أسواق الأضاحي في فلسطين "خالية" والسبب ليس الأسعار
الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون تلقي بظلالها على أسواق الأضاحي، رغم قرب عيد الأضحى المبارك.
ألقت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون -خصوصاً في قطاع غزة المحاصر- بظلالها على أسواق الأضاحي، رغم قرب عيد الأضحى المبارك.
واعتاد الفلسطينيون خلال هذه الفترة من العام على البحث عن الأضحية، لكن الظروف الاقتصادية أجبرت عددا كبيرا منهم للعزوف، واقتصر الأمر على ذوي الدخل المرتفع، علماً بأن أسواق الأضاحي تعجّ بكميات كبيرة من الأضاحي الرئيسية كالأبقار والأغنام، إلى جانب توافرها بأسعار مخفضة عن العام الماضي، وفقا لوزارة الزراعة الفلسطينية.
وكانت وزارة الزراعة بغزة، قد أكدت، أن الأضاحي متوفرة بشكل كبير في غزة، حيث تقدر وجود نحو 30 ألف رأس من العجول والأبقار والأغنام، وهي كميات تكفي لاستهلاك المواطنين في عيد الأضحى.
وتقول المواطنة غادة الحلو، إن الأوضاع الاقتصادية حرمت الكثير من العوائل الفلسطينية من شراء الأضحية هذا العام، مؤكدة أن انخفاض أسعارها لم يسعف المواطنين من شرائها لأنها مرتفعة مقارنة مع دخل الموظف، وخيالية بالنسبة للعاطلين عن العمل وهم كثر.
وتضيف في حديثها لبوابة "العين"، أن أسرتها لن تتمكن من شراء الأضحية هذا العام، بسبب هذه الظروف، معربة عن أملها أن تعوض ذلك بشراء أضحية العام المقبل.
ويتفق حسين الأخرس، مع ما ذهبت إليه الحلو، مشيراً إلى أن ضعف الاقبال يعود للأوضاع الاقتصادية حيث إن الموظف العادي لا يستطيع براتبه تدبير أمور بيته اليومية، في الوقت الذي يعجز فيه العاطلون عن العمل من إيجاد قوت يومهم، فكيف سيتمكنون من شراء الأضحية.
ويوضح لبوابة "العين" أنه اعتاد كل عام على شراء الأضحية، لكنه لن يستطيع ذلك هذا العام لعدم قدرته على سداد ثمنها، في ظل وجود التزامات ضرورية ومعيشية له ولأسرته.
حال الدكتور عهدي الزعانين، لم يختلف عن سابقيه، وأكد أن ضعف الإقبال على الأضاحي ملموس للجميع، بسبب ما يعيشه قطاع غزة من ظروف وأوضاع اقتصادية سيئة بمعنى الكلمة.
ويشير لبوابة "العين" إلى أن عددا كبيرا من الأسر الفلسطينية غير قادرة على تلبية احتياجاتها اليومية، لذلك فإنها لن تستطيع شراء الأضحية على الرغم من أهميتها، وتوافرها بأعداد كبيرة.
من جانبه، يعزو حسن الرضيع الباحث الاقتصادي والمختص في اقتصاد الأزمات، قلة الإقبال على شراء الاضاحي رغم انخفاض الأسعار بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن الفلسطيني في ظل الأوضاع الصعبة الذي يعاني منها القطاع المحاصر.
ويضيف لبوابة "العين"، أن التدني الكبير في أعداد المضحّين هذا العام يعود أيضاً إلى انخفاض مستوى الدخل للأسر الفلسطينية وتأخر الرواتب ووجود الكثير من الأسر تحت خط الفقر، دون إغفال نسب ومعدلات البطالة المرتفعة بشكل قياسي.
ويوضح "الرضيع" أن قطاع غزة يعاني من نسبة فقر عالية، وارتفاع حاد في معدلات البطالة حيث وصلت لنسب غير مسبوقة، بحسب مؤسسات فلسطينية ودولية، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على منذ 10 سنوات، وإغلاق المنافذ، والتحكم الإسرائيلي في كل المناحي الاقتصادية بغزة.