صنعاء تغرق في الفوضى.. رصاصات غدر الحوثي تحصد الأبرياء
أمام مبنى المجمع القضائي في صنعاء، كان عبدالله المعافا (60 عاما) مع أبنائه وبعض أقاربه قبل أن يتعرض لهجوم مسلح نفذته عصابة مدعومة من مليشيات الحوثي.
وأدى الهجوم الذي وقع اليومين الماضيين في بلدة "فج عطان" جنوبي غرب العاصمة صنعاء إلى مقتل عبدالله المعافا و2 من أبنائه وإصابة شخص رابع بجروح بليغة.
وبحسب مصدر محلي لـ"العين الإخبارية"، فإن العصابة المسلحة التي نفذت الهجوم كانت على متن مركبة نوع "باص" بدون لوحات معدنية وقد لاذت بالفرار أمام أنظار الحوثيين الذين يسيطرون بالحديد والنار على صنعاء.
ويعد الهجوم واحدا من 3 هجمات مميتة شهدتها العاصمة صنعاء منذ مطلع الشهر الجاري وحصدت الأبرياء فيما تتستر مليشيات الحوثي على الجناة لتظل دماء الأبرياء مهدورة.
وبدلا من ضبط الجناة ومحاكمتهم، خرجت مليشيات الحوثي بروايات تبرر الجرائم بادعاء أنها قضايا "ثأر" محاولة استثمار دماء الضحايا لتحقيق انتصار أمني بزعم ضبط الجناة بعد ساعات من ارتكابهم لجرائم القتل اليومية.
أحدث الجرائم
في أحدث الجرائم الحوثية، أقدم مسلحون للمليشيات على تفجير أحد محلات الصرافة وقتل مالكه، في العاصمة صنعاء في جريمة وقعت أمس الإثنين في وضح النهار.
مصادر محلية قالت إن مسلحين حوثيين، كانوا على متن دورية عسكرية رموا بقنبلة يدوية إلى داخل محل "صرافة العواضي" في بلدة "قاع القيضي" بصنعاء، ما أدى إلى مقتل مالكه أمجد العواضي وتدمير أجزاء من محل الصرافة.
وبحسب المصادر فإن المسلحين الحوثيين غادروا المكان دون أن يعترضهم أحد في جريمة تأتي في ظل ابتزاز حوثي واسع النطاق للتجار ورجال والمال والأعمال.
وتشهد صنعاء انفلاتاً أمنياً غير مسبوق عقب نشاط عصابات مسلحة تنفذ عمليات قتل ونهب واختطافات للمواطنين وسلب ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح.
اغتيالات مدروسة
وليست الحادثة هي الأولى أو الأخيرة، حيث سبقها اغتيال ضابط أمني من قبل قيادي حوثي بارز داخل قسم للشرطة عند الضواحي الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت مصادر محلية إن عاقل حارة الكرازه بحي ذهبان العقيد إبراهيم الذيباني، وهو ضابط سابق في الأمن، تعرض لإصابة بالغة في البطن برصاص المشرف الحوثي على قسم شرطة "رسلان" بذهبان في صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل الضحية إلى أحد المستشفيات الخاصة بالعاصمة صنعاء، حيث توفى هناك لاحقا بعد أن عجز الأطباء في إنقاذ حياته، مؤكدة أن جثمانه لايزال حتى الآن في المستشفى، إذ ترفض أسرته استلامه قبل أن يتم القبض على الجناة.
والشهر الماضي، اغتال مسلحون لمليشيات الحوثي زعيما قبليا بارزا قرب حي "حزيز" إلى الجهة الجنوبية من صنعاء.
مصادر محلية وإعلامية قالت لـ"العين الإخبارية"، إن مسلحين ملثمين اعترضوا طريق الشيخ حسين علي حاتم حزام لدى خروجه من أحد المساجد عائدا إلى منزله في حي "حزيز" وأطلقوا عليه وابلا من النيران قبل أن يلوذوا بالفرار.
المصادر أكدت أن الزعيم القبلي لفظ أنفاسه على الفور وأن الحادثة وقعت عقب عملية رصد ومراقبة مسبقة من قبل مسلحي المليشيات الانقلابية، وبعد حملة تحريض لاستهدافه.
وفي يناير/كانون الثاني 2023، اغتال مسلحون تحت أنظار مليشيات الحوثي الشيخ القبلي البارز "ناصر عبدالله طماح الكميم" لدى خروجه من إحدى المحاكم الحوثية في صنعاء قبل أن يلوذوا بالفرار.
وفي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2022، اغتالت مليشيات الحوثي البرلماني والقيادي السياسي محمد عبدالله الكبسي وعضو المحكمة العليا القاضي محمد حمران والدبلوماسي اليمني البارز درهم نعمان.
ويرى مراقبون أن عمليات الاغتيالات في صنعاء تعد إحدى حروب التصفيات التي تنتهجها مليشيات الحوثي وتعد إفلاسا حوثيا لنشر القتل اليومي في ظل حملات الاعتقالات والاقتحامات التي تطول قرى صنعاء وذمار والبيضاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.