أعراس صنعاء.. طقوس الفرح تتحدى إرهاب الحوثي
فصل الصيف يعد موسما للأعراس في مدينة صنعاء التي تتميز بعادات وتقاليد تميزها عن غيرها من المحافظات.
يأبى الشعب اليمني إلا أن يواصل مقاومة إرهاب وطغيان مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، ولو بقليل من الفرح الذي يمنحه القوة لمواجهة وكسر وطأة الحصار المفروض عليه في صنعاء.
ويعدّ فصل الصيف موسماً للأعراس في مدينة صنعاء، وكما أن لكل مجتمع عادات وتقاليد، فالأعراس في صنعاء لها تقاليدها وطقوسها التي تتميز بها عن غيرها من المحافظات.
وتختلف عادات الرجال عن النساء؛ إذ يحتفل الرجال على مدار يومين هما "الحناء والدخلة"، بينما تحتفل النساء لمدة أسبوع كامل.
طقوس الرجال تبدأ بتزيين الشارع أو الحي الذي يقطنه العريس، ثم الانطلاق في مراسم الزواج صباحاً بالرقص على أنغام "البرع" وهي أبرز الرقصات في اليمن.
وتبدأ رقصة "البرع" بقرع "الطاسة" وهي إناء نحاسي مُغطًّى بالجلد يصدر نغمات رنانة وقوية ويصاحبه "المَرْفَع" بنغمة ثابتة وغليظة، ويتجمع حولها الراقصون بالجنابي وهي الخناجر اليمنية.
وبعد ذلك يتناول العريس وضيوفه الغداء في أجواء تتخللها الأناشيد والغناء على نغمات آلة العود.
الطقوس التالية في العرس الصنعاني تُعرَف بـ"السمرة"، والتي يتخللها الرقص على المزمار والأغاني الطربية، وتستمر هذه الليلة حتى مطلع الفجر، وتتكرر العادات نفسها في اليوم التالي إلا أن "السمرة" تنتهي عند الـ10 مساء ليتم زفة العريس وذهابه إلى عروسه.
يقول محمد الحيمي وهو من سكان صنعاء، الذي لم يمض على زواجه شهر ونصف الشهر، لـ"العين الإخبارية"، إنَّه أقدم على الزواج بعد تأجيله مرتين نظراً للحرب والأوضاع في اليمن.
ويضيف: "الحياة تستمر رغم الأوضاع الصعبة التي نمر بها، لكن لا بد أن نحاول صناعة البسمة والفرح".
وعن طقوس الزواج، يعد الحيمي "الزفة" أجمل الطقوس، إذ تشهد فرحة الأهل والأصدقاء بالعريس و"هي لحظات جميلة لا تُنسى حسب وصفه".
أما عن أسبوع الاحتفالات عند النساء فيبدأ بيوم "الحمام" وفيه تذهب العروس إلى أحد الحمامات البخارية وتعود إلى منزلها بزفة، ثم يوم "الذبال" وهو يوم يتكفل به أهل العريس لأهل العروس عبر جلبهم أزياء تراثية صنعانية لترتديها العروس وإحياء مطربة شعبية لليوم بأكمله.
بعده يأتي يوم "النقش" وفيه تُنقش العروس بالخضاب والحناء، يليه يوم "الحفلة" الذي يشهد الاحتفال الخاص بالنساء في إحدى القاعات المخصصة لهن، ثم يوم "النسمة" وفيه تُنقش العروس من جديد وترتاح في منزلها لليوم الأخير وهو يوم "الدخلة" الذي تُزف فيه العروس إلى زوجها، وترتدي الفتاة فساتين مختلفة في كل يوم على مدار الأسبوع.
وتقول أحلام مقبل وهي طالبة جامعية في كلية الآداب بجامعة صنعاء: "رغم أن طقوس الزواج لدى النساء في صنعاء لها نكهة خاصة ورونق مميز فإنها مكلفة ماديا".
وتوضح أحلام لـ"العين الإخبارية" أن هذه الأعباء المالية تقع على أهل الزوج بينما أهل العروس لا يتكفلون إلا بالقليل، ومع ذلك هذه الطقوس حلم لكل فتاة لا تتنازل عنه رغم معرفتها بتلك الحقائق.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg جزيرة ام اند امز