لماذا تعادي أمريكا والغرب موسكو؟.. سفير روسي يوضح لـ"العين الإخبارية"
أكد السفير الروسي بالقاهرة أن العداء بين بلاده وأمريكا وأوروبا ليس وليد الحرب الأوكرانية الأخيرة والتي انطلقت في فبراير/شباط الماضي.
واعتبر السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو، أن العداء مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليس جديدا، لكنه مستمر منذ قرون عديدة.
- مخرجات قمة الناتو بمدريد..روسيا "من الشراكة إلى التهديد"
- ردا على العملية الروسية بأوكرانيا.. مطلب بريطاني هام من الناتو
وأضاف -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- أن "الغرب كان ينظر إلى روسيا على أنها خصم خطير وحتى عدو"، مشيرا إلى أنه "ليس من قبيل الصدفة - فقد دمرنا باستمرار ادعاءاته بالسيطرة على العالم، سواء كانت، على سبيل المثال، تحت حكم نابليون أو هتلر".
سلاح القوة
وتابع: "يبدو أن الخوف من روسيا كحضارة قوية مكتفية ذاتياً موجود بين الشعوب الغربية، التي حاولت غزونا عدة مرات وتعرضت للضرب بوحشية رداً على ذلك، تقريباً على المستوى الجيني".
وبيّن أنه "حتى عندما انهار الاتحاد السوفيتي، استمر الغرب في القيام بكل شيء لإضعافنا قدر الإمكان، وكان هذا هو الحال في التسعينيات على الرغم من الانفتاح الروسي على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة والشركاء الغربيين الآخرين، في ذلك الوقت.
وأوضح أنه "في ظل ظروف نزع السلاح الأحادي تقريبًا من قبلنا، فقد حاولوا الضغط على روسيا وإنهائها وتدميرها تمامًا".
وشدد على أنه "عندما بدأت روسيا مرة أخرى في اتباع مسار السياسة الخارجية المستقلة، اكتسبت القوة اقتصاديًا وعسكريًا، واشتدت حدة المرارة المناهضة لروسيا".
فرض الهيمنة
ويقول مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات بجامعة الصداقة الشعبية في روسيا (RUDN)، ديمتري إيجورشينكوف، إن "العداء له جذور تاريخية من قبل الحرب الباردة، ووقته كان يُنظر إلى الاتحاد السوفيتي على أنه عدو للغرب".
وأضاف ديمتري لــ"العين الإخبارية" أن "الجميع ينظر إلى روسيا على أنها أرض ضخمة وأسلحة نووية وسياسة مستقلة - كل هذه العوامل تسببت دائمًا في إزعاج شديد للولايات المتحدة وأوروبا".
ولفت إلى أن "انهيار الاتحاد السوفيتي لم يعكس هذا الاتجاه، لذلك، فإن أي نوع من جهود روسيا لتعزيز سيادتها يعتبره الغرب انتقامًا عسكريًا، وهذا بالتأكيد لا يتوافق مع الواقع".
وأشار إلى أنه "في كثير من النواحي، يمكن اعتبار سياسة روسيا نوعًا من الرد على الأعمال العدائية للغرب"، لافتا إلى أنه "على سبيل المثال، مثل توسيع الناتو أو تعزيز القوات في أوروبا الشرقية".
وأكد أن "روسيا تؤيد عالما متعدد الأقطاب ولا تقبل الإملاء السياسي"، موضحا أن "مثل هذه السياسة تشكل تهديدًا لمحاولات الغرب، برئاسة الولايات المتحدة، لفرض هيمنتهم على بقية العالم".
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية والعالم يشهد صراعاً على النفوذ بين القوتين الأكبر وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقاً، والذي رغم سقوطه في التسعينيات استعاد قوته ضمن روسيا الاتحادية التي أعادت فرض نفسها كقوة كبرى في العالم.
والعداء الروسي الأمريكي الأوروبي موجود منذ القدم، وأيُّ دولة تملك فائضاً من القوة كانت تقدم على محاولة غزو روسيا، خاصة من السهل الأوروبي المنبسط والواسع من الغرب.
وفي السابق تعرضت روسيا لعديد من الحروب كانت تستهدف وجودها؛ فعلى سبيل المثال بعد الغزوات القديمة التي قام بها المغول والتتار والتي أدت لطرد هذا الشعب السلافي غرباً باتجاه روسيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا، تعرَّض الروس عام 1605 لغزو من بولندا، وبعدها بـ100 عام سعى السويديون لغزوهم، ثمَّ في عام 1812 قام نابليون بغزوهم بمغامرته الشهيرة، وبعد ذلك بـ100 عام -تحديداً في عام 1914- قام الألمان بغزوهم بالحرب العالمية الأولى، وبعد 27 عاماً قام هتلر في العام 1941 بغزوهم أيضاً ووصل إلى "ستالينجراد" وحاصرها، لكنَّه لم يتمكن من دخولها، ولو تمكن من احتلالها لسقط الاتحاد السوفيتي كاملاً تحت قبضته.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز