سامح شكري.. قائد بارع للدبلوماسية المصرية على رأس "cop 27"
بهدوء وثقة دبلوماسية ضم وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى حقيبته مهمة جديدة برئاسته لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "cop 27".
شكري ترأس اليوم الأحد الجلسة الإجرائية للمؤتمر، الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ ويستمر حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من الأمانة السابقة للمؤتمر "جلاسكو 26"، ليضيف بذلك دورا جديدا إلى مهامه على رأس وزارة الخارجية المصرية التي يتولاها منذ 2014.
مهام صعبة في توقيت حرج
بالعودة للوراء، فقد جاء تعيين شكري على رأس الدبلوماسية المصرية في توقيت حرج جدا، عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، حين كانت مصر تشرح للعالم ما فعله تنظيم الإخوان الإرهابي خلال عام واحد من توليه السلطة، إضافة إلى خوض حرب شرسة ضد الإرهاب.
شكري، كلفه إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق، بتولي حقيبة وزارة الخارجية، في أول حكومة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب ثورة 30 يونيو/حزيران، خلفا للوزير السابق نبيل فهمي.
وتحمل شكري، دبلوماسي من طراز فريد متنوع الخبرات، مسؤولية كشف الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان والمنظمات الإرهابية المختلفة، والدول الداعمة لها.
اعتراف دولي بقوته
وتحرك شكري، المولود عام 1952، في دول العالم المختلفة، ونجح في كسب تأييدها لمصر من جديد، كما اتخذ أسلوبا حادا في الرد على الدول المُعادية لمصر بعد الثورة.
الوزير سامح شكري، الذي استمر في حكومة المهندس مصطفى مدبولي بعد تجديد الثقة به خلال عدة تعديلات وزارية، كان آخرها الذي جرى في أغسطس/آب الماضي، عرف بصلابته ودفاعه عن مصر في كافة المحافل الدولية، على حد وصف وثيقة سربت في مارس/آذار 2011 ضمن وثائق "ويكيليكس".
وكانت الوثيقة عبارة عن برقية صادرة عن البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة موجهة للخارجية الأمريكية بتاريخ 2 يوليو/تموز 2008، جاء فيها أن الوفد المصري بالمنظمة الأممية الذي يرأسه سامح شكري في ذلك الوقت هو من أكثر الوفود صعوبة في التعامل، حيث يحشد الدعم لمواقف لا تؤيدها الولايات المتحدة.
الوثيقة نفسها استشهدت بما قاله شكري في جلسة لمجلس حقوق الإنسان، مدافعًا عن حق الفلسطينيين في أرضهم: "هناك مقاومة فلسطينية تقاتل محتلًا أجنبيًا لأرضها، وإن ما تفعله هو دفاع مشروع عن النفس".
قائد بارع للدبلوماسية المصرية
ونجح شكري في إحراز اختراقات واضحة ومهمة خلال توليه حقبة وزارة الخارجية على صعيد العلاقات الإقليمية والعربية والعالمية، إضافة إلى تعزيز مكانة مصر في المجتمع الدولي والدفاع عن مصالحها، بما يتسق مع الحفاظ على أمنها القومي في كافة المحافل الدولية.
كما برع شكري في عكس رؤية القيادة السياسية لدور مصر الخارجي في الملفات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام الدولي.
تخرج سامح شكري في كلية الحقوق جامعة عين شمس، والتحق بالسلك الدبلوماسي عام 1976، وشغل العديد من المناصب الدبلوماسية، حيث عمل سفيرا لمصر في لندن، وبالبعثة المصرية الدائمة في نيويورك، كما عمل مندوبًا لمصر في مقر الأمم المتحدة بجنيف من عام 2005 وحتى عام 2008.
كما عمل مندوبا لمصر الدائم لدى منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية، في الفترة من 1999-2003، ورئيس فريق المفاوضات الخاص بمعاهدة مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود فيينا عام 2000، ثم مديرا لمكتب وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط.
وشغل شكري منصب سفير مصر في الولايات المتحدة من 24 سبتمبر/أيلول 2008 حتى عام 2012، ليتولى بعد ذلك وزارة الخارجية، ونال خلال مسيرته الدبلوماسية العديد من الأوسمة والأنواط.
واليوم، يقع على عاتق الوزير والدبلوماسي المخضرم مهمة رئاسة مؤتمر "قمة المناخ"، وترأس الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "COP27"، ليسهم في قيادة بلاده للعمل الدولي من أجل مواجهة تغير المناخ.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy40OSA=
جزيرة ام اند امز