بيع جدارية آشورية بـ28 مليون دولار.. ومخاوف من نهب الآثار العراقية
الجدارية العراقية المباعة في مزاد كريستيز بنيويورك تصور جنيا ذي جناحين كان يطلق عليه "أبكالو"، وتم تصديرها لأمريكا عام 1860
في حرب ضارية شهدها فرع دار مزادات كريستيز البريطاني في نيويورك سيتي الأمريكية، ارتفع سعر جدارية حجرية عمرها 3 آلاف عام من 7 ملايين دولار إلى 28 مليون دولار، محطمة رقما قياسيا بالنسبة لقطعة آثار فنية تعود للعصر الآشوري.
- آثار آشورية نادرة تترقب الإنقاذ من تدمير "داعش"
وأثار هذا المبلغ الخرافي الذي بيعت به الجدارية الآشورية مخاوف بعض علماء الآثار الذين يخشون أن تؤجج هذه الأسعار الضخمة رغبة اللصوص في سرقة المزيد من الآثار. ويبلغ طول الجدارية التي وصفها كريستيز بإنها "من أجمل القطع الفنية الأثرية التي ظهرت في السوق منذ عقود"، 7 أقدام وتعود إلى قصر النمرود وتم الحصول عليها في القرن التاسع عشر قبل فترة طويلة من سن القوانين العراقية التي تحظر تصدير الكنوز الأثرية، وفقا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر".
وتصور هذه الجدارية، التي لا تزال في حالة جيدة جدا، جنيا ذي جناحين كان يطلق عليه "أبكالو"، ولديه خناجر مدسوسة في ثوبه، ويحمل دلوا صغيرا في يد، وشيئا ما مخروط الشكل في اليد الأخرى، وترمز إلى الخصوبة والحماية للملك.
ويقال إن السعر وصل إلى هذا الحد جزئيا بسبب أن القطعة التي تم نقلها إلى فيرجينيا عام 1860 تعد من أول القطع الأثرية القديمة التي تم تصديرها إلى الولايات المتحدة، لها مصدر أصلي وواضح.
وتعد هذه البلاطات الجبسية الأثرية واحدة من بين مئات الجداريات التي تمت إزالتها من قصر النمرود بالقرب من الموصل في عام 1800، وهي الآن متفرقة بين متاحف ومؤسسات العالم. ولا يوجد في العراق إلا قطع قليلة من قصر النمرود معروضة في المتاحف العراقية، وما تبقى من القصر نفسه قام تنظيم داعش الإرهابي بتدميره ونهبه بعد احتلاله لشمال العراق منذ 4 سنوات.
ودمّر تنظيم داعش الإرهابي المواقع الأثرية في العراق، ولكن يعتقد أنه هرّب بعض القطع في السوق السوداء لتمويل عملياته الإرهابية. وبيع قطعة آثار عراقية بهذا السعر المذهل ربما يؤدي إلى مزيد من عمليات السلب والنهب، حسبما يعتقد خبراء.
وكانت الحكومة العراقية قد ناشدت دار مزادت كريستيز لوقف البيع، نظرا لأن الجدارية جزء من تراث الشعب العراقي. وفي تصريح خاص لإن بي آر، قال السفير العراقي لدى الولايات المتحدة، فريد ياسين: "إنها مسألة مبدأ، تماما مثل إلجين ماربلز".
وإلجين ماربلز هي تماثيل رخامية كانت تقف في أكروبوليس أثينا (قلعة قديمة في منتصف العاصمة اليونانية) في اليونان القديمة، وتمت إزالتها وشحنها إلى بريطانيا في أوائل 1800، عندما كانت اليونان جزءا من الإمبراطورية العثمانية.