خبير يمني لـ"بوابة العين": صالح يسعى لخروج آمن والحوثي لن يسمح له
قال المحلل السياسي اليمني وضاح الأديب إن الخلاف القائم بين طرفي الانقلاب طفى إلى السطح بعد أن ظل في شد وجذب طوال 3 أعوام
قال المحلل السياسي اليمني وضاح الأديب إن الخلاف القائم بين طرفي الانقلاب طفى إلى السطح بعد أن ظل في شد وجذب طوال 3 سنوات من انقلابهم على الشرعية، ويحاول كل طرف الآن الانقضاض على الآخر لعدة اعتبارات، تتمثل في حقيقة العداء بين الطرفين من خلال الحروب الـ6 التي خاضها نظام صالح ضد الحوثيين في معاقلهم، وأدت إلى مقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي.
وأكد أن صالح يخضع للإقامة الجبرية، مشيرا إلى أن خطابه في السبعين كان بمثابة "خطبة الوداع"؛ حيث تعرض أبناؤه وأبناء أخيه للانتهاكات وتقييد حركتهم وآخرها أيضا قبل أيام قتل أحد أذرعه العسكرية خالد الرضي وسحله والتمثيل بجثته في رسالة قوية وواضحة لصالح باقتراب نهايته، فصالح أصبح يبحث عن خروج آمن وهو ما لن يسمح به الحوثيون.
وأضاف الأديب، في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن الصراع الدائر اليوم في صنعاء بين طرفي الانقلاب يتمثل في العسكر الموالين لصالح والقبيلة وهو طرف يدعي الحق القبلي في حكم اليمن لاعتبارات قبلية بنيت على أساس تراكمي انحصر في قبيلة حاشد إحدى أكبر القبائل اليمنية في الشمال بالإضافة إلى قبيلة بكيل وهي قبيلة كبيرة فرضت سيطرتها على اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر/أيلول ضد الحكم الإمامي، والطرف الآخر المتمثل بالهاشمية التي تدعي وصلا بآل البيت وترى أن الحكم حق إلهي لها بما يسمى حكم البطنين والمذهب الاثنى عشري المرتبط بولاية الفقيه في إيران.
وأوضح المحلل السياسي اليمني أن المعارك حول صنعاء ظلت تراوح مكانها نظرا للتكلفة البشرية حال قررت الشرعية دخول صنعاء وتحريرها بعد أن استعادت سيطرتها على المحافظات الجنوبية وأجزاء كبيرة من محافظة تعز والساحل الغربي ومحافظة مأرب النفطية وأجزاء كبيرة من محافظة الجوف الغازية شرق اليمن بدعم وإسناد من التحالف العربي؛ حيث إن صنعاء بها كثافة سكانية مرتفعة وتمركز كبير للثقل العسكري لطرفي الانقلاب.
وأشار الأديب إلى أن الانقلابيين يستخدمون المواطنين كدروع بشرية وهو ما تحاول الشرعية تجنبه، وظلت تراهن على انفراط عقد التحالف بين طرفي الانقلاب بالضغوط الاقتصادية، وأيضا الانتصارات العسكرية التي حققتها الشرعية، وكان آخرها سيطرتها على معسكر خالد الذي يعتبر ثاني أكبر قاعدة عسكرية في لحج، وهو ما مثل انهيارا كبيرا لمليشيات الحوثيين وحليفهم صالح وأيضا اقتراب الشرعية من الحديدة والاستعدادات لتحرير هذا الميناء الذي يمثل العصب الذي ترتكز عليه المليشيات الانقلابية، كونه يمثل مصدر دخل مهما يعمل على تدعيمها ماليا وستكون الشرعية مضطرة لتحريره في حال رفض الانقلابيين تسليمه سلميا ليخضع لإشراف الأمم المتحدة، حسب مقترح المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.
وعن الصراع بين صالح والحوثيين، قال المحلل السياسي اليمني إن الأول ظهر هزيلا في خطابه الأخير الذي جمع فيه أنصاره بعد عملية التصعيد واضطر للخضوع، معلنا أنه على استعداد لتعزيز جبهات القتال بعشرات الآلاف من المقاتلين وهو ما مثل انتكاسة لأنصاره الذي عانوا الإقصاء من المؤسسات التي تمت السيطرة عليها، حيث عملت اللجان الشعبية الحوثية على إقصائهم من مراكز صناعة القرار والمؤسسات المدنية والعسكرية.
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز