السعودية ودبلوماسية الطاقة.. براعة استراتيجية أنقذت النفط في وقت حرج
يواصل الحضور السعودي في إدارة ملف الطاقة العالمي تسجيل انعكاس إيجابي على صناعة النفط الخام حول العالم
يواصل الحضور السعودي في إدارة ملف الطاقة العالمي، تسجيل انعكاس إيجابي على صناعة النفط الخام حول العالم، بفضل براعة دبلوماسية الطاقة السعودية التي أسهمت بشكل رئيسي في الحفاظ على مستويات مقبولة لسعر البرميل، حتى في أصعب ظروف السوق.
الحضور السعودي الذي اكتسب زخما منذ 2016 على خلفية هبوط أسعار النفط بسبب تخمة المعروض، يأتي على الرغم من الضغوطات الحادة التي تتعرض لها صناعة الطاقة التقليدية في الوقت الحالي، ممثلة بالتبعات السلبية لتفشي جائحة كورونا.
- أرامكو.. "درة" الاقتصاد السعودي تعيش أزهى أيامها
- "همة حتى القمة".. السعودية تحتفل بعيدها الوطني الـ90
وبدت أهمية السعودية أكثر وضوحا في سوق الطاقة العالمية، بفعل دورها في تعزيز الاستقرار لأسعار الخام حول العالم، لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين معا.
أزمة 2014
وفي منتصف 2014، بدأت أسعار النفط الخام تسجل تراجعات حادة بلغت ذروة الهبوط في مطلع 2016 عند 27 دولارا للبرميل، ما دفع السعودية لاتخاذ خطوة توافق مع أعضاء أوبك لتنفيذ اتفاق يقضي بخفض الإنتاج.
وشهدت سوق النفط العالمية في ذلك الحين تخمة في المعروض، وسط استمرار في ضخ الخام من جانب المنتجين كافة، ما دفع سعر البرميل للوصول إلى متوسط 27 دولارا، مقارنة مع متوسط 110 دولارات في النصف الأول 2014.
ونجحت السعودية في الخروج باتفاق نهاية 2016، يقضي بخفض الإنتاج مع منتجين مستقلين تقودهم روسيا بواقع 1.8 مليون برميل يوميا، انتهى في ديسمبر/كانون الأول 2018.
وبفضل جهود المملكة والمشاركين في الاتفاق، ارتفع سعر البرميل إلى متوسط 55 دولارا في الشهور الأولى، وبلغ متوسط 86 دولارا في النصف الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2018، بحسب بيانات أوبك.
كما شاركت السعودية في بلورة اتفاق دخل حيز التنفيذ مطلع 2019، قضى بخفض إنتاج النفط بين دول المنظمة ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا، بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، انتهى في مارس/آذار 2020.
إدارة تعقيدات كورونا
بينما قادت اتفاقا ثالثا لخفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا في مايو/أيار الماضي حتى نهاية يوليو تموز الفائت، وثم خفض التقليص إلى 7.7 مليون برميل يوميا مطلع الشهر الماضي حتى نهاية 2020.
بينما يبدأ الجزء الثالث من الاتفاق، بتقيلص خفض الإنتاج إلى 5.7 مليون برميل يوميا، يبدأ مطلع 2021، ويستمر حتى أبريل/ نيسان 2022.
وتعتبر السعودية أكبر مصدِّر للنفط الخام في العالم بمتوسط 7.3 مليون برميل يوميا في الظروف الطبيعية، وثالث أكبر منتج بعد الولايات المتحدة وروسيا، بمتوسط 11 مليون برميل يوميا، وفق بيانات "أوبك".
بذلك، تكون السعودية قد جمعت للمرة الأولى في التاريخ أعضاء المنظمة ومنتجين مستقلين لتحقيق هدف واحد، يجمع مصالح المنتجين والمستهلكين معا، وهو ما استمر منذ مطلع 2017 ويستمر حتى 2022.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg
جزيرة ام اند امز