مطار صنعاء.. عراقيل حوثية تؤجل أول رحلة تجارية منذ 2016
أعلنت الخطوط الجوية اليمنية، الأحد، تأجيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي، وذلك إثر عراقيل وضعها الانقلابيون.
وكان من المقرر أن تنطلق أول رحلة من مطار صنعاء إلى عمان، اليوم الأحد، بناء على مبادرة الهدنة التي تستمر لمدة شهرين وتضم بجانب الإجراءات الإنسانية والاقتصادية تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى مطار صنعاء بوجهات محددة منها الأردن.
وفيما عزت الخطوط الجوية اليمنية في بيان تلقته "العين الإخبارية" تأجيل أول رحلة إلى المطار إثر عدم منحها "تصاريح التشغيل"، أكدت الحكومة المعترف بها أن التعثر سببه عدم التزام مليشيات الحوثي الإرهابية باتفاق الهدنة الذي ينص على اعتماد جوازات سفر صادرة عن الشرعية.
وأوضح بيان شركة الطيران أنها كانت "بدأت إجراءات حجز التذاكر للمسافرين لأول رحلة، وأكملت استعداداتها الفنية من حيث وصول الطائرة وموعد إقلاعها ومن ثم عودتها إلى مطار صنعاء الدولي قادمةً من عمّان".
وأعربت عن أسفها "لعدم السماح لها بتشغيل أولى الرحلات من مطار صنعاء الدولي"، كما عبرت عن أملها بأن "يتم تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح للشركة بمعاودة انطلاق رحلاتها من صنعاء".
وكان مفترضا أن تنقل الطائرة التي تشغلها الخطوط اليمنية ركابا فوق سن 40 عاما يحتاجون إلى علاج طبي من صنعاء إلى عمان، لكن مليشيات الحوثي وضعت أولوية لنقل جرحاها من العناصر المسلحة على حساب المرضى.
من جهتها، حملت الحكومة اليمنية مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن تعثر تشغيل أول رحلة تجارية بين مطار صنعاء الدولي والعاصمة الأردنية عمّان.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن "الرحلة التي كان مقررا انطلاقها يوم الأحد 24 أبريل/نيسان تعثرت جراء عدم التزام مليشيات الحوثي الإرهابية بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية".
وأضاف في سلسلة تدوينات على حسابه في موقع "تويتر"، تابعتها "العين الإخبارية"، أن "مليشيات الحوثي الإرهابية تحاول فرض 60 راكبا على متن الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة صادرة عنها، في ظل معلومات تؤكد تخطيطها لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة".
ودعا الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي للضغط على مليشيات الحوثي لوقف التلاعب بهذا الملف الإنساني، واتخاذ المواطنين في مناطق سيطرتها رهائن لجني مكاسب، دون اكتراث بأوضاعهم ومعاناتهم المتفاقمة، والتعجيل بإطلاق الرحلة تنفيذا لبنود إعلان التهدئة برعاية أممية".
وكانت مصادر يمنية قالت في وقت سابق، لـ"العين الإخبارية"، إنه كان من المقرر فتح مطار صنعاء بشكل متزامن مع فتح ممر إنساني إلى مدينة تعز لكن مليشيات الحوثي عمدت لعدم تسمية ممثليها لدى الأمم المتحدة للتباحث مع الحكومة اليمنية بموجب نص مبادرة الهدنة.
كما وضعت مليشيات الحوثي الأولوية لسفر جراحها المقاتلين عبر الرحلات الجوية من مطار صنعاء، الأمر الذي حد من قدرة المرضى المدنيين على السفر وفاقم معاناتهم عقب أعوام من متاجرة الانقلابيين بآلامهم.
وتصل منذ 2016، الرحلات الأممية والإغاثية يوميا إلى مطار صنعاء بتسهيلات حكومية ومن التحالف العربي بهدف تخفيف معاناة اليمنيين، لكن مليشيات الحوثي اتخذت ذلك ورقة ضغط لابتزاز الأمم المتحدة.
ويسعى الحوثيون إلى إضفاء المدنية على مطار صنعاء وإكسابه مزيدا من الحصانة لشرعنة استغلاله عسكريا وتحويله إلى منصة تهديد، كما حدث طيلة 7 أعوام مضت.