سلام يحميه السلاح.. جهود سعودية محورية لإنهاء الحرب باليمن
منذ مطلع العام الجاري، حظيت عملية السلام في اليمن بالاهتمام الأكبر من القيادة السعودية.
على الرغم من تحملها العبء الأكبر كقائدة للتحالف العربي وتعرضها لمئات الهجمات الإرهابية الحوثية، تولي المملكة العربية السعودية، عملية السلام باليمن ذات الاهتمام المنصب على ردع التمدد الإيراني ومخططاته التدميرية بالمنطقة.
ومنذ مطلع العام الجاري، حظيت عملية السلام اليمنية بالاهتمام الأكبر من القيادة السعودية، ابتداء من الدعم اللامحدود والمحوري للمبعوث الأممي مارتن جريفيث في طرح الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار الشامل، وصولا إلى الجهود المستمرة لتذليل الصعاب أمام تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وبعد أيام من الكشف عن الإعلان المشترك، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، في أبريل/نيسان الماضي، عن هدنة إنسانية من جانب واحد، استجابة لدعوة الأمم المتحدة في توحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا، لمدة 15 يوما.
وعلى الرغم من التعنت الحوثي ورفض الامتثال للهدنة التي التزمت بها الحكومة الشرعية والجيش اليمني، بدا الحرص السعودي على وقف إطلاق النار واضحا بعد تمديد الهدنة لمدة شهر إضافي.
وأكدت مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية"، أن الغارات الجوية انحسرت بشكل شبه تام في جميع المحافظات اليمنية خلال الـ45 يوما للهدنة، لكن إصرار المليشيا الحوثية على التصعيد العسكري وتحريك الحشود لإسقاط محافظة مأرب النفطية، أعاد الأمور إلى مربع الصفر.
ورغم التصعيد الحوثي الواسع بتكثيف الهجمات على مأرب وإرسال الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع نحو مطار أبها الدولي بشكل متكرر، فإن القيادة السعودية ما زالت تلتزم بضبط النفس ورباطة الجأش حفاظا على جهود السلام الأممية من الانهيار.
وشّكل اليوم الدولي للسلام، الذي صادف الإثنين الماضي، مناسبة لإظهار الرغبة السعودية في إرساء عملية السلام، حيث عبّر الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، عن تطلع المملكة للوصول إلى سلامٍ شاملٍ ودائم من خلال تنفيذ اتفاق الرياض بشأن الأزمة اليمنية.
وأكد نائب وزير الدفاع السعودي عبر حسابه على "تويتر"، على أهمية تكامل الجهود مع المبعوث الأممي لإنجاح مقترحه (الإعلان المشترك) لإنهاء الأزمة وعودة اليمن إلى محيطه الخليجي والعربي.
ويأمل التحالف العربي أن تشكل محادثات جنيف بشأن ملف الأسرى التي تغلفها السرية التامة مع دخولها اليوم السادس، مفتاحا لعملية سلام شاملة بكافة الملفات.
انفراجة مرتقبة في اتفاق الرياض
وفيما يخص ملف اتفاق الرياض، أكدت مصادر بالحكومة الشرعية اليمنية لـ"العين الإخبارية"، أن المساعي السعودية اقتربت من فك كافة العُقد التي حالت دون إحراز تقدم بالشق السياسي وتشكيل حكومة الشراكة المرتقبة.
وقالت المصادر، إن الأيام المقبلة ستشهد تنفيذ كافة بنود الشق الأمني والعسكري بعد حسم كافة النقاط الخلافية بمسألة إعادة تموضع القوات الجنوبية خارج مدينة عدن، وكذلك فصل بمحافظة أبين، وإعادتها إلى جبهات القتال.
ووفقا للمصادر، فبمجرد توجه القوات الحكومية اليمنية إلى جبهات مأرب وعودة القوات الجنوبية إلى جبهات الضالع من أجل قتال الحوثيين، سيعود مدير أمن عدن، سيتم الإعلان عن تشكيل الحكومة المرتقبة التي كُلف معين عبد الملك بتشكيلها في 29 يوليو الماضي.
وأكد الدكتور عبدالملك، في اجتماع لحكومة تصريف الأعمال اليمنية، مساء أمس الثلاثاء، أن تسريع استكمال تنفيذ آلية اتفاق الرياض "عامل أساسي لتوحيد الصف الوطني لاستكمال إنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا".
وأشار إلى أن استكمال الاتفاق سيساهم أيضا في معالجة الاختلالات الاقتصادية وتحسين الخدمات وتخفيف معاناة المواطنين، وخصوصا في مٍسألة التدهور الحاصل بقيمة العملة المحلية.
ومنذ طرح السعودية لآلية تسريع اتفاق الرياض، نهاية يوليو/تموز الماضي، أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تكليف معين عبدالملك بتشكيل حكومة شراكة جديدة، فيما تم تعيين أحمد حامد لملس محافظا لعدن وأحمد الحامدي مديرا للشرطة، في مقابل تخلي المجلس الانتقالي الجنوبي عن الإدارة الذاتية.
وطيلة الفترة الماضية، أنهى رئيس الحكومة اليمنية المكلف جميع المشاورات السياسية مع الأحزاب والمكونات اليمنية.
ووفقا لمصادر "العين الإخبارية"، فقد تم حسم كافة النقاط الخلافية وذلك بالتوافق على الإطار الهيكلي دمج عدة وزارات وإلغاء أخرى بما يتيح الخروج بـ 24 حقيبة فقط، ستوزع بالمناصفة بين الشمال والجنوب.
وأشارت المصادر، إلى أنه سيتم دمج وزارتي الخارجية والمغتربين، والإعلام مع الثقافة والسياحة، فيما سيتم تقليص وزارات الدولة و شؤون مجلس النواب.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز