"سلمان للإغاثة" و"برنامج الإعمار".. السعودية ترمم خراب الحوثيين
مركز الملك سلمان أول الشركاء الإنسانيين الحاضرين لإغاثة المنكوبين منذ بداية الحرب باليمن في مارس 2015
خلافا للدور الكبير الذي يلعبه مشروع "مسام" في إيجاد "يمن بلا ألغام"، تبرز المبادرات الإنسانية والتنموية بقوة في الأراضي اليمنية، وذلك بهدف إعادة الحياة التي دمرها الانقلاب الحوثي، وإغاثة المتضررين من الحرب.
وعملت المبادرات السعودية، بشكل متواز مع العمليات العسكرية المتواصلة ضد المليشيا الحوثية.
فبعد أن كان مركز الملك سلمان أول الشركاء الإنسانيين الحاضرين لإغاثة المنكوبين منذ بداية الحرب في مارس 2015، انضم البرنامج السعودي إلى ذات المسيرة الإنسانية وذلك لطمس ملامح الخراب التي خلفتها المليشيا الحوثية بكافة المدن المحررة.
برنامج الإعمار.. تدخلات كبرى
وأوكلت السعودية، المهام النوعية الخاصة بتأهيل المرافق التنموية الحيوية باليمن إلى برنامج الإعمار والتنمية، الذي يشرف عليه سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، وينشط في كافة المدن المحررة من خلال مكاتب مستقلة.
وتم الإعلان عن بدء أول أنشطة البرنامج في مايو 2018 كمرحلة ثالثة بعد عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية، حيث يهدف إلى إعادة بناء وتطوير البنية التحتية التي تأثرت بالحرب وتأهيل القدرات في مجالات الصناعة والزراعة والاتصالات والنقل.
ونفذ البرنامج، خلال الفترة الماضية، تدخلات جوهرية لإعادة تأهيل وترميم وبناء المستشفيات والمدارس والمطارات الرئيسية بالبلاد، وخصوصا بمحافظات عدن والمهرة وحضرموت وسقطرى ومأرب.
وأطلق البرنامج السعودي، خلال العامين الماضيين، أكثر من 188 مشروعا في 7 قطاعات بمختلف المحافظات اليمنية، استفاد منها 6 ملايين نسمة، وذلك بالتعاون مع 71 شريكا وفقا للموقع الإلكتروني للبرنامج.
وجاء قطاع الصحة على رأس اهتمامات البرنامج بعد تنفيذ 10 مشاريع، يليه قطاع التعليم والطرق والكهرباء بثمانية مشاريع لكلا منها، فيما توزعت باقي المشاريع على المياه والزراعة وتأهيل المرافق الحكومية.
وأعلن البرنامج، منتصف سبتمبر الجاري، دعما مطلقا لمحافظ عدن الجديد أحمد حامد لملس، وذلك بالكشف عن حزمة مشاريع تنموية شاملة بالعاصمة اليمنية المؤقتة، لدعم القطاعات الحيوية التي تمس الحياة اليومية للسكان، وخصوصا تأهيل المستشفيات والمدارس والمرافق الرياضية والمطار وحفر آبار المياه.
ووفقا لمدير مكتب البرنامج السعودي في عدن، المهندس أحمد مدخلي، فقد شملت المشاريع بناء 4 مدارس بواقع 12 فصل في كل مدرسة، وتوريد وتركيب أجهزة طبية لمختبر الدم وقسم غسيل الكلى بمستشفى الجمهورية.
وفي قطاع الزراعة، شملت المشاريع الجديدة، توريد وتركيب بيتين محميين مكيفين لكلية الزراعة بجامعة عدن، أما في قطاع المياه، فكانت عبارة عن حفر وتجهيز 5 آبار جديدة في حقل المناصرة وإعادة تأهيل 10 آبار أخرى في نفس الحقل مع بناء السور الخاص به، إلى جانب إعادة تأهيل محطة الصرف الصحي في خور مكسر.
سلمان للإغاثة.. الشريك الأبرز للمنظمات الأممية
خلافا للتدخلات المباشرة في المحافظات اليمنية المحررة، كان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حاضرا أيضا بالمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، ولكن عبر منظمات الأمم المتحدة.
ونفذ مركز الملك سلمان، منذ بداية الانقلاب الحوثي، 502 مشروعا في كافة المحافظات اليمنية، وذلك بتكلفة تزيد 3 مليار دولار، وفقا للموقع الالكتروني.
وبعد تصدره للعمليات الإغاثية في مواجهة تفشي فيروس كورونا طيلة الأشهر الماضية، وقع المركز، اتفاقية جديدة مع منظمة اليونيسف، لتنفيذ 7 مشاريع متنوعة باليمن، بقيمة 46 مليون دولار أمريكي لصالح اليمن، وذلك في إطار خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الجاري.
وتستهدف الاتفاقية، وصول الأطفال اليمنيين المتضررين من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) إلى فرص التعليم من خلال التعلم "عن بُعد"، ووضع خطط الاستعداد للعودة إلى المدارس بشكل آمن، وبناء قدرات الكوادر التعليمية في 20 محافظة.
وإضافة إلى توزيع الإغاثات العاجلة والمواد الطبية والتمور لكافة النازحين والمناطق المتضررة، وسّع مركز "سلمان للإغاثة" أنشطته لدعم قطاع الصحة بدرجة رئيسية، فضلا عن المياه والإصحاح البيئي، ومكافحة سوء التغذية لدى الأطفال والأمهات، ومكافحة وباء كورونا، ودعم التعليم.