إنذار ورسائل قبل الانتخابات.. رئيس رواندا يفكك «قنبلة» الشرق الكونغولي
التوتر بين رواندا والكونغو الديمقراطية يصل لحد التلويح بالحرب في لهيب قد يرسم ذروة النزاع أو قد يكون مجرد ورقة لرفع رصيد انتخابي.
وفي مقابلة حصرية مع قناة «فرنسا 24» الرسمية، تحدث الرئيس الرواندي بول كاغامي عن العلاقات المتوترة بين بلاده وجارتها الكونغو الديمقراطية.
- هجوم بالكونغو الديمقراطية يؤجج تلاسنا روانديا أمريكيا
- الكونغو الديمقراطية تتهم رواندا باستهداف مطار عسكري
«مستعدون للحرب»
وقال إن رواندا "مستعدة" لخوض حرب مع جمهورية الكونغو الديمقراطية إذا لزم الأمر، مضيفا "نحن مستعدون للقتال، لسنا خائفين من أي شيء".
ورداً على الاتهامات الأخيرة التي وجهها نظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي لرواندا بارتكاب "إبادة جماعية" في شرق الكونغو الديمقراطية، اتهم كاغامي تشيسيكيدي بتدبير عودة "أيديولوجية الإبادة الجماعية" بالمنطقة تستهدف التوتسي الكونغوليين.
ورفض كاغامي -الذي يخوض الانتخابات للفوز بولاية رابعة- تأكيد وجود جنود روانديين على الأراضي الكونغولية، قائلا "لماذا لا ننظر إلى السبب الجذري لهذه المشكلة؟"، في إشارة إلى وجود متمردي «إم 23» في شرق الجارة.
وتأتي تصريحات كاغامي في وقت انطلقت فيه، السبت، حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 15 يوليو/تموز المقبل مع توقع فوزه بولاية جديدة على رأس الدولة الواقعة في منطقة البحيرات العظمى التي يحكمها منذ 24 عاما.
أسباب التوتر
تدهورت العلاقات بين البلدين نهاية 2021، حين استأنفت حركة "إم 23" تمرّدها ضد الحكومة الكونغولية، بعد سنوات من التوقف، في تحركات اتهمت كينشاسا كيغالي بدعمها، وهو ما تنفيه الأخيرة.
أسباب التوتر بين البلدين عرقية، إذ إن قبائل التوتسي هم من يقودون حركة "إم 23"، وتربطهم علاقات متينة بالنظام الحاكم في رواندا.
وينحدر الرئيس الرواندي بول كاغامي من قبائل التوتسي، وعلى هذا الأساس تقول الكونغو الديمقراطية إن رواندا تدعم هؤلاء المتمردين التوتسيين لزعزعة أمنها.
في المقابل، تردّ كيغالي باتهام كينشاسا بالتواطؤ مع "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، وهي مجموعة مسلحة تقودها قبائل "الهوتو" من رواندا.
وهذا التوتر يعيد إلى الأذهان مذابح الحرب الأهلية في رواندا (1990-1993)، التي كانت في حقيقتها حرباً بين قبيلتي الهوتو والتوتسي، وأسفرت عن إبادة جماعية راح ضحيتها نحو مليون إنسان من القبيلتين.
انتخابات الرئاسة
تنطلق اليوم السبت الحملات الانتخابية الرئاسية والبرلمانية في رواندا، استعدادا للانتخابات المرتقبة في منتصف يوليو/تموز المقبل، لاختيار رئيس وبرلمان للبلاد.
وبحسب القانون، يقترع الناخبون لاختيار الرئيس و53 نائبا في البرلمان من أصل 80 نائبا، وتخصص المقاعد 27 المتبقية للفئات الخاصة، التي يتم انتخاب نوابها من قِبل ممثلين عنهم وليس من قِبل الناخبين المسجلين.
ويتنافس 3 مرشحين، هم رئيس الدولة الحالي مرشح الجبهة الوطنية الرواندية بول كاغامي، ورئيس حزب الخضر الديمقراطي فرانك هابينيزا، والمرشح المستقل فيليب مبايمانا.
بينما فشل 6 مرشحين آخرون في تلبية شرط تقديم قائمة بالناخبين المؤيدين لترشيحاتهم.
مرشحو الرئاسة
بول كاغامي، الرئيس الحالي، يخوض الانتخابات سعيا للفوز بولاية رابعة، إذ تولى الرئاسة عام 2000، وخاض انتخابات بعد إقرار دستور جديد للبلاد عام 2003 ثم 2010 و2017.
قاد كاغامي الجناح العسكري للجبهة الوطنية الرواندية بداية تسعينيات القرن الماضي، التي دخلت العاصمة كيغالي في يوليو/تموز 1994 لتوقف الإبادة الجماعية بحق التوتسي، التي أودت بحياة قرابة مليون رواندي.
أما فرانك هابينيزا فهو رئيس حزب الخضر الديمقراطي، وقد انتُخب نائبا عام 2018، وهي المرة الثانية التي يترشح فيها للانتخابات الرئاسية، ويُعرَف بنشاطه البيئي في رواندا وأفريقيا بشكل عام، وحاصل على دكتوراه فخرية في العلوم الإنسانية.
فيما يترشح فيليب مبايمانا مستقلا للمرة الثانية، وهو كاتب وناشط في مجال حقوق الإنسان، وحاصل على درجة الماجستير في الصحافة من المدرسة العليا للصحافة في باريس، والماجستير في اللغات والتاريخ والجغرافيا.
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg
جزيرة ام اند امز