ماذا تقول الأرقام؟.. مرشح مفاجئ للقب أفضل لاعب أفريقي 2021
شهد عام 2021 تحولا استثنائيا في استفتاءات أفضل لاعبي كرة القدم في أفريقيا، بعد أن كانت تنحصر بين العناصر الهجومية بشكل كبير.
قبل بداية العام الحالي، إذا سألت أي مشجع عن مرشحيه لجائزة أفضل لاعب أفريقي في نهاية العام، فستنحصر الاختيارات بين الجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي، والمغربي حكيم زياش، نجم تشيلسي، والمصري محمد صلاح نجم ليفربول، وزميله السنغالي ساديو ماني، بالإضافة إلى الجابوني بيير إيميريك أوباميانج مهاجم أرسنال.
ولا شك أن هذه القائمة تغيرت كثيرا بعد نهاية العام، حيث خرج منها بعض اللاعبين الذين لم يقدموا أفضل مستوياتهم، مثل زياش وأوباميانج، لكن الأهم أنها شهدت دخولا مفاجئا للاعب جديد، وهو السنغالي إدوارد ميندي حارس مرمى تشيلسي.
دخول ميندي المفاجئ
ميندي ظهر بشكل مفاجئ في الساحات الأوروبية الكبرى في الربع الأخير من العام الماضي، وتحديدا عندما انتقل إلى تشيلسي قادما من استاد رين الفرنسي.
فرانك لامبارد، المدير الفني السابق لفريق تشيلسي، اعتمد على ميندي لسد الثغرة التي كان يعاني منها الفريق اللندني في الموسم السابق، وتحديدا في ظل تردي مستويات الحارس الإسباني كيبا أريزابالاجا.
وعلى الرغم من تردي نتائج الفريق في النصف الأول من الموسم الماضي، وتعيين الألماني توماس توخيل مديرا فنيا للفريق بدلا من لامبارد، حافظ ميندي على مكانته الأساسية، ليكون جزءا من تحول الفريق في النصف الثاني.
اللقب الأعظم
تألق ميندي أسهم في التحول الكبير للمستوى الذي قدمه تشيلسي في النصف الثاني من الموسم الماضي، والذي انتهى بتتويجه بطلا لدوري أبطال أوروبا.
ويتضح ذلك من خلال الأرقام الهائلة التي حققها الحارس السنغالي في النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا، حيث شارك في 12 مباراة من أصل 13.
وعلى مدار المباريات الـ12، نجح ميندي في الخروج بشباك نظيفة في 9 مباريات، بينما استقبلت شباكه 3 أهداف فقط في 3 مباريات أخرى، بمعدل هدف في كل مباراة.
ويظهر إسهام ميندي الكبير في الفوز باللقب الأوروبي، عند مقارنته بزميله الأفريقي الآخر في الفريق، المغربي حكيم زياش، حيث شارك في 10 مباريات، سجل خلالها هدفين فقط.
تألق ميندي قاده للحصول على جائزة أفضل حارس مرمى في أوروبا، خلال الحفل الذي نظمه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في أغسطس/آب الماضي، وهو أول لقب فردي كبير يفوز به.
الأفضل في الدوري الإنجليزي
وعلى الرغم من أن ميندي لم ينجح في الحصول على جائزة القفاز الذهبي في الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي، إلا أنه كان قريبا للغاية من تحقيق هذا الإنجاز.
البرازيلي إيدرسون مورايس، حارس مرمى مانشستر سيتي، تُوج بجائزة القفاز الذهبي، بعدما حافظ على نظافة شباكه في 19 مباراة، بفارق 3 مباريات فقط عن ميندي (16).
وشارك الحارس السنغالي في 31 مباراة خلال الموسم الماضي، استقبلت شباكه خلالها 25 هدفا، بمعدل أقل من هدف في كل مباراة، وحافظ على نظافة شباكه في 16 مباراة.
الأفضل في العالم
تألق ميندي نتج عنه ترشيحه للحصول على جائزة أفضل حارس في العالم، سواء من قبل مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، أو من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
وحل ميندي في المركز الثاني في جائزة "ياشين" من مجلة "فرانس فوتبول"، خلف الإيطالي جيانلويجي دوناروما، حارس مرمى باريس سان جيرمان الفرنسي، والمُتوج مع منتخب بلاده ببطولة يورو 2020 التي حصل فيها على لقب أفضل لاعب.
وعلى الرغم من توهج دوناروما في يورو 2020، فإن فوزه بجائزة "ياشين" على حساب ميندي كان محل انتقاد كبير، حيث اعتبر الكثيرون أن الحارس السنغالي هو الأجدر بالحصول عليها.
ولا يزال أمام ميندي فرصة للحصول على لقب أفضل حارس في العالم، وذلك خلال الحفل الذي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم، في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، حيث ينافسه على الجائزة 4 حراس مرمى آخرين.
التألق مستمر
وواصل ميندي حالة التألق التي ظهر عليها في الموسم الماضي خلال الموسم الحالي، حيث يقدم مستويات هائلة في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
وشارك ميندي في 23 مباراة خلال الموسم الحالي بمختلف المسابقات، استقبلت شباكه خلالها 14 هدفا، بمعدل أقل من هدف في كل مباراة.
في المقابل، حافظ الحارس السنغالي على نظافة شباكه في 12 مباراة، بمعدل يقترب من 50%.
الأفضل في أفريقيا
وخلال الشهر الجاري، منح الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء ميندي لقب أفضل حارس في قارة أفريقيا، بعد المستويات الهائلة التي قدمها خلال العام الحالي.
ويبدو ميندي قريبا من الحصول على لقب أفضل لاعب أفريقي، وليس فقط أفضل حارس، في ظل تفوقه على أقرانه من نجوم القارة السمراء، على المستوى الفردي والجماعي.
ميندي أسهم في تتويج فريقه بلقب دوري أبطال أوروبا، ولا يتفوق عليه سوى محرز الذي حقق لقبين مع مانشستر سيتي، وهما الدوري الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين، غير أن إسهامه فيهما كان أقل من إسهام الحارس السنغالي مع تشيلسي.
في المقابل، فشل محمد صلاح وساديو ماني في الحصول على أي لقب جماعي مع ليفربول خلال عام 2021.
وعلى المستوى الفردي، فاز ميندي بعدة جوائز، أبرزها أفضل حارس في أوروبا، وثاني أفضل حارس في العالم، فيما فشل صلاح وماني ومحرز في الحصول على أي ألقاب فردية كبرى على المستوى الأوروبي أو العالمي.
إنجاز غاب 35 عاما
وإذا نجح ميندي بالفعل في الحصول على جائزة أفضل لاعب أفريقي في 2021، فسيكون قد حقق إنجازا غاب 35 عاما كاملة، وتحديدا منذ عام 1986.
جائزة أفضل لاعب أفريقي تم إطلاقها عام 1970، حيث كانت تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، قبل أن يتولى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مهمة منحها منذ عام 1992.
ومنذ أن استحوذ الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على الجائزة في 1992، لم ينجح أي حارس مرمى في الحصول على جائزة أفضل لاعب أفريقي في أي عام.
في المقابل، كان الحارس المغربي بادو الزاكي هو أول وآخر حارس حصل على جائزة أفضل لاعب أفريقي من "فرانس فوتبول"، وذلك في عام 1986.