إقرار أمريكي.. روسيا تربح معركة غير متوقعة
بينما تتقدم على جبهات الحرب في أوكرانيا، كانت روسيا تتقدم في جبهة أخرى تتعلق بقدراتها العسكرية لتكون أقوى من ذي قبل.
فقد كثفت موسكو إنتاجها العسكري بتجديد مخزوناتها من الأسلحة والذخائر التي مكنتها من مواصلة عمليتها العسكرية ضد كييف للعامين القادمين على الأقل.
وتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير اليوم السبت، إن روسيا تسعى إلى زيادة قدراتها العسكرية، وإنتاج أسلحة حديثة تمكنها من تطوير الأداء الميداني للقوات الروسية في أوكرانيا.
ويأتي هذا مع الاستفادة من تفوقها الساحق في أعداد الجنود، وقدرتها على تزويدهم بأسلحة قديمة، لكنها قادرة على الأداء في المعركة، بالإضافة إلى قدرتها على تحمل واستيعاب خسائر ضخمة.
اقتصاد حرب
وعبر إعادة ضبط اقتصادها على أساس الحرب، وتمكين المؤسسات العسكرية من العمل بأقصى طاقاتها لإنتاج أو تجديد المعدات القديمة، وشراء قطع غيار من إيران والصين وكوريا الشمالية، تعافت روسيا بشكل مفاجئ من خسائرها المبكرة في أوكرانيا، وفقا للخبراء.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن روسيا أعادت تسليح قواتها، عن طريق تجديد المعدات الموجودة لديها سابقا، التي يعود معظمها إلى الحقبة السوفياتية.
وقد عوضت المعدات التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، بما في ذلك الصواريخ والقنابل الجوية الموجهة، فشل روسيا، على الأقل حتى الآن، في إنتاج ونشر أسلحة جديدة ومتقدمة مثل دبابة تي-14 أرماتا، التي يمكن نظريا أن تنافس دبابات أبرامز أمريكية الصنع، ودبابات ليوبارد الألمانية، التي قدمها الغرب إلى كييف.
وفي أواخر 2023، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على زيادة قياسية في الإنفاق العسكري لعام 2024، إذ يخطط لإنفاق نحو 115 مليار دولار، ما يعادل تقريبا ثلث إجمالي الميزانية السنوية لبلاده، وضعف الأموال التي كانت مخصصة للجيش في عام 2021، وهو العام السابق على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
قدرات روسيا
وتلفت الصحيفة إلى اعتقاد المسؤولين الأمريكيين في البداية أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تدهور قدرات الجيش الروسي بشكل خطير.
لكن القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي قال في شهادته أمام الكونغرس، في وقت سابق من أبريل/نيسان، إن موسكو لديها الآن عدد من الجنود يفوق ما كان لديها في بداية هجومها على أوكرانيا.
وأضاف أن القوات الروسية المسلحة أظهرت قدرة متسارعة على التعلم والتكيف مع التحديات الميدانية على المستويين التكتيكي والتكنولوجي.
وفي الأشهر الأخيرة، أعلن مسؤولون كبار في روسيا، بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، عن أرقام قياسية، إذ أبلغوا بوتين أن المجمع الصناعي العسكري ضاعف إنتاجه من المركبات المدرعة 4 مرات، وزاد توريده للدبابات 5 مرات، وعزز تصنيع الطائرات المسيرة وقذائف المدفعية بنحو 17 مرة.
الطائرات المسيرة
في السياق ذاته، تشكل الطائرات المسيرة أهمية كبرى لموسكو في حربها على أوكرانيا من الدبابات، ولزيادة إمدادات هذه الطائرات، أبرمت صفقة مع إيران لإنشاء مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة "شاهد" في تتارستان، على مسافة نحو 500 ميل شرق العاصمة موسكو.
كما ضغطت من أجل زيادة إنتاج الطائرة بدون طيار الروسية لانست ذاتية التفجير، التي تقوم على تصنيعها شركة تابعة لشركة الأسلحة الروسية العملاقة كلاشينكوف كونسيرن.
وللتغلب على العقوبات، أنشأت روسيا سلاسل توريد جديدة للحصول على المكونات الغربية للمعدات العسكرية عالية التكنولوجيا، عبر تركيا والصين وكازاخستان.
كما تمكنت روسيا من الحصول على إمدادات من النيتروسليلوز، وهو مركب ضروري لإنتاج المتفجرات مثل قذائف المدفعية، وفقاً لتقرير صادر عن مركز استراتيجيات الدفاع في أوكرانيا، وجاءت الإمدادات من دول عدة، بما في ذلك ألمانيا وتايوان والصين.