جباية المدارس.. وقود آلة الحرب الحوثية من جيوب الفقراء
مليشيا الحوثي فرضت جباية تسجيل باهظة في عدة مدارس حكومية أبرزها مدرسة بلقيس للبنات أبرز صرح علمي في صنعاء.
وسّعت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران من استهدافها للعملية التعليمية في مناطق سيطرتها لتشمل هذه المرة خصخصة التعليم في المدارس الحكومية ما يهدد بحرمان مئات الآلاف من الطلاب مع حلول العام الدراسي الجديد 2020-2021 من التعليم المجاني.
وفرضت مليشيا الحوثي جباية تسجيل باهظة في عدة مدارس حكومية أبرزها مدرسة بلقيس للبنات أبرز صرح علمي في صنعاء وذلك ضمن حملة حوثية تحت مسمى "المساهمة المجتمعية"، تستهدف إلغاء مجانية التعليم في مناطق سيطرتها خلافا للدستور اليمني، وفق مصادر يمنية.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن المليشيات المدعومة إيرانياً شرعت أيضاً بتحويل مدرسة بلقيس للبنات التي تمثل واحدة من أقدم مدارس اليمن في تعليم الإناث إلى مدرسة للذكور في تمييز وحرمان يضاعف من معاناة قيود تعليم فتيات اليمن.
وبلغت رسوم التسجيل التي أقرتها مليشيا الحوثي في مدرسة بلقيس لكل طالب من 100 دولار أمريكي إلى 160 دولارا أمريكيا للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بينما لم تكن الرسوم الحكومية المقرة سابقا تتجاوز 3 دولارات (صرف الدولار الواحد يعادل 607 ريالات يمنية في صنعاء).
وتزامن التوجه الحوثي نحو خصخصة التعليم في المدارس الحكومية مع اقتراب مرور ذكرى نكبة 21 سبتمبر/أيلول واجتياح العاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية وإشعال حرب شرسة قذفت بآلاف الطلاب بعيداً عن مدارسهم ومدنهم وبات تعليمهم في مهب الريح.
كما دمر الانقلاب الحوثي المدعوم من نظام طهران منذ 6 سنوات مضت أكثر من 2500 مدرسة تعليمية، وفق تقارير رسمية ودولية.
واعتبر خبراء تربويون يمنيون الرسوم الباهظة لمليشيات الحوثي في المدارس الحكومية توجه إرهابي يستهدف فرض جبايات حربية والتربح من التعليم على حساب مئات الآلاف من الطلاب الفقراء.
وحسب التربوي اليمني محمد عادل، فإن تخصيص مدرسة بلقيس للبنات أو ما أطلقت عليه المليشيا بالتحول إلى "المدرسة المجتمعية" هي واحدة من ممارسة التدمير الممنهجة للقطاع التربوي التعليمي والتي تحول لمصدر جديد للجباية وإثراء وتمويل الحرب العبثية.
وقال عادل في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن خصخصة التعليم في المدارس الحكومية يشكل ضربة مميتة للعملية التعليمية التي تلقت حرب حوثية شعواء منذ سيطرتها على صنعاء تمثلت بتغير المنهج الدراسية بمقررات طائفية ومصادرة رواتب المعلمين والتجنيد الإلزامي للطلاب، وحملات ملاحقة بالجملة شملت مدرسين وطلبة.
كما قصف الإرهاب الحوثي وفجر مئات المدرس وحول آخرى إلى ثكنات عسكرية وعمق من تجهيل وحرمان الأطفال والشباب في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية شمال اليمن.
وأضاف التربوي اليمني الذي فر إلى المناطق المحررة إثر ملاحقة الحوثيين أن الأسر ذات الدخل المحدود لن يكون بمقدورهم تعليم أبنائهم إثر الحالة المادية الصعبة وبالتالي سهولة تحويل المليشيات لهم كمقاتلين وإشراكهم في دورات ثقافية تفرخ الكراهية ولن تقدم أكثر من الموت في الدفاع عن مشروع نظام الملالي الإرهابي.
وتتهم الحكومة اليمنية الحوثيون بالتدمير الممنهج للعملية التعليمية شملت حرمان نحو مليوني طفل من التعليم وقتل وإصابة 3900 من العاملين في القطاع التعليمي، بينما تعرض قرابة 3600 معلم للاعتقال والإخفاء القسري، وانخرط أكثر من 20 في % من المعلمين في ممارسة أعمال قتالية نتيجة توقف مرتبات أكثر من 170 ألف تربوي منذ اشتعال الحرب في مارس 2015.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز