روسيا تحذر من سوق نفط "هشة".. و"أوبك" تتوقع تباطؤ الطلب في 2019
روسيا ومنظمة أوبك يطلقان تحذيرات بشأن سوق النفط، خاصة مع توقعات بتراجع الطلب وبدء تطبيق عقوبات أمريكية على نفط إيران.
قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الأربعاء، إن أسواق النفط العالمية مازالت "هشة"، بسبب عوامل جيوسياسية وتراجع الإنتاج في عدة مناطق، لكنه أضاف أن موسكو قد تزيد الإنتاج إذا اقتضت الضرورة.
تأتي تصريحات الوزير في ظل اقتراب سعر النفط من 80 دولارا للبرميل، ارتفاعا عن 60 دولارا في فبراير شباط، في ظل حالات تعطل للإمدادات وعقوبات أمريكية مرتقبة على إيران.
في سياق متصل، قلصت أوبك اليوم، مجددا توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019، وقالت إن المخاطر في التوقعات الاقتصادية تميل إلى جانب التراجع مما يضيف تحديا جديدا لجهود المنظمة من أجل دعم السوق في العام القادم.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقرير شهري إن الطلب العالمي على النفط في العام القادم سيزيد 1.41 مليون برميل يوميا بانخفاض 20 ألف برميل يوميا عن توقع الشهر الماضي لتقلص تكهناتها للمرة الثانية على التوالي.
أضاف نوفاك في مؤتمر اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الواقعة في أقصى شرق روسيا "الوضع اليوم هش جدا بالطبع، ويرتبط بحقيقة عدم قدرة بعض الدول على استعادة حصتها السوقية وإنتاجها".
وتابع "نرى مثل هذا الوضع في المكسيك.. وفي فنزويلا يتراجع الإنتاج بشدة، بواقع 50 ألف برميل يوميا. هذا يعني أن السوق لا تزال غير متوازنة في آفاق الأمد الطويل".
انخفضت صادرات النفط الفنزويلية إلى النصف خلال السنة الأخيرة لتصل إلى أكثر قليلا من مليون برميل يوميا في الوقت الذي يعاني فيه البلد الواقع بأمريكا الجنوبية من أزمة اقتصادية وسياسية.
كما حذر نوفاك أيضا من التأثير الواقع على السوق جراء العقوبات الأمريكية الوشيكة التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية، والمقرر أن يبدأ سريانها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتضغط واشنطن على البلدان الأخرى لوقف استيراد النفط الإيراني، وبرغم معارضة بعض الحكومات في أوروبا وآسيا إلا أن الكثير من شركات النفط بدأ بالفعل في خفض المشتريات تحسبا للعقوبات الأمريكية.
* رفع الإنتاج
قال نوفاك إنه إذا شهدت الأسواق نشاطا محموما وقفزت الأسعار فمن الممكن أن تزيد بعض البلدان الإنتاج.
أضاف "بإمكان روسيا أن تزيد الإنتاج بواقع 300 ألف برميل (يوميا) في المدى المتوسط مقارنة مع مستوى أكتوبر/ تشرين الأول 2016".
ومستوى أكتوبر/ تشرين الأول 2016 هو مستوى الأساس الذي استند إليه اتفاق خفض الإنتاج المطبق منذ عام 2017، وفي ذلك الشهر أنتجت روسيا 11.247 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى بعد الحقبة السوفيتية.
أوضح نوفاك أن الاجتماع الذي يعقد في سبتمبر/ أيلول الجاري بالجزائر بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وعدد من المنتجين المستقلين بينهم روسيا سيناقش الوضع في السوق.
أشار إلى أن الاجتماع سيناقش المزيد من التعاون في سوق النفط وسيأخذ في الاعتبار توقعات العرض والطلب في الربعين الثالث والرابع من 2018 والنصف الأول من العام المقبل.
قال نوفاك إن روسيا تخطط للحصول على حصة نسبتها 20% من سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية بفضل احتياطيات الغاز الوفيرة.
أضاف "أنا متأكد أننا سنحقق هذا الهدف".