الهجوم على سلمان رشدي.. بريطانيا تعلق على "السخف" الإيراني
انتقدت بريطانيا على نحو مبطن تعليقا إيرانيا على حادث الطعن الذي تعرض له الروائي سلمان رشدي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الإثنين إن الإشارة إلى أن الروائي سلمان رشدي هو المسؤول عن تعرضه لهجوم "أمر سخيف".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد قالت في وقت سابق إن الكاتب (سلمان رشدي) هو المسؤول عما حدث له.
وأضاف المتحدث في تصريحات للصحفيين "من الواضح أن من السخف الإشارة إلى أن سلمان رشدي كان مسؤولا بأي شكل من الأشكال عن هذا الهجوم المقيت عليه".
وتابع قائلا "لم يكن هذا مجرد هجوم عليه، لقد كان هجوما على الحق في حرية الكلام والتعبير، وتقف حكومة بريطانيا إلى جانبه وأسرته، لكننا على حد سواء ندافع عن حرية التعبير في جميع أنحاء العالم".
وبعد أيام ثلاثة على "الضجة" التي أحدثتها واقعة طعن الروائي سلمان رشدي، والاتهامات التي لاحقت إيران بالضلوع وراء الحادث، نفت طهران أي مسؤولية عما جرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، إنه "لا يحق لأحد اتهام إيران بمهاجمة سلمان رشدي"، مشيرًا إلى أن بلاده "لا تعتبر أحداً يستحق اللوم والإدانة في حادث طعن سلمان رشدي غيره وأنصاره".
وأضاف متحدث الخارجية الإيرانية: "كشف سلمان رشدي نفسه عن غضب الرأي العام بإهانة مقدسات الإسلام وتجاوز الخطوط الحمراء لـ 1.5 مليار مسلم وكذلك الخطوط الحمراء لجميع أتباع الديانات السماوية"، حسب قوله.
وفي وقت سابق أعربت صحيفة كيهان، التي يمولها مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، عن ترحيبها وسعادتها بالهجوم الذي تعرض له الكاتب البريطاني سلمان رشدي.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي، السبت، إنها "سعيدة وتبارك الهجوم الذي تعرض له سلمان رشدي"، معربة بشكل غير مباشر عن سعادتها في حال سماع خبر وفاة سلمان رشدي، وقالت "ألف مبروك" لمنفذ هذا الهجوم.
وأضافت وهي تشيد بالمهاجم الذي يدعى هادي مطر: "أحسنت أيها الرجل الشجاع صاحب الضمير الحي الذي هاجم سلمان رشدي في نيويورك، وقبلة على يده التي مزقت رقبته بسكين".
وأفتى المرشج الإيراني الراحل روح الله الخميني عام 1989 بقتل رشدي واعتبره "مهدور الدم" بسبب كتابه "آيات شيطانية" التي اعتبرتها طهران "إهانة للإسلام".
وكان الكاتب الذي قضى سنوات تحت حماية الشرطة يوشك على التحدّث في مقابلة عندما صعد رجل إلى المسرح وطعنه مرّات عدة في الرقبة والبطن.
وأوقف موظفون وأشخاص ضمن الجمهور المهاجم هادي مطر، وهو شاب أمريكي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، قبل أن تحتجزه الشرطة.
وبعد ساعات على الاعتداء عليه، خضع الكاتب البريطاني لجراحة عاجلة إثر إصابته بجروح شكّلت خطرا على حياته، لكن رغم أن وضعه ما زال حرجا، أظهر مؤشرات تحسن ولم يعد بحاجة إلى جهاز تنفس اصطناعي.
والأحد، أكد نجل الكاتب ظفر رشدي، أن العائلة تشعر "بارتياح بالغ" لتخلي والده عن جهاز التنفس وتمكنه من "قول بضع كلمات".
وقال نجل رشدي في بيان "رغم أن جروحه خطرة ويمكن أن تبدل حياته، لم تتأثر روح الدعابة المعتادة المشاكسة والعنيدة التي يتمتع بها".