صالحة قاصين.. "العجوز الخرفاء" سيدة المسرح الأولى
يهودية مصرية رفضت الهجرة لإسرائيل واشتهرت بأدوار "العجوز الخرفاء" وكانت الحب الأول لنجيب الريحاني.
لم يكن محمود حجازي، شقيق المغني سلامة حجازي، مؤسس المسرح الغنائي المصري، يعلم أن اكتشافه لـ"صالحة قصين" سيكون واحدا من أهم الاكتشافات الفنية، وأن من اكتشفها ستكون يوم ما أول سيدة تمتهن التمثيل المسرحي في مصر.
وقوف "قاصين" على خشبة المسرح كان حدثا جللا في تلك الفترة، وكان حديث جميع محبي الفنون والمسرح، بعد أن تمكنت الفنانة الشابة من الوقوف أمام عدد من الفنانين وأداء الأدوار الفنية وكسر الصورة النمطية التي ظلّت عقودا طويلة بأن المسرح "للرجال فقط".
عُرفت "قاصين" في عالم السينما والمسرح بـ"العجوز الخرفاء" التي تنسى كل الأشياء بسرعة، غير أنها كانت في الحقيقة فاتنة الجمال، أحبها الجمهور وتغزّل فيها، وأفردت لها الصحف الفنية مساحات شاسعة للحديث عنها، وعن مجدها وثرائها الفني.
ولدت صالحة في 18 مايو/أيار عام ١٨٧٨، وتوفيت في 9 أبريل/نيسان قبل 54 عاما وبالتحديد في ١٩٦٤، ويشاء القدر أن تصاب بمرض ألزهايمر في آخر حياتها، لكنها تمسكت بالحياة في مصر ورفضت السفر إلى إسرائيل مع شقيقتها جراسيا قاصين التي امتهنت التمثيل أيضا، وظهرت في عدد من الأفلام المصرية.
وما لا يعرفه الكثيرون أن صالحة قاصين هي الحب الأول للفنان الشهير الراحل نجيب الريحاني، بعد أن أسرت قلبه واستمر في مطاردتها لسنوات عديدة، وكتب عنها في مذكراته الشهيرة لكنه لم يذكر اسمها واكتفى فقط بأن يشير إليها بـ"مهجة القلب السيدة ص"، غير أنّ ديانتها اليهودية وديانة الريحاني المسيحية منعتهما من إتمام الزواج، وقيل إنها أشهرت إسلامها قبل ٣٥ عاما من وفاتها، غير أنها تزوجت ٣ مرات كانت الأخيرة هي الأفضل في حياتها واستمرت ١١ عاما، قالت عنها "إنها أفضل فترة في حياتها".
حب الريحاني لها، وضعه في مواقف صعبة بعد مطاردته الدائمة لها في كل مكان تذهب إليه، بجانب النزاعات التي دارت بينه وبين أعز أصدقائه علي يوسف، وقام كل منهما بعمل عدد من المقالب في بعضهما في محاولات لنيل رضاها.
تمكنت قاصين بأدائها الفني الراقي في عدد من الأدوار المميزة، كدورها في مسرحية "ضحية الغورية"، بجانب دورها البارز في فرقة الريحاني، وفرقة عزيز عيد التي أدت معها مسرحية "الملك يهوب"، وعدد كبير من المسرحيات بأن تصبح معه سيدة المسرح العربي الأولى.
بجانب تلك الأعمال كان للشاشة السينمائية نصيب لأدوار في سن متقدمة، بعد أن مثلت أكثر من ١٨٠ فيلما، أبرزها "قلبي دليلي"، و"لوكاندة المفاجآت"، و"بنات حواء"، و"إسماعيل يس في مستشفى المجانين"، و"شهر عسل بصل"، و"مع الأيام"، و"الشيطانة الصغيرة" وغيرها من الأعمال.
وصل أجر الفنانة المصرية التي ولدت في محافظة القاهرة، إلى 100 جنيه من الذهب شهريا، بسبب تهافت الجمهور على رؤيتها وحبه لها، واستقباله لها الدائم بالتصفيق الحار، والثناء على أدوارها وفنها.