سيف بن زايد: مسيرة الإمارات المظفرة كتبتها حكمة القيادة الرشيدة
وزير الداخلية الإماراتي يلقي كلمة بعنوان "مسيرة حكمة" ضمن فعاليات اليوم الأخير من القمة العالمية للحكومات في دبي.
أكد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، أن مسيرة الإمارات المظفرة توسم بالحكمة بجميع المجالات بفضل قيادتها الفذة، وحنكة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وماضية في تعزيز هذه المسيرة الخيرة بثقة واقتدار.
وأشار أثناء حديثه في الجلسة الرئيسية من اليوم الثالث للدورة السابعة من القمة العالمية للحكومات بدبي، إلى المبادرات الريادية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودوره المعطاء في مسيرة 50 عاماً من العطاء والريادة والمشاركة الفكرية، واصفاً إياه بأنه "قائد يعشق التحدي والتجديد" مقدماً باسم الجميع الشكر والتقدير لهذا العطاء ولهذه القيادة الاستثنائية.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، إن حكمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورؤيته المستقبلية تنير درب الإمارات وتعزز مسيرتها وقوتها الناعمة من خلال المشاريع والمبادرات التي يتبناها والتي شهد لها العالم بما تتميز من الريادة والحكمة والرؤى المستقبلية.
وكان الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بدأ كلمته بمقدمة قال فيها: "الإنسان مستخلف في الأرض لإعمارها بقدراته الفطرية والاستفادة من ممكناتها الطبيعية ومصادرها الطبيعية الغنية، وهو حرٌ قادرٌ بحكمته على استدامة تحقيق الخير والسعادة للبشرية جمعاء"، مشيراً إلى أن الإنسان الإيجابي هو من ينظر إلى جماليات الكون فيستفيد منها، والسلبي من ينظر إلى النقطة السوداء دوماً، فيتسبب للبشرية بالسوء والإيذاء، وأثبت التاريخ أن من يتخلد في إرث البشرية هو من استثمر قدراته في خير الكون وعماره.
وأضاف، في المحور الثاني من كلمته "مسيرة حكمة"، أن الحكمة جامعة للخير والإيجابية، وجمع حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحكمة والعدل والتفكير الرشيد، فتصدرت الإمارات مكانة رفيعة بين أرقى الأمم، من خلال مسيرته العطرة الموسومة بالخير والمحبة والسلام، فسكن في قلوب الجميع، مشيراً إلى أن أرض الإمارات أنجبت وستبقى رافدة لقادة حكماء سيخلدهم التاريخ.
وأورد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان أولى الأمثال على مسيرة الحكمة الإماراتية بتطرقه لمفهوم الحكمة السياسية وتاريخها الطويل في المنطقة ضارباً الأمثال التاريخية والشواهد على تاريخ عريق، لافتاً إلى حكمة القائد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقدرته على حل نزاعات إقليمية بحكمته وإيمانه العميق بها.
أما عن تميز الإمارات اقتصادياً، فأرجعها إلى أسباب عديدة منها "الحكمة الاقتصادية" في إدارة المشاريع ورأس المال والاستثمارات الناجحة، لكن أوضح أن سر النجاح الحقيقي هو استثمار الإمارات بحكمة قيادتها في الإنسان من خلال التعليم ذي الجودة النوعية وبرامج الابتعاث الخارجي، حيث وظفت دولة الإمارات العربية المتحدة ثروتها المالية في تعزيز ثروتها الحقيقة بالاستثمار في الإنسان أغلى ما يملك الوطن، وعززت نجاحات الوطن الاقتصادية ومشاريعها العملاقة من سعادة الإنسان الإماراتي ليتوج كأسعد بشر على وجه الكون.
وعلى الصعيد الاجتماعي، أكد أن الحكمة تظهر في الأوقات الصعبة وأن الإمارات تأسست على مبدأ التكامل الاجتماعي الفطري، وتجلى الحكمة الإماراتية بتلاحم القيادة والشعب في السراء والضراء وفي السلم والحرب، موضحاً أن تواضع قادتنا وقربهم من الشعب وفطرتهم السليمة عمل على تعزيز التلاحم، مشيراً إلى أن الحكمة أساس الحكم وبغير ذلك تزول الحضارات وتسقط الدول.
وتناول في محور "حكمة التوازن بين القوة والتسامح" العلاقة المهمة في الحفاظ على التوازن بين القوة والتسامح لأنهما وجهان لعملة واحدة، ويشكل ذلك صورة من صور الحكمة وانعكاسا لها، معطياً من التاريخ العربي أمثلة على استخدام القوة بالتوازن مع التسامح.
وقال إن الإمارات شكلت قوة مستقلة ذات وزن عالمي وتعمل على تعزيز الأمن كأولوية قصوى، وتتميز قواتنا بالاحترافية العالية والتميز والريادة في سعيها لحماية الدولة ودعم الحق والشرعية، مستذكراَ أرواح شهداء الإمارات البواسل الذين قضوا في سبيل هذه الأهداف الإنسانية.
وأضاف أن الإمارات لم تقف عند بناء الجيش والقوات الأمنية المتطورة، بل عززت صناعاتها العسكرية وتطويرها، وتعد اليوم الإمارات موطناً لعدد من الصناعات العسكرية ذات السمعة المرموقة دولياً، وكل ذلك بفضل قيادة عرفت طريق المستقبل، فأعدت ممكنات للوطن وشعبه باكراً.
وأشار إلى أن التسامح طبيعة بشرية بالفطرة، وديننا الحنيف دعا لهذه القيمة المهمة، ونعتز في الإمارات بوجود شعوب من 200 جنسية يعيشون بانسجام وسلام باختلاف دياناتهم وثقافتهم، وهي إثراء لمجتمع الإمارات ومصدر قوة، ولا يشكل عبئا عليه، موضحاً إلى أن قيادة الإمارات ارتأت أن تصبح الدولة مركزاً عالميًا للتسامح الإنساني والتعايش السلمي عبر فرق العمل المشتركة والمبادرات التي تعزز هذه القيمة، وقد توجت هذه النجاحات بزيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية.
واستعرض في محور "حكمة التحدي" جانبا من جهود الإمارات وسباقها نحو تحسن جودة الحياة وفق نظام تنافسي تحقيقاً للتكامل، مشيراً إلى استراتيجية لدولة الإمارات وضعت في عام 2007 وخلال 10 سنوات من ذلك حققت حكومة الإمارات الريادة في 50 مؤشرا عالميا، مستذكرا قائمة من الإنجازات الريادية والمتميزة والأرقام والتحديات التي تم تحطيمها، مرجعاً ذلك لحكمة القيادة، وآليات اختيار الإدارات الشابة وتقييم الكفاءات من خلال أسس تعتمد التفكير الاستراتيجي والابتكار واستشراف المستقبل والتواصل والانفتاح على العالم إلى جانب أسس المقابلات الشخصية والتعيينات وكفاءة المنظومة الحكومية.
واختتم وزير الداخلية الإماراتي كلمته بالقول إن الإمارات تخطت تحديات إقليمية ودولية بالحكمة، برجال سوف يخلدهم التاريخ بتأسيسهم للحكمة الإماراتية بامتياز وريادة، مضيفاً: "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قاد دولة ووحّد أمة، فأصبح حكيماً للعرب.. والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بعزيمة الرجال أسس مدينة فأصبحت فخراً ومنارةً ومثالاً للعرب والعالم.. وسيدي الشيخ خليفة بن زايد، وبجانبه أصحاب السمو الشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن زايد وإخوانهم حكام الإمارات ورثوا وأكملوا مسيرة هذه الحكمة التي أوصلتنا للريادة، وأن مسؤوليتنا اليوم جمعياً هي المحافظة على مسيرة هذه الحكمة وتأمين امتدادها لأجيال".
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز