عند «الصفر».. تصنيف روسي لمرتبة الحوار مع الناتو والحلف «مستعد للحرب»
"حرج عند الصفر".. هكذا وصف نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، وضع العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ذكرى تأسيس الحلف الـ75.
وقال غروشكو، في تصريحات نقلت وكالة الإعلام الروسية أن "الوضع في العلاقات يتدهور بشكل متوقع ومتعمد".
- «الناتو» بذكرى تأسيسه الـ75.. محطات على طريق عملاق أيقظته أسوأ الصدمات
- خشية ولاية ترامب.. صندوق للناتو بـ100 مليار يورو لدعم أوكرانيا عسكريا
وأضاف أن "واشنطن وبروكسل أوصلت جميع قنوات الحوار بين موسكو والحلف لمستوى حرج عند الصفر".
وفي الوقت نفسه، نقلت الوكالة عنه قوله إن روسيا ليس لديها أي نية لبدء صراع عسكري مع الحلف أو أعضائه.
الحلف «متأهب للحرب»
وتزامنا مع تلك التصريحات، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الخميس، خلال احتفال لمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف، أنّ "الناتو مستعد لأي سيناريو يدفعنا للحرب».
وأضاف ستولتنبرغ على خلفية تنامي القلق في أوروبا بشأن الالتزام الأمريكي في حلف شمال الأطلسي، "أنا أؤمن بأمريكا وأوروبا معاً في حلف شمال الأطلسي، لأنّنا أقوى وأكثر أماناً معاً".
وأضاف: "الحلفاء الأوروبيون يضاعفون قوة أمريكا من خلال الجيوش والمخابرات والنفوذ الدبلوماسي".
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الشهر الماضي هزّة في أوساط حلفائه عبر القول إنه سيشجّع روسيا على «القيام بأي أمر ترغب فيه لأي دولة في الناتو لا تفي بالتزاماتها المالية».
وأشعلت تصريحات المرشح الجمهوري لانتخابات هذا العام الرئاسية عاصفة سياسية وأثارت الشكوك حيال التزام واشنطن تجاه حلفائها في حال هزم ترامب الرئيس الحالي جو بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر.
ومنذ بدء حرب أوكرانيا التي كانت تسعى للانضمام إلى الناتو، أرسل أعضاء الحلف أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات إلى كييف، لكنه تجنّب الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع روسيا تحمل خطر التحوّل إلى حرب نووية.
ومع تقدّم قوات موسكو ميدانيا في الوقت الحالي وتراجع الأسلحة التي يتم إيصالها إلى كييف، تسري مخاوف من أن دول الناتو يمكن أن تكون التالية في مرمى روسيا في حال تمكّن الكرملين من تحقيق انتصار في أوكرانيا.
ويقول مساعد مدير الدفاع والأمن لدى مركز أبحاث «راند كوربوريشن" RAND Corporation الأمريكي جيمس بلاك، إن «الناتو ينشّط بعد عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا»، مضيفًا: «في غضون عامين، توسّع الناتو وبات أكثر طموحا في ما يتعلّق بنطاق أنشطته، (عبر نشر) المزيد من القوات في أوروبا الشرقية».
بلاك أضاف أنه «إذا تراجع الدعم وباتت أوكرانيا تحت الضغط للتفاوض والقبول بسلام سيء، يمكن أن يفاقم ذلك خطر روسيا (..) لذلك من الضروري بأن يتم دعم أوكرانيا الآن. إنه استثمار للناتو من أجل الغد».