سعد أردش.. مسيرة "الذباب والإنسان الطيب" (بروفايل)
كانت الظروف الاقتصادية تحول بينه وبين حلمه. لم يعرف سعد أردش كيف يشق الطريق للمعهد العالي للفنون المسرحية، لكنه فعل ما هو أكبر.
في إحدى قرى محافظة دمياط، ولد سعد لأسرة بسيطة. أغواه التمثيل في طفولته، وصار حلمه، وشغله الشاغل. وفي مدرسته الابتدائية كان ناظر المدرسة آنذاك حلمي البابلي، والد الفنانة المصرية سهير البابلي، وكانت تربطه به علاقة جيدة، قبل أن يتعرف وهو في المرحلة الثانوية على الشاعر طاهر أبو فاشا، قائد تجربة المسرح المدرسي.
وبانتهاء المرحلة الثانوية، قرر سعد الذهاب للقاهرة، حيث الفن والمسرح والسينما، وما يحلم به أيضا. لكن ظروفه المادية، أعاقت تحقيق الحلم قليلا، فعمل في مصلحة السكة الحديد ككاتب، ليحصل على مال ويدخره في سبيل تحقيق مراده.
وصل أردش إلى القاهرة، والتحق بمعهد التمثيل، وتخرج في المعهد عام 1952، كما حصل على ليسانس الحقوق في جامعة عين شمس، ثم الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما، ثم عاد لمصر مرة أخرى. وبعد عودته أخرج مسرحية "الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي، ولعب الحظ دورا في أن يقوم بالتمثيل فيها أيضا.
يعد أردش أحد رموز النهضة المسرحية في الستينيات، وما بين السياسة والحياة اليومية تعددت أعمال الرجل، الذي يعد رمزا من رموز المسرح المصري، كفنان ومخرج ترك بصمة كبيرة على خشبته.
وتعاون الفنان المصري مع كبار كتاب عصره، مثل نعمان عاشور، ومحمود دياب، وسعد الدين وهبة، وغيرهم الكثير.
وكانت أشهر أعماله "سكة السلامة، ودائرة الطباشير القوقازية، والذباب والإنسان الطيب" كما شارك بالتمثيل في عدد من الأعمال الفنية، مثل "قنديل أم هاشم، والاختيار، والحجر الداير".
كما عمل سعد أردش في الترجمة والتأليف، وله من هذه الأعمال "المخرج في المسرح المعاصر، والمسرح الإيطالي".
شغل الرجل عدة مناصب، منها أنه كان أستاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج في المعهد العالي للمسرح، وتدرج في عدة مناصب حتى أصبح رئيسا للبيت الفني، وشغل عضوية لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة.
وحصل على عدة أوسمة وتكريمات منها، وسام العلوم والفنون، وجائزة الدولة التقديرية، كما تم اختياره في 1986 كأول مدير لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
وفي 13 يونيو عام 2008، رحل سعد أردش تاركا مسيرة فنية كبيرة، وبصمة ما تزال حاضرة على المسرح المصري.