الأضاحي بغزة.. "أسعار مرتفعة ولا مشترين"
"العين الإخبارية" ترصد معدل إقبال المشترين على الأضاحي في قطاع غزة وسط ارتفاع ملحوظ في الأسعار.
لم يغير اقتراب موعد عيد الأضحى من حالة الهدوء في مزرعة عفانة للمواشي، جنوب قطاع غزة، وهي التي كانت تضج في مثل هذا التوقيت كل عام بحركة المشترين.
أمام مدخل المزرعة، يجلس أبو محمود عفانة، صاحب المزرعة، متكئاً على عكازه، ويقول لـ"العين الإخبارية": "الأوضاع الصعبة، وحركة الشراء محدودة وهي تكاد تبلغ الثلث مما يباع كل عام".
وأضاف: "منذ بداية الموسم، بعت 150 رأساً فقط، في حين أنه في مثل هذا الوقت من الأعوام السابقة كانت المزرعة تبيع 500 رأس على الأقل".
وترك سوء الأوضاع الاقتصادية واشتداد وتيرة الحصار، وتقليص رواتب موظفي القطاع الحكومي، آثاره السلبية الواضحة على الحركة الشرائية بشكل عام في قطاع غزة.
بالنسبة للفلسطيني محمود السميري (38 عاماً) الأمر منتهٍ، "لن أتمكن من شراء الأضحية هذا العام، بالكاد سأتمكن من توفير الاحتياجات المدرسية لأبنائي الخمسة".
السميري موظف حكومي، وأب لـ6 أبناء انخفض راتبه بنسبة 50% بموجب قرار الحكومة الفلسطينية التي أحالت آلاف الموظفين العموميين بغزة للتقاعد، وخفضت رواتب البقية بقيمة 70-50% ضمن سلسلة إجراءات تقول إنها تهدف للضغط على حماس لتسليم القطاع للحكومة الشرعية.
وقال السميري:" اعتدت أن أضحي، لكن هذا العام للأسف لن أستطيع، بعد خصم الراتب لم يعد الأمر ممكناً خاصة أن علي قرضاً وهناك التزامات الحياة وعلى رأسها لوازم بدء العام الدراسي".
وعلى الرغم، من انخفاض القدرة الشرائية، إلا أن أعداد المواشي المعروضة قليلاً أيضاً بفعل الأسعار، وهو ما أسهم في زيادة الأسعار، وأدى لصرف بعض الراغبين بالشراء، وفق التاجر عفانة.
ويوضح عفانة أن الأسعار ارتفعت في العجول نحو دولار واحد، وفي الخراف، ارتفع السعر بقيمة دينار.
ووفق طاهر أبو حمد، مدير عام دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة في غزة، فإن موسم الأضاحي هذا العام غير مسبوق من حيث تدني الإقبال.
وقال أبو حمد لـ"العين الإخبارية": "إن احتياجات قطاع غزة من المواشي والأغنام في عيد الأضحى تقدر عادة بنحو 15 ألف رأس من المواشي، في حين التقديرات المتوقع شراؤها من العجول سيتراوح ما بين 8-9 آلاف رأس".
وذكر أن المعدل السنوي للخرام والأغنام يتراوح بين 25-30 ألفاً ومن المتوقع أن يتراجع هذا العدد إلى النصف أو يزيد قليلاً.
وأشار إلى ارتفاع سعر الكيلوجرام بالنسبة للحوم الأضاحي من العجول في قطاع غزة، حيث بلغ نحو 20 شيكلاً (الدولار 3.68 شيكل) بارتفاع نحو ثلاثة شواكل بالمقارنة عن سعرها العام الماضي.
فيما ارتفعت أسعار الأغنام والخراف من ثلاثة دنانير ونصف إلى أربعة دنانير، وقد تصل إلى 5 دنانير للكيلو الواحد.
ويعزو المسؤول في وزارة الزراعة هذه الحالة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وما يمر به قطاع غزة من أزمات عدة منها البطالة وأزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يومياً، الأمر الذي يحد أيضاً من الإقبال على شراء الأضاحي.
وقال الدكتور ماهر الطباع، الخبير الاقتصادي لـ"بوابة العين"، إن تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع انعكست بشكل واضح على القدرة الشرائية في كل المجالات.
وأشار إلى أن نسبة البطالة تزيد على 46.6% في قطاع غزة وهي الأعلى عالمياً، فيما هناك 243 ألف شخص عاطل عن العمل.
وذكر أن البطالة بين الخريجين في الفئة العمرية من 20-29 عاما، ترتفع إلى 67% نسبة البطالة، فيما تصل نسبة الفقر إلى 65%، وانعدام الأمن الغذائي لدى الأسر وصل إلى نسبة 50%.