الألغام الحوثية.. مكامن موت تستهدف اليمنيين وتعيق السلام
في اليوم الدولي للألغام بات اليمن أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية
نجت الطفلة اليمنية رباب حسن سالم (١١ عاما) بأعجوبة مع أسرتها من مكمن موت إثر انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي في الريف الجنوبي للحديدة غربي البلاد، لكنها فقدت أحد أطرافها.
أودى الانفجار الذي وقع بالأسرة في مايو/أيار الماضي بحياة 3 أشخاص، بينما فقد 5 آخرون أطرافهم، بينهم "رباب" التي بتر اللغم الحوثي يدها اليمني، فيما فقد شقيقها "جلال" (16 عاما) قدمه اليمني أيضا.
واستنزفت الألغام التي يزرعها الحوثيون بأشكال وأحجام متنوعة آلاف اليمنيين، بلغت حتى نهاية العام الماضي 900 قتيل ونحو 10 آلاف جريح، معظمهم نساء وأطفال، في مختلف المحافظات.
وبات اليمن أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية، ووفقا لتقرير حكومي فقد زرعت المليشيا ما يزيد عن مليون لغم في مختلف المناطق، أكبرها الحديدة ثم تعز.
ومنح الدعم المقدم من إيران وحزب الله الإرهابي مليشيا الحوثي قدرة على تصنيع مئات الأشكال، محلية الصنع، لمجسمات تتماهى مع الطبيعة، وتماثل بعضها الصخور وحتى ألعاب الأطفال ومواد البناء، وتشكل في مجملها خطرا بالغا ضد المدنيين وتعمل بدواسات فردية وحرارية مرتجلة، حسب ما تحدث خبراء لـ"العين الإخبارية".
وقالوا "منذ حرب الحوثيين الست في صعدة 2004 والانقلاب في صنعاء، سبتمبر/أيلول 2014، حطمت المليشيا رقما قياسيا في حرب الألغام كواحدة من أمهر الجماعات الإرهابية في العالم في شن هجمات بالعبوات الناسفة.
دور محوري للسعودية والإمارات في مكافحة الألغام
ضمن عمليات "إعادة الأمل" لتحالف دعم الشرعية في اليمن، تقود السعودية والإمارات من صعدة معقل الانقلاب (شمال) إلى الساحل الغربي للبلاد جهودا كبيرة في مكافحة وإزالة الألغام، عبر أذرعهما الإنسانية في مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي.
وفق الفرق الميدانية لمشروع مسام السعودي، نجحت حتى 28 الشهر الماضي من إزالة وتفكيك (6647) لغما وذخيرة غير متفجرة، بينما بلغ مجموع ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع في يونيو/حزيران إلى (52777) لغما وعبوات مختلفة الأشكال زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في عدة مناطق يمنية.
في الساحل الغربي تمكنت الفرق الهندسية في القوات المشتركة بدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال الشهر الماضي، من إتلاف آلاف الكميات في 6 عمليات تفجير، ويتم التخلص من بقيتها تباعا مراعاة لنطاق التفجير الآمن.
وتقول المقاومة اليمنية إنها فككت ونزعت أكثر من 10 آلاف لغم وعبوة ناسفة زرعها الحوثيون في أحياء مدينة الحديدة المحررة، مؤكدة أن ما تبقى من الألغام يفوق ما تم نزعه بعدة أضعاف.
الألغام.. عائق للسلام
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة اليمنية لتحقيق السلام تقوم مليشيا الحوثي بزراعة عشرات الآلاف من الألغام لتشكل تهديدا يومياً ولسنوات وعقود مقبلة.
عملية نزع وإزالة الألغام بند أساسي ورئيسي في اتفاق ستوكهولم، ظل حجر عثرة وعائق في طريق التنفيذ لا سيما اتفاق الحديدة والتي تلزم بنوده مليشيا الحوثي بتسليم خرائط زراعة الألغام والعبوات، وفقا للمصادر.
وقالت مصادر بالوفد الحكومي، لـ"العين الإخبارية"، إن بند نزع الألغام ظل عائقا في تنفيذ اتفاق الحديدة، والتي تعتبر الشرعية عملية تنفيذه بوابة عبور للسلام، لكن الحوثيين يرفضون إزالة الألغام في حيي 7 يوليو والزهور بمديرية الحالي وكيلو 8 شرقي، المحافظة المطلة على البحر الأحمر.
وسقط في زمن الهدنة الأممية المدنيين واحدا تلو الآخر في مكامن موت اغتالت الطفولة، إذ قتل 20 طفلا و9 جرحى بين 87 قتيلا ومصابا، إثر انفجارات الألغام في عدة مديريات بالحديدة، منذ سريان وقف إطلاق في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي حتى منتصف الشهر الماضي، وفق تقرير حقوقي يمني.
ووصف تقرير مؤسسة رصد للحقوق والحريات والتنمية المستدامة، اعتماد مليشيا الحوثي في تلغيم وتفخيخ الأحياء السكنية في مدينة الحديدة بـ"إحياء الألغام"، وهي تحديث لأماكن الألغام التي انفجرت، موضحا أن نحو 800 ألف مدني أصبحوا شبه عالقين وسط حقول ألغام تمتد لنحو (594) كيلومترا.
وتتهم منظمات دولية مليشيا الحوثي بمسؤولية استخدام ألغام فردية محرمة دوليا، قتلت وشوهت مئات المدنيين وأعاقت عودة النازحين إلى منازلهم، بينما طالبت الحكومة اليمنية بتشكيل لجنه دولية للتحقيق في قضية الألغام وإحالتها إلى محكمة العدل الدولية.