جهود دبلوماسية لـ"إفساد" هدية الجيش الروسي لبوتين
تتواصل الجهود الدبلوماسية الأوكرانية من أجل التوصل إلى اتفاق يسمح بنقل مقاتلين محاصرين في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول، قبل يومين من احتفالات بعيد النصر في روسيا.
وتتوقع القيادة الأوكرانية أن يكثف الجيش الروسي من قصف المصنع المحاصر منذ أسابيع لمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "هدية" عيد النصر خلال الاحتفالات بانتصار الاتحاد السوفيتي السابق على ألمانيا النازية الإثنين المقبل.
والمصنع هو آخر حصن في مدينة ماريوبول في شرق أوكرانيا، التي تعد هدفا ثمينا للجيش الروسي، إذ توفر له تأمين خطوط الإمداد بين الأراضي الروسية والجبهات في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جهودا دبلوماسية تجرى لإنقاذ من تبقى من المقاتلين المتحصنين داخل مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول، حيث تم إجلاء المزيد من المدنيين من المصنع.
وتعهد المدافعون بعدم الاستسلام.
وقالت أوكرانيا إنه تم إجلاء 50 مدنيا يوم الجمعة، متهمة روسيا بانتهاك هدنة تهدف إلى السماح لعشرات آخرين لا يزالون محاصرين تحت الأرض بالمغادرة بعد أسابيع من الحصار.
وفي وقت متأخر من الليل أكد زيلينسكي في كلمة مصورة أن أوكرانيا تقوم بجهود دبلوماسية لإنقاذ المدافعين المتحصنين داخل مصنع الصلب. ولم يتضح عدد المقاتلين الأوكرانيين الذين ما زالوا في المصنع.
وتابع: "الوسطاء المؤثرون يشاركون وكذلك دول مؤثرة" لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
وبدأت عمليات الإجلاء بوساطة الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي لبعض مئات المدنيين الذين احتموا في شبكة من الأنفاق والمخابئ أسفل المصنع. لكنها توقفت خلال الأسبوع بسبب تجدد القتال.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، إنه تم إجلاء 50 امرأة وطفلا ومسنا بعد ظهر الجمعة، مضيفة أن العملية ستستمر اليوم السبت. وقالت إن الجانب الروسي ينتهك باستمرار وقف إطلاق النار في المنطقة، مما يجعل عملية الإجلاء بطيئة للغاية.
وأكدت روسيا عدد الذين تم إجلاؤهم وقالت "العملية الإنسانية في آزوفستال ستستمر في 7 مايو/أيار".
وقال رئيس بلدية المدينة الأسبوع الماضي إن 200 شخص محاصرون في المصنع مع القليل من الطعام أو الماء. ولم يتضح عدد الباقين.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش إن روسيا تحاول القضاء على القوات داخل المصنع للاستيلاء عليه بحلول يوم الإثنين كهدية للرئيس بوتين بمناسبة عطلة يوم النصر في الحرب العالمية الثانية.
وكان بوتين قد أعلن الانتصار في ماريوبول في 21 أبريل/ نيسان، وأمر بإغلاق المصنع ودعا القوات الأوكرانية الموجودة في الداخل إلى إلقاء سلاحها. لكن روسيا استأنفت في وقت لاحق عملياتها للسيطرة على المصنع.
وردا على سؤال حول خطط روسيا للاحتفال بالذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية في أجزاء من أوكرانيا تسيطر عليها، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "سيأتي الوقت للاحتفال بيوم النصر في ماريوبول".
معركة الشرق
وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنه بعد الفشل في الاستيلاء على العاصمة كييف، أحرزت القوات الروسية تقدما بطيئا في هدفها المعدل المتمثل في الاستيلاء على شرق وجنوب البلاد، لكنها قد تخطط أيضا لبدء عملية في مولدوفا الجارة الغربية لأوكرانيا.
وماريوبول، التي تقع بين شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها موسكو في عام 2014 وأجزاء من شرق أوكرانيا استولى عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في ذلك العام، هي المفتاح لربط المنطقتين الخاضعتين لسيطرة روسيا وعرقلة الصادرات الأوكرانية.
وتصف موسكو إجراءاتها بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها مما تسميه القومية المعادية لروسيا التي يغذيها الغرب.
وتقول أوكرانيا والغرب إن روسيا شنت حربا دون مبرر واتهمت القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب. وتنفي موسكو المزاعم وتقول إنها تستهدف فقط المواقع العسكرية أو الاستراتيجية وليس المدنيين.