقرار، مشيرين إلى أن مقترحات الرئيس الروسي لا تتعلق بالحد من التسلح لكنها جزء من جولة أخرى داخل الحرب السياسية التي تشنها موسكو على الغرب.
وأوضحا أن روسيا تسعى وراء تحقيق التفوق النووي على الولايات المتحدة لإرغامها على التراجع أو الاستسلام في المواجهات أو الصراعات الناشئة في أوروبا أو الشرق الأوسط، التي قد تواجه الولايات المتحدة في المستقبل، لافتين إلى أن المخاطر، الآن فقط، أكبر بكثير.