السعودية في عيدها.. حياة بلا ألغام حوثية في اليمن
مسارٌ آمن عبّده مشروع "مسام" عبر تفكيك ألغام زرعها الحوثيون منذ انقلابهم على الشرعية، وغدت وحشا يبتر آمال اليمنيين.
في اليوم الوطني للسعودية الذي يصادف 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، يمر العالم على سجاد عبور آمن تفرشه المملكة في اليمن.
مسارٌ آمن عبّدته السعودية عبر تفكيك ألغام زرعها الحوثيون منذ انقلابهم على الشرعية، قبل أكثر من ست سنوات، وغدت وحشا يبتر آمال اليمنيين.
ففي اليمن، تغرق الحياة في مكامن الموت التي زرعتها مليشيات الحوثي الموالية لإيران، حيث يتحول العثور على درب آمن إلى شكل من أشكال النضال اليومي.
منتصف عام 2018، أطلقت السعودية واحدا من أضخم المشاريع الإنسانية لتطهير اليمن من الألغام والمتفجرات الحوثية.
186 ألفا و500 لغم حوثي
وعلى الرغم من عمره القصير، فإن الفرق الهندسية التابعة للبرنامج والمنتشرة في كافة المدن اليمنية المحررة، تمكنت من تحقيق إنجازات نوعية وإنقاذ آلاف اليمنيين من أكثر الأسلحة الحوثية غدرا.
إنجازات عددها بيان صادر عن "مسام"، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إذ جاء إجمالي الألغام المنزوعة منذ تدشين البرنامج، 186 ألفا و500 لغم حوثي.
فترةٌ كانت كافية لتخليص اليمنيين من وحش غادر زرعه الحوثيون في أكثر من 14 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية.
وهو ما ذكره مدير عام مشروع "مسام"، المهندس السعودي أسامة القصيبي، مشيرا إلى أن تلك الأراضي كانت مفخخة بالألغام والذخائر الحوثية غير المتفجرة، فضلا عن العبوات الناسفة.
الخوخة تحصد الأمل
وعند استعراض تدخلات "مسام" في إعادة الحياة إلى طبيعتها في أكثر من منطقة يمنية، تبرز مديرية "الخوخة" التابعة لمحافظة الحديدة، غربي البلاد، كواحدة من النماذج المذهلة التي دبّت فيها الروح مجددا بعد أن هجرها السكان طيلة 5 سنوات جراء الألغام الحوثية الغادرة.
ولأن الزراعة هي مصدر حياة مئات السكان بتلك المديرية الواقعة على البحر الأحمر، سخّر الفريق السابع بمشروع "مسام" كافة إمكانياته لتأمين المزارع وفتح جميع الطرقات الرئيسية والفرعية.
وفي غضون أشهر، كان محصول البصل يعود إلى أودية المنطقة التي تشتهر به وتوزعه لكافة محافظات اليمن.
وعلى الرغم من نزع أكثر من 1500 لغم حوثي مضاد للدروع من المنطقة وما يزيد عن 20 عبوة ناسفة تزن 50 كيلوغراما ومئات القذائف، إلا أن مشروع "مسام" أبلغ السكان هناك أن يتوخوا الحذر أيضا.
وقال محمد سليمان وهو من سكان الخوخة لـ"العين الإخبارية " إن خبراء المشروع أبلغونا بأنهم لا يستطيعون الجزم بخلو المنطقة بشكل كامل.
وعزا سليمان الأمر إلى لجوء الحوثيين مؤخرا إلى حيل جبانة وصناعة ألغام على شكل صخور وتفخيخ جذور الأشجار.
ورغم هذه السموم الحوثية، إلا أن خبراء المشروع لن يغادروا حتى تأمين الساحل الغربي بشكل كامل .وفق ما أبلغوه للسكان هناك.
وإذ يقف العالم اليوم أمام صورة مرفأ اليمن المتهالك منذ سنوات جراء مليشيات الحوثي الانقلابية، يُقلب صفحات السعودية البيضاء وهي تخلص الإنسانية من سموم يدسها أعداء الحياة ويتجرعها الأبرياء في هذا البلد.