الفيروس يضرب سوق الصكوك لصالح السندات الآمنة
ستاندرد آند بورز تقول إن سوق الصكوك العالمية سيشهد على الأرجح تراجعا كبيرا في أحجام الإصدارات خلال 2020.
قالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيفات الائتمانية، اليوم الإثنين، إن سوق الصكوك العالمية سيشهد على الأرجح تراجعا كبيرا في أحجام الإصدارات خلال 2020.
وأرجعت مؤسسة التصنيف الدولية ذلك بسبب التأثير الجسيم لتراجع أسعار النفط وجائحة فيروس كورونا المستجد على قطاعات رئيسية في دول أساسية بالنسبة لقطاع التمويل.
وأضافت الوكالة أن معظم جهات الإصدار الحكومية في دول التمويل الأساسية قد تتحول إلى السندات التقليدية بدلا من الصكوك لأن إصدار الصكوك أكثر تعقيدا ولأن هناك عزوفا متزايدا بين المستثمرين عن المخاطر.
وتوقعت الوكالة أن يبلغ إصدار الصكوك في 2020 نحو 100 مليار دولار في أفضل الأحوال، بانخفاض نحو 40 % عن 2019، بسبب ضعف الأداء الاقتصادي في الدول الأساسية بالسوق مع اتخاذها إجراءات لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وقالت وكالة التصنيف الائتماني إن عدة دول اتخذت إجراءات "لإتاحة السيولة بالقطاع المصرفي"، مما سيجعل جهات الإصدار المحتملة تتحول إلى البنوك بدلا من سوق الصكوك.
وأضافت ستاندرد آند بورز "رغم ذلك لاحظنا زيادة في حصة الإصدارات بالعملة الأجنبية في الربع الأول. والسبب الرئيسي لذلك هو الزيادة الحادة في إصدار الصكوك بالعملة الأجنبية في السعودية بينما ظل مستقرا أو تراجع في أسواق أخرى".
وتسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، في تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي وخطط التمويل وشكوك في معدلات النمو الاقتصادي.
- في عهد كورونا.. صفقات الاستحواذ والاندماج مؤجلة حتى إشعار آخر
- صفقات مليارية في مهب الريح.. والفاعل كورونا
وحذرت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، من أن العواقب الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" ستكون "الأسوأ منذ الكساد الكبير" الذي حدث عام 1929.
وأشارت إلى أن أكثر من 170 دولة من أصل 189 دولة عضوا في الصندوق ستشهد انكماشا في دخل الفرد لديها.
وأكدت جورجييفا دون أن تعرض أرقاما محددة أن "النمو العالمي سيصبح بالضرورة سلبيا في 2020".
وارتفعت مشتريات البنك المركزي الأوروبي من السندات خلال الأسبوع قبل الماضي بأكثر من 30 مليار يورو (32 مليار دولار)، في إطار جهوده لضخ مزيد من السيولة النقدية في اقتصادات منطقة اليورو، لمساعدتها في مواجهة تداعيات تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويُعَد برنامج شراء السندات لمواجهة الوباء، فعالا للغاية، لأنه يتيح لصناع القرار في البنك المركزي الأوروبي توجيه المشتريات نحو الدول الأعضاء في منطقة اليورو الأشد احتياجا للسيولة النقدية.
في الوقت نفسه، حثت المفوضية الأوروبية الشركات على تأجيل طلبات الحصول على موافقة المفوضية على صفقات الاستحواذ والاندماج في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وقالت المفوضية وهي المعنية بتطبيق قواعد المنافسة الحرة ومكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، إن موظفيها يعملون من المنزل حاليا في إطار جهود احتواء فيروس كورونا المستجد، وسيعانون من أجل جمع المعلومات المعقدة التي يحتاجون إليها للبت في صفقات الاستحواذ والاندماج التي يراجعونها.
وتوقعت مؤسسة "ديالوجيك" البريطانية لأبحاث وتحليلات الأسواق المالية هبوط صفقات الدمج والاستحواذ العالمية خلال العام الجاري بعد انخفاضها خلال الشهرين الماضيين إلى أدنى مستوى منذ عام 2005 بسبب "كورونا".