الانقلاب يتصدع.. صراعات صامتة داخل أروقة الحوثيين
صراعات صامتة تجري في المنطقة الرمادية لمليشيات الحوثي يقف خلفها زعيم التمرد والإرهاب عبدالملك الحوثي والذي يتحرك لتشييد أذرعه الخاصة أمنيا وعسكريا.
مصادر أمنية في صنعاء قالت لـ"العين الإخبارية"، إن زعيم مليشيات الحوثي يواصل ترتيب نفوذه من خلال عملية إقصاء واسعة تستهدف قيادات في الصف الأول للمليشيات مستغلا توقف الحرب لتعزيز قبضة سيطرته على الجماعة.
وأضافت المصادر أن زعيم مليشيات الحوثية الإرهابية ينظر لـ"القيادات التي تصدرت المشهد خلال الفترة الماضية بأنها باتت تمثل مركز نفوذ واحد ارتبط ولاء قياداتها بشقيقه الأكبر حسين الحوثي مؤسس المليشيات الذي لقي مصرعه عام 2004 م في حروب التمرد ضد الدولة اليمنية".
إقصاء الحرس القديم
وكشفت المصادر عن تحركات واسعة لزعيم المليشيات بإسناد من شقيقه عبد الخالق الحوثي ذراعه اليمنى والطولى وفريق من المناصرين له في عملية التغييرات التي تستهدف أهم مفاصل القوة العسكرية والأمنية داخل الهيكل الهرمي للمليشيات.
وذكرت المصادر أن تحركات زعيم المليشيات تستهدف "إحلال قيادات محسوبة عليه في مناصب أمنية وعسكرية وإقصاء قيادات قديمة يعتبرها محسوبة على الحرس القديم أو على رفاق شقيقه الهالك حسين الحوثي ويرى أنهم يشكلون خطرا على زعامته وقيادته للجماعة الإرهابية".
وبحسب المصادر فإن زعيم المليشيات لم يكتف بتشكيل قوته العسكرية الخاصة وهي قوة موازية للمليشيات أهمها "ألوية النصر" و"ألوية الدعم والإسناد" و"ألوية الهادي" وإنما يتجه لإحلال أذرعه الخاصة في مناصب قيادات أمنية وعسكرية وقيادات في فروع ما يعرف بجهاز الأمن والمخابرات.
كما يسعى للسيطرة المطلقة على ما يسمى "الأمن الوقائي" وهو جهاز أمني تجسسي يعني بمراقبة أعضاء الجماعة، إضافة إلى قيادات في هيكل وزارة الدفاع الحوثية مرشحة لتطولها تحركات زعيم المليشيات .
طبيعة التحركات
منذ نحو عامين ومع هدوء جبهات القتال، بدأ زعيم مليشيات الحوثي بالتحرك وخوض حرب باردة تستهدف تشييد مراكز قوته الخاصة من خلال تشكيل قوات جديدة يحتكر الانتساب لها المتطرفون طائفيا ومن هم من الجيل الموالي لعبد الملك الحوثي.
بإلإضافة إلى تعيين قيادات لازمت زعيم المليشيات الإرهابية وتوصف بـ"القيادات المخلصة" والذي لا يمكن لها أن تدخل في أي مخطط للانقلاب عليه.
وكشفت المصادر لـ"العين الإخبارية" عن استهداف عائلات سلالية كبيرة بالإقصاء رغم أنها خلال حروب صعدة كانت الداعم الأكبر للمليشيات بل وساهمت بشكل كبير في اجتياح صنعاء وتم إحلال قيادات بديلة لها تنتمي إلى محافظة صعدة وموالية لزعيم المليشيات بدرجة رئيسية.
وقالت المصادر إن "زعيم المليشيات كلف شقيقه عبد الخالق الحوثي بالإشراف على كل أذرع المليشيات بما في ذلك وزارة الدفاع في حكومة الانقلاب وأصبح عبد الخالق الحوثي المكنى "أبو يونس" بموجب هذا التكليف المشرف حتى على وزير دفاع الانقلابيين محمد العاطفي".
وأشارت المصادر إلى أن حملة الإقصاء في المناصب القيادية داخل هيكل المليشيات تسير بدون أي حديث حولها وبشكل غير معلن وتتولى قيادات حوثية إدارة التنصيب والإزاحة دون أن يكون لحكومة الانقلاب أي دور في ذلك بل يتم إدارتها من قبل مكتب زعيم المليشيات في صعدة بطريقة تشبه تنفيذ الانقلابات الداخلية.
في وقت سابق، قالت مصادر أمنية وسياسية في صنعاء لـ"العين الإخبارية"، إن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي عزل محمد علي الحوثي الذي تربطه به قرابة العمومة عن التدخل في أي ملفات سياسية في أعقاب صراعات فجرتها الوساطة السعودية العمانية حيال السلام.
وطبقا للمصادر فإن "عبد الملك الحوثي كلف شقيقه عبدالخالق الحوثي وأحمد حامد مندوبين في صنعاء لتمثيله في تلقي ونقل كل ما يستجد ويدور حول السلام والمفاوضات على المستوى الداخلي للمليشيات".
وأكدت المصادر أن "زعيم المليشيات الحوثية وجه بعدم التعاطي مع ما يطرحه محمد علي الحوثي في أي شأن يخص النقاشات التي تدور حول السلام" وكذلك اعتبار ما يصدر عنه "غير ذي صفة" في أكبر صفعة يتلقاها الرجل النافذ منذ الانقلاب.