اقتصاد
بمعرض الدفاع السعودي.. حرب باردة بين جناحي روسيا وأوكرانيا
تردد صدى الحرب الروسية الأوكرانية على الأراضي السعودية، التي شهدت ما يشبه الحرب الباردة بين جناحي البلدين بمعرض الدفاع العالمي.
وفصل بين جناحي روسيا وأوكرانيا في "معرض الدفاع العالمي" بالعاصمة السعودية الرياض بضعة أمتار، فيما كان التباين واضحا بين المعروضات العسكرية للبلدين حيث اقتصر الجناح الأوكراني على مدرعتين، بينما كان الروسي حافلا بالمعدات والآليات.
وقال مدير المبيعات في إحدى الشركات الحاضرة في الجناح الأوكراني ماكسيم بوتيمكوف لوكالة فرانس برس "لا نتواصل (مع الروس) بالطبع. لا يوجد أي شيء نناقشه" معهم، مضيفا "مررت مرة واحدة فقط (أمام الجناح الروسي) لرؤية كم فرد منهم متواجد" فيه.
على مدار أيام المعرض الأربعة بين الأحد والأربعاء الماضيين، تنافس الجناحان على استقطاب الزوار.
ورغم وجود مدرعتين فقط في الجناج الاوكراني، فإنه استقبل الكثير من المسؤولين الغربيين، وبينهم وفد من السفارة الأمريكية في العاصمة السعودية.
وكتبت البعثة الأمريكية على تويتر "في معرض الدفاع العالمي، زارت القائمة بالأعمال مارتينا سترونج الجناح الأوكراني للتعبير عن تضامنها مع الشعب الأوكراني الشجاع الذي يدافع عن بلاده في مواجهة العدوان الروسي الوحشي".
وضم الجناح الأوكراني مسؤولين اثنين فقط ومتطوعين اثنين مقيمين في الرياض، إذ منعت الحرب التي اندلعت 24 شباط/فبراير الماضي نحو 50 شخصا من التوجه إلى الرياض للمشاركة في الجناح، بحسب القيمين عليه.
وقد أدى دخول عشرات آلاف الجنود الروس قبل أسبوعين إلى أوكرانيا وما يرافق ذلك من قصف وغارات إلى نزوح ملايين الأشخاص وإلى مقتل المئات بينهم الكثير من المدنيين.
الجناح الروسي
في الجناح الروسي، رفض القيمون عليه الحديث مع وكالة فرانس برس. وقالت موظفة روسية "نحن ممنوعون من الإدلاء بتصريحات إعلامية بسبب الوضع السياسي".
وأثناء التحضير لإجراء مقابلة مع زائر روسي للمعرض، طالب عضو في الجناح الزائر بإبراز هويته وبطاقة الأعمال الخاصة به، ليعتذر بعدها الضيف عن التحدث لصحفيي فرانس برس.
وعرض الجناح أسلحة متنوعة من بينها المدافع الرشاشة والأسلحة المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي.
بعد نهاية المعرض يوم الأربعاء، يقوم المسؤولان في جناح أوكرانيا بإعادة المدرعتين المعروضتين إلى بلادهما، بالإضافة إلى إرسال معدات عسكرية غير قتالية اخرى.
وقال بوتيمكوف "بعد انتهاء المعرض مباشرة، ستعود كل المعدات بطريقة ما إلى أوكرانيا لخدمة جيشنا"، مشيرا إلى أنه لا يعرف طريقة توصيلها بعد.
وأعرب الرجل الذي تمكن من إخراج أسرته من أوكرانيا بعد اندلاع الحرب، عن مشاعر "الغضب واللامبالاة" التي تعتريه تجاه المشاركين الروس. وتابع "هناك مشاعر من الغضب داخلنا لأننا الآن أعداء".
بالنسبة للمسؤول في شركة أوكرانية أخرى أوليغ بيروتزكاري (43 عاما)، فإنه لا يرغب حتى بالاقتراب من جناح روسيا، موضحا "ما الجديد الذي سأراه هناك؟ ليس هناك شيء جديد يثير اهتمامي".
وقال بيروتزكاري الذي تمكّن من إجلاء أسرته مؤخرا إلى السعودية بينما بدا عليه التأثر "رأينا بالفعل واقع معداتهم على أرض بلدنا".
وتابع أنه يرغب في محاولة جمع معدات عسكرية من أجنحة المعرض تكون على شكل تبرعات لإرسالها لبلده، موضحا "أبحث عن أي معدات أي خوذة أو سترة يمكنني العثور عليها وإرسالها إلى بلدي. (...)هذا واجبي".