بأمر الحوثي.. المخلوع صالح تحت الإقامة الجبرية في صنعاء
مليشيات الحوثي الانقلابية أبلغت حليفها المخلوع بعدم مسؤوليتها عن أمنه الشخصي وطالبته بالتزام منزله
قالت مصادر يمنية موثوقة إن مليشيات الحوثي الانقلابية أبلغت حليفها المخلوع علي عبد الله صالح بعدم مسؤوليتها عن أمنه الشخصي، وطالبته بالتزام منزله في صنعاء، بعد ساعات من حصاره ونشر نقاط تفتيش في محيطه، فيما بدا فرضا للإقامة الجبرية عليه.
وأكدت المصادر أن صالح بات يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء، وسط حالة غضب واستياء من قيادات حزبه وأنصاره.
وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت ليل السبت توترا أمنيا كبيرا واستنفارا للحوثيين وقوات صالح بعد اشتباكات دامية بين الطرفين أسفرت عن مقتل 5 بينهم ضابط رفيع من قوات المخلوع وإصابة آخرين.
وتأتي هذه التطورات وسط توتر بين الحليفين منذ عدة أيام، يوصف بأنه الأعمق منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.
ويشترك الطرفان في إدارة شمال اليمن منذ الانقلاب على الشرعية ويخوضان منذ قرابة ثلاثة أعوام قتالا ضد الحكومة المعترف بها دوليا ويدعمها التحالف العربي.
ويقف صالح بحسب مصادر سياسية ومراقبين، بين شقي رحى، إذ يواجه ضغوطا لفض الشراكة مع الحوثي، من قبل قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، فيما يحاصره الحوثيون ويرفضون انتقاله، ما يشكل تهديدا على حياته.
واعتبرت قيادات حزب المؤتمر الشعبي (جناح صالح) أن حصار منزلي المخلوع ونجله أحمد في العاصمة "عملية استفزاز كبيرة".
في المقابل، طالبت قيادات في مليشيات الحوثي بإعلان حالة الطوارئ لمواجهة من أسمته "الطابور الخامس"، في إشارة إلى ما يبدو لحليفهم في الانقلاب على الشرعية علي عبدالله صالح.
وقال القيادي في الجماعة الانقلابية حمزة الحوثي في تصريحات صحفية إن إعلان حالة الطوارئ أصبح ضرورة وأن من يمانع ذلك يعد مخالفا لدستور اليمن، حسب زعمه.
وكانت مليشيات الحوثي حاصرت، الأحد، منزل صالح، ونصبت نقاط تفتيش في محيطه، في مؤشر على تزايد التوتر بين شركاء الانقلاب بالبلاد، كما أصدرت تعميما بمنع صالح وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء.
والخميس الماضي، تفرقت الحشود التي دعا إليها المخلوع علي عبدالله صالح بعد مشاركتها في ذكرى تأسيس حزبه بصنعاء، تملؤها خيبة الأمل، وهي تتساءل لماذا تغير خطابه تجاه الحوثيين عن الأيام الماضية.
فالاحتفالات التي جرت بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في ميدان "السبعين" انتهت بخيبة كبيرة وإحباطٍ ضربا هذه الحشود الكبيرة التي حملت آمالاً كبيرة بأن تخرج الاحتفالية بخطوات ترجّح كفة صالح على كفة الحوثيين في الصراع الدائر بالعاصمة.
وتصاعدت هذه الآمال بعد التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وتبادل الاتهامات حول المسؤول عن تدهور الأوضاع في البلاد.
لكن صالح الذي ظهر من خلف زجاج مضاد للرصاص اقتصرت كلمته على تحيته لحزب المؤتمر، وأنه يثمن موقف المتوافدين من المحافظات للمشاركة في حفل السبعين.
وبدلا من التصعيد المنتظر من صالح تجاه الحوثيين الذين وصفوه بالمخلوع، قال إنه سيرسل عشرات الآلاف من المقاتلين إلى الجبهات لمحاربة التحالف العربي؛ ما يعني استمرار دعمه لجبهة الحوثي التي تريد مزيدا من المليشيات ضد التحالف لإطالة أمد الحرب.
ولم يتعرض المخلوع في خطابه القصير جدا لأي من قضايا التهميش والاعتداءات التي تطال أنصاره على يد مليشيات الحوثي المسيطرة على مؤسسات الدولة.