صواريخ روسية في بولندا؟.. "العين الإخبارية" تكشف السيناريوهات المحتملة
يقف العالم على أنامله في هذه اللحظات بعد تقارير متواترة وتأكيدات رسمية عن ضرب صواريخ روسية قرية ببولندا؛ عضو حلف الأطلسي "الناتو".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت وكالة "أسوشيتد برس"الأمريكية، إن مسؤولا كبيرا في الاستخبارات الأمريكية، أكد تقارير صحفية عن سقوط صواريخ روسية في بولندا، ما أدى إلى مقتل شخصين.
فيما قال رجال إطفاء في بولندا مساء الثلاثاء إن شخصين لقيا حتفهما في انفجار في قرية برزيودو بشرق البلاد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وعلى الفور، قال المتحدث باسم الحكومة البولندية على "تويتر" إن رئيس الوزراء دعا إلى اجتماع عاجل للجنة الحكومية لشؤون الأمن القومي والدفاع، وبدأ الاجتماع بالفعل قبل دقائق.
وكانت روسيا أمطرت مدنا في أنحاء أوكرانيا بالصواريخ اليوم الثلاثاء، فيما وصفته السلطات الأوكرانية بأنه أعنف موجة ضربات صاروخية في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من تسعة أشهر.
وبعد نشر التقارير عن سقوط الصواريخ في بولندا، تحدثت عدة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذ قالت الرئاسة الليتوانية إن البلاد تتضامن بشكل قوي مع بولندا، مضيفة "يجب الدفاع عن كل بوصة في أراضي الناتو".
فيما قال رئيس وزراء سلوفاكيا، إدوارد هيجر، إن بلاده قلقة من الانفجارات في بولندا، مضيفا أن البلاد تتشاور مع الحلفاء حول الوضع الحالي.
الولايات المتحدة قالت على لسان وزارة خارجيتها، تتحدث مع مجموعة من الشركاء حول التقارير الواردة من بولندا، مضيفة أن هذه التقارير "مقلقة للغاية".
بينما قال البيت الأبيض في بيان، إنه "سيحدد ما حدث، وما هي الخطوات التالية المناسبة"، مضيفا أنه "لا يستطيع تأكيد التقارير، ويعمل مع الحكومة البولندية على جمع مزيد من المعلومات".
روسيا تنفي
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، التقارير التي تحدثت عن سقوط صواريخ روسية على الأراضي البولندية، ووصفتها بأنها "استفزاز متعمد".
لكن أزمة الانفجارات في بولندا، وإمكانية أن يتهم الغرب روسيا بشكل رسمي، بالتسبب فيها عبر ضربة صاروخية، يثير كثير من التساؤلات حول ما يمكن أن يحدث ردا عليها. وفي هذا التقرير، تحاول "العين الإخبارية" الإجابة عليها عبر رصد تعليقات خبراء غربيين.
كارل بلديت، رئيس المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية، كتب على "تويتر"، "من المحتمل أن تكون صواريخ روسية"، مضيفا أن مقتل شخصين في بولندا يجعل الأمر أكثر خطورة"، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
لكن شاشانك جوشي، محرر شؤون الدفاع في مجلة إيكونومست، كتب على حسابه بـ"تويتر"، إن الصاروخ الضال الساقط في بولندا أمر سيئ للغاية، وهو نتيجة لسياسة روسيا المتهورة"، مضيفا "لكنه بشكل قاطع لا تعني هجوماً مسلحاً متعمداً"، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
مايكل ميكفول، سفير الولايات المتحدة السابق في موسكو وأستاذ العلوم السياسية، كتب على "تويتر": "تنتظر بفارغ الصبر تفسير الكرملين للهجوم الروسي على بولندا اليوم، هل هو عن قصد أو حادث؟"، مضيفا "كلاهما ليس جيدًا بالطبع".
الأمن الجماعي للناتو
أما الكاتب جون سبنسر، فكتب على حسابه بـ"تويتر": "العالم ينتظر ما ستقوله بولندا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة"، مضيفا "إذا كان الهجوم الروسي صحيحا، فإنه يقع ضمن ضمانات الأمن الجماعي للناتو"، أي يستوجب ردا.
بدوره، كان الخبير البارز في الشؤون الاستراتيجية، وليام البيركي، أكثر تحديدا، وكتب على حسابه بـ"تويتر": "بناءً على موقع الضربة، هذا إما صاروخ أطلق من الأراضي البيلاروسية أو صاروخًا طويل المدى يُطلق من الجو (ربما Kh-22). سنرى ما سيصدره مجلس الطوارئ البولندي قريبًا.
وصارخ "كي أتش 22" هو صاروخ كبير وطويل المدى مضاد للسفن طوره الاتحاد السوفيتي السابق، وتم تصميمه للاستخدام ضد حاملات الطائرات ومجموعات حاملات الطائرات القتالية، سواء برؤوس حربية تقليدية أو نووية.
وبعيدا عن نوعية الصاروخ، وهل الهجوم روسي من عدمه، ماذا يمكن أن يحدث إذا اتهم الغرب روسيا بشكل رسمي؟
وفي محاولة للإجابة على هذا السؤال، قال فيليبس أوبراين، أستاذ العلوم الاستراتيجية والكاتب البارز على "تويتر": "بطريقة ما، سيساعد الأداء الضعيف بشكل عام للمعدات العسكرية الروسية في دعم فكرة أن هذا الهجوم لم يكن متعمدًا ولكنه ناجم عن خطأ غير مقصود".
ورغم ذلك، قال أوبراين إن "فشل الصاروخ الروسي الذي انتهى بسقوطه في بولندا، سيؤدي إلى تفعيل الناتو، المادة 4 وليس المادة 5 المتعلقة بالدفاع المشترك".
وتنص المادة الرابعة على أن الدول الأطراف ستتشاور فيما بينها إذا رأت دولة عضو أن وحدة أراضي أي طرف، أو استقلاله السياسي، أو أمنه مهدد.
أوبراين قال إن هذه المشاورات المتوقعة، من المحتمل أن تفضي إلى تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، وخاصة دعم القوات الجوية وأنظمة الدفاع المضاد للطائرات"، كما أن المشاورات ستمنح بولندا تأثيرا حقيقيا في ملف دعم كييف.