ويتكوف في موسكو... مساعٍ لكسر جمود مفاوضات أوكرانيا

سعيا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، توجه المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ترامب، ستيف ويتكوف، إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
وبحسب موقع أكسيوس الأمريكي، فاللقاء هو الثالث بين ويتكوف وبوتين منذ بدء الجهود الرامية لكسر الجمود في المفاوضات، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات السابقة التي هدفت إلى إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وترسيخ مفاهيم السلام على أرض الواقع.
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تطورات ملحوظة، خاصة في ضوء الأحداث المتسارعة على الساحة الدولية، فقد أبدى الرئيس ترامب استياءه من التأخر الملحوظ في تحقيق تقدم واضح في المفاوضات بين الأطراف المعنية في الصراع في أوكرانيا، معبراً عن شعوره بالغضب من بعض التصريحات التي أدلى بها الرئيس بوتين بشأن الأزمة.
ويأتي ذلك في وقت تحاول فيه الإدارة الأمريكية إعادة رسم معالم السياسة الخارجية، حيث يُنظر إلى هذه الجهود كجزء من استراتيجية أوسع لإعادة التوازن في العلاقات الدولية والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
اجتماعات متواترة
يُذكر أن الأسبوع الماضي شهد استضافة ويتكوف لمبعوث بوتين، كيريل ديميترييف، في واشنطن، وذلك في محاولة لكسر الجمود الذي طال أمده في المحادثات.
وتبرز هذه التحركات الدبلوماسية الجهود المكثفة التي تبذلها الإدارة الأمريكية لتخفيف حدة الصراع، رغم المطالب الروسية برفع بعض العقوبات الأمريكية كجزء من شروطها للتوصل إلى حل سلمي.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بنهاية هذا الشهر، قد تلجأ الإدارة إلى اتخاذ خطوات إضافية تشمل فرض عقوبات جديدة على روسيا، سواء باستخدام الصلاحيات التنفيذية للرئيس أو بالسعي للحصول على دعم الكونغرس لتمرير تشريعات عقابية جديدة.
ويعكس هذا التوجه مدى حساسية الوضع السياسي والأمني، كما يتطلب اتخاذ مثل هذه الإجراءات توازناً دقيقاً في السياسة الخارجية الأمريكية لضمان الضغط على الجانب الروسي دون تفاقم التوتر في المنطقة.
وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال قمة الناتو في بروكسل بأن النتائج ستتضح خلال أسابيع قليلة، مما يسلط الضوء على مدى أهمية الفترة المقبلة في تحديد مستقبل العلاقات بين الطرفين.
الأبعاد الجيوسياسية والعالمية
تمتد تأثيرات هذه اللقاءات لتشمل عدة جوانب جيوسياسية، حيث إن استمرار الحرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى تداعيات واسعة على الصعيد العالمي، بما في ذلك تأثيرات اقتصادية وسياسية قد تؤثر في أسعار الطاقة والأسواق المالية.
كما يلعب هذا التحرك الأمريكي دوراً في إعادة تشكيل التحالفات الدولية في ظل محاولات بعض الدول لتعزيز أمنها الوطني والتعامل مع تحديات السياسة العالمية بمرونة أكبر.
ويرى خبراء أن مثل هذه اللقاءات تُعَد مؤشراً على رغبة بعض القادة في إعادة النظر في الاستراتيجيات التقليدية والتوجه نحو حلول دبلوماسية أكثر مباشرة ومفاوضات ثنائية تتيح فرصاً لإحلال السلام.
ردود الفعل الدولية
اعتُبرت زيارة ويتكوف خطوة محورية قد تفتح الباب لمزيد من المبادرات الحوارية، مما قد يساعد في تهدئة الأجواء وتقليل حدة المواجهات العسكرية في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، أشار العديد من الخبراء في الشؤون الدولية إلى أن نجاح مثل هذه المبادرات يعتمد على مدى جدية الطرفين في تقديم تنازلات حقيقية، وعدم اللجوء إلى التصعيد العسكري كوسيلة لإكراه الخصم على اتخاذ مواقف مرنة.
كما يمكن اعتبار رحلة ويتكوف إلى روسيا للقاء بوتين بمثابة خطوة مهمة ضمن سلسلة من المحاولات الدبلوماسية لإعادة صياغة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وتحقيق تقدم في مسار السلام في أوكرانيا.