الدولار "يدهس" الروبل الروسي بعد تصاعد نذر الحرب في أوكرانيا
قرر البنك المركزي الروسي "بنك روسيا" تعليق شراء العملة الأجنبية الاستراتيجية حاليا في ضوء ضعف الروبل والتوترات بشأن أوكرانيا.
وأعلن البنك المركزي اليوم الإثنين وقف عمليات شراء العملة إلى أجل غير مسمى.
وقال بيان إن هذا التعليق يستهدف مواجهة "التقلبات في الأسواق المالية".
وتأتي هذه الخطوة في ضوء ضعف العملة الروسية بسبب الأزمة على الحدود الأوكرانية، حيث تحشد روسيا مزيدا من القوات. وهناك مخاوف من غزو روسي لأوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.
وهبط الروبل أمام الدولار اليوم إلى أقل مستوى له خلال أكثر من عام.
وتدهور الروبل بعد تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيه إنه يعتقد أن موسكو "ستمضي قدما" بشأن أوكرانيا، وهو ما أثار مخاوف من احتمالات فرض المزيد من العقوبات المشددة على موسكو.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المحلل الاقتصادي بير هامارلوند القول إن "الروبل سيظل تحت الضغط". وتوقع أن تتراجع العملة الروسية بنحو 5ر0% إلى 3ر77 روبل لكل دولار "في الأيام المقبلة"،
وانخفضت أسعار الأسهم، بشكل حادّ بعد تراجع استمر أسبوعين، وهوى مؤشر الأسهم "آر.تي.اس"، المقوّم بالدولار، بنسبة 9%، مع تصاعد مخاوف أزمة بين روسيا من جهة، وأوروبا، وأمريكا، حول الأزمة على الحدود الأوكرانية.
وتراجع سعر صرف العملة الروسية، مقابل الدولار إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام، مسجّلاً 79 روبلاً للدولار الواحد.
وشدّد تيموثي آش، كبير الخبراء الاستراتيجيين في الأسواق الناشئة في شركة "بلوباي آست ماناجمنت"، في مذكّرة وجّهها للعملاء على أنّ "الأسواق تستفيق على مخاطر جيوسياسية متزايدة"، محذّرا من تداعيات على الأسواق من جرّاء عقوبات قد تفرض على روسيا.
وبالتشاور مع الولايات المتحدة، وحلفاء آخرين، يدفع الاتحاد الأوروبي باتّجاه تبنّي حزمة عقوبات ضدّ موسكو.
وتأمل بروكسل، في أن تسهم العقوبات، في ردع روسيا عن الإقدام على أي عمل عسكري.
وكان خبراء في "ألفا بنك" توقّعوا الإثنين: "تزايد خسائر الأسهم الروسية اليوم بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في نهاية الأسبوع".
وتحدّث مركز "رنيسانس كابيتال" عن احتمال تدهور سعر صرف الروبل مقابل الدولار بنسبة 20%، في حال حصول تصعيد عسكري.
وتتصاعد التوترات على خلفية نشر روسيا نحو 100 ألف عسكري عند الحدود مع أوكرانيا.
وأمرت بريطانيا، والولايات المتحدة، بعضاً من أفراد طاقم سفارتيهما في أوكرانيا، مع عائلاتهم بمغادرة هذا البلد، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي تعزيز دفاعاته في شرق أوروبا.
وتشدّد موسكو على عدم وجود أي نية لديها لغزو أوكرانيا.
وفشلت جولات محدثات عدة بين روسيا، والغرب، في خفض منسوب التوتر.
ويسود التخوّف من غزو روسي، بعدما كانت موسكو قد ضمّت في العام 2014 شبهة جزيرة القرم الأوكرانية.
وتوقع بايدن غزوا روسيا لأوكرانيا، وتحدث عن "مخاوف وجودية" لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محذرا من عواقب اقتصادية كبيرة إذا ما حدث ولو "توغل بسيط".
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg جزيرة ام اند امز