توتر كبير في صنعاء.. ومؤشرات على انهيار الاتفاق الهش بين الانقلابيين
تعيش العاصمة اليمنية صنعاء، توترا أمنيا واحتقانا كبيرا بين ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وذلك بعد أقل من أسبوع على توقيع اتفاق هش.
تعيش العاصمة اليمنية صنعاء، توترا أمنيا واحتقانا كبيرا بين ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وذلك بعد أقل من أسبوع على توقيع اتفاق هش؛ لإزالة التوتر الناتج عن مهرجانات 24 وما تبعها من اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط 4 قتلى، بينهم قيادي رفيع في حزب الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح.
- الصليب الأحمر: ميليشيا الحوثي دمرت المنظومة الصحية باليمن
- الانقلابيون ينتحرون على أسوار "ميدي" في اليمن
وأفاد سكان محليون لـ"بوابة العين الإخبارية"، بعودة التوتر الأمني إلى عدد من شوارع العاصمة، وانتشار مفاجئ لنقاط التفتيش الحوثية، بعد أيام من اختفائها، ما يؤشر بانهيار الهدنة المزعومة.
وذكر شهود عيان أن ميليشيا الحوثي استحدثت حواجز تفتيش في عدد من الشوارع الفرعية شمالي ووسط العاصمة، كما نشرت ميليشيا الحوثي دوريات تفتيش في حي حدة، وخصوصا الشوارع الخلفية القريبة من منزل المخلوع.
كما بدأت بتضييق الخناق على حليفهم "صالح"، وذلك بفرض طوق أمني يعزل مديرية سنحان، مسقط رأس المخلوع، عن العاصمة صنعاء.
وتهدف ميليشيا الحوثي من وراء الطوق الأمني على مسقط رأس صالح، إلى تحييد قوات الحرس الجمهوري وأتباع المخلوع من رجال القبائل جنوبي العاصمة، والاقتراب من صنعاء في حال انفجار الموقف مجددا، بعد أنباء مؤكدة عن وصول عشرات المدرعات الموالية لصالح؛ لمساندته في الاشتباكات التي شهدها "دوّار المصباحي"، السبت قبل الماضي.
ويمتلك صالح واحدا من أكبر المعسكرات الاستراتيجية في مديرية "سنحان"، يدعى "ريمة حُميد"، والذي قام بسحب أنواع الأسلحة والصواريخ إليه قبيل تسليمه السلطة في العام 2012.
كما يمتلك صالح، وفقا لمصادر قبلية لـ"بوابة العين الإخبارية"، معسكرا جديدا يضم آلاف المقاتلين القبليين، ويحمل اسم "معسكر الملصي"، أحد ضباطه المقربين الذي لقي مصرعه على الحدود اليمنية السعودية، العام الماضي.
ويقود المعسكر نجل شقيق صالح، العميد طارق محمد عبدالله صالح، وهو ما جعل ميليشيا الحوثي تتخوف من أن تتجه الأمور لعزلها عن بلدة سنحان؛ لضمان عدم ترجيحها للكفة في أي معركة قادمة.
ـ الاحتقان مستمر بين الانقلابيين
أعلن تحالف الحوثي وصالح الانقلابي، منتصف الأسبوع الماضي، عن توقيع اتفاقات لنزع التوتر، على الورق، لكن الأوضاع على الأرض ظلت كما هي؛ حيث استمر الحوثيون بالتحشيد من مختلف الجبهات إلى صنعاء، وهو ما انعكس على سير المعارك وتقهقر صفوفهم لصالح الشرعية على أكثر من جبهة.
وأبدى نشطاء من حزب المخلوع، الأحد، استياءً شديدا من تصريحات أطلقها قادة في ميليشيا الانقلاب، تصف الحرس الجمهوري الموالي لصالح، بـ"العصابة".
وأذاعت قناة "المسيرة" الحوثية، لقطات لوزير الخدمة المدنية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا، طلال عقلان، يصف فيها القيادي في حزب المؤتمر، خالد الرضي، والذي قتل في اشتباكات مع عناصر حوثية بصنعاء، السبت قبل الماضي، بأنه " أحد رجال العصابة".
واعترف مقربون من صالح بتوتر الوضع في العاصمة صنعاء، وقالوا: إن هناك "تعبئة إرهابية" ضد حزب المؤتمر من قِبل قواعد جماعة الحوثي المسلحة.
وقال الصحفي المقرب من صالح، نبيل الصوفي، في سلسلة تغريدات على تويتر "طوفان التعبئة الإرهابية ضدنا يجتاح قواعد أنصار الله".
وتحدث الصوفي عن الأوضاع في صنعاء في ظل إعلان تحالف الانقلاب أنهم جبهة موحدة، لافتا إلى أن "الحديث عن جبهة موحدة في صنعاء صار كذبة".
وأضاف: "صنعاء تخطو ببطئ شديد نحو النجاة الأهم في تاريخها.. لايزال الخطر متصاعدا، والنجاة تسير بخطى بطيئة".
ـ مناورة حوثية.. رسالة لصالح
أعلنت الميليشيات الحوثية، الأحد، عن إقامة مناورة لما أسموها بـ"قوات التدخل السريع"، في محافظة صنعاء، في خطوة وصفها مراقبون بأنها رسالة موجهة نحو المخلوع صالح، ومؤشر على استعداد كبير منهم للمعركة المرتقبة مع قواته.
وظهرت الميليشيا المدربة في عرض عسكري بإحدى المناطق الجبلية التابعة لمحافظة صنعاء، أذاعت قناة "المسيرة" الحوثية، لقطات منه، دون تحديد اسم المنطقة.
وبدت الميليشيا التي نفذت بعد ذلك مناورة عسكرية، شبيهة بميليشيات الحرس الثوري الإيراني في نوعية التدريبات والهتافات، كما ظهرت جميع الميليشيا وهي تضع قناعا على وجوهها وأكتافها، وشعارات الصرخة الحوثية، بدلا من الرتب العسكرية المعروفة في الجيوش النظامية.
واعتبر مراقبون استعراض الميليشيا في تلك المناورة بأنه رسالة استفزاز لحليفهم صالح بهذا النوع من القوات، وسط أزمة ثقة كبيرة بين تحالف الانقلاب.
ويرى الناشط السياسي، إبراهيم الحمادي، أن طبول الحرب تقرع بشدة في العاصمة صنعاء، بعد أيام من التوتر، وأن كل الاتفاقات المعلنة هي للاستهلاك الإعلامي فقط وتطمين الناس.
وقال الحمادي لـ"بوابة العين الإخبارية": "مناورة ميليشيا الحوثي الأخيرة التي ظهر فيها مئات العناصر المدربة على ما يبدو بشكل احترافي، وعلى أيدي خبرات من حزب الله والحرس الثوري، هي رسالة واضحة من الاسم الذي أطلق عليها كقوات تدخل سريع، مفادها بأننا قادرون على التدخل في أية لحظة، واعتقالك من منزلك في حال اتخذت أية خطوة".
وأضاف: "يمتلك صالح أيضا وحدات ضاربة من قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة والحرس الجمهوري، لكنه افتقد مؤخرا للشجاعة، ويبدو مقلّم الأظافر، بعد 3 سنوات من تغلغل ميليشيا الحوثي في جميع مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية".
ويشدد الناشط اليمني على أن ملامح المعركة باتت واضحة للمراقب أكثر من أي وقت مضى، فالشراكة الحقيقية التي يطالب بها صالح لن تنفذ، والحوثيون لن يقبلوا بعد الآن بصالح إلا مأمورا لهم حتى ولو اضطروا إلى اعتقاله وعزله من رئاسة حزب المؤتمر.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز