كرة القدم بتعز اليمنية.. طاقة أمل تكسر وطأة حصار الحوثي
مدينة تعز تلحق بالمحافظات اليمنية المحررة في تفعيل نشاطها الرياضي لكسر وطأة الحصار الحوثي المفروض منذ 4 سنوات ونصف السنة.
في مسعى لكسر وطأة حصار مليشيا الحوثي الانقلابية، اختارت حكومة اليمن، مدينة تعز (جنوب)، نقطة انطلاق لتنشيط منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، كطاقة أمل لشباب يعاني أهوال الحرب خلال أكثر من 4 سنوات.
والتحقت تعز بالعاصمة المؤقتة عدن وحضرموت وباقي المحافظات المحررة في تفعيل نشاطها الرياضي الهادف إلى دفع السكان لممارسة حياتهم الطبيعية وتخليصهم مما علق في أذهانهم جراء العدوان الحوثي.
وخلال اليومين الماضيين، انطلقت رسميا مباريات البرنامج التنشيطي لدوري كرة القدم، في مباراة جمعت فريقي "الرشيد" و"صقر الحالمة"، على ملعب الشهداء وسط مدينة تعز وذلك ضمن بطولة تجري تصفياتها النهائية في محافظة حضرموت.
اللعب تحت النيران
انتفاضة رياضية بدت وكأن لغة كرة القدم قادرة فعلا على كسر قيود الحصار الحوثي المشدد، غير أن النظر إلى الشرق من ملعب الشهداء صوب مرتفعات على بعد 2 كيلومتر، يبدو بمثابة لعب تحت نيران مدفعية مليشيا الحوثي الإرهابية.
يعكس ذلك وضعا طبيعيا لحالة مدينة تقود دفة الحياة إلى ملاعب كرة القدم بعد سنوات لتوقف قسري وحرب الاجتياح الحوثي للمحافظات وتجمد النشاطات للاتحادات والمسابقات.
وبين الحين والآخر، تشن مليشيا الحوثي الانقلابية قصفا عشوائيا على الأحياء السكنية في مدينة تعز من مواقع تمركزها في معسكر القوات الخاصة ومرتفعات السلال وسوفتيل شرق المدينة..
وحسب مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز، أيمن المخلافي، فإن عودة الأنشطة الرياضية لشباب تعز تعد بمثابة روح لمدينة تعاني الحصار والقتل الحوثي الملون بلا هوادة.
وقال المخلافي في تصريح لـ"العين الإخبارية": تعز تستعيد عافيتها من عودة حقيقية لأنشطة مختلف الألعاب الرياضية والثقافية الرامية لتطبيع الحياة والأوضاع في المناطق المحررة.
وأشار إلى أن المباريات تقام في ملعب الشهداء رغم عدم وصوله للجاهزية الكاملة إثر تعرض الملاعب والمنشآت لإرهاب حوثي ممنهج، لكنها رسالة الإصرار لأبناء تعز نحو ممارسة حياتهم الطبيعية.
عودة تدريجية
تسعى حكومة اليمن، المعترف بها دوليا، لتحريك عجلة الرياضة تمهيدا للسلام في المناطق المحررة عبر العودة تدريجيا لاستئناف الأنشطة الرياضية الداخلية، أبرزها، إقامة بطولة الدوري التنشيطي التي انطلقت من تعز.
يقضي نظام البطولة، بتقسيم 34 ناديا تمثل الدرجتين الأولى والثانية في 8 مجموعات، وتشارك الفرق الرابحة في بطولة تجرى في مراحل لاحقة في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، على أن يلعب المتصدر في كأس الاتحاد الآسيوي.
وجاء تمثيل المحافظات المحررة 20 ناديا وزعت في 5 مجموعات، فيما 14 فريقا من المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي تلعب في 3 مجموعات.
وتقول الحكومة اليمنية إنها عملت مع اتحاد كرة القدم على إعادة الدوري بهذه الكيفية حرصاً على سلامة اللاعبين، واعتمدت لرعاية النشء والشباب نصف مليار ريال خلال العام الجاري.
ومطلع الشهر الجاري، أوفد الاتحاد الدولي (الفيفا)، ممثلا له لتقييم حالة البنية التحتية لمدينة سيئون وجاهزيتها لاحتضان الجولات النهائية للدوري في ظل الاستقرار الأمني الذي تشهده حضرموت.
عدوان حوثي
ألحقت حرب الانقلاب الحوثي خسائر كبيرة في قطاع الرياضة في اليمن، تمثل بوقف الأنشطة والاستيلاء على مخصصات الرياضيين وتحويلها لصالح المجهود الحربي.
وطبقا لرياضيين يمنيين، فإن مليشيا الحوثي أحالت المنشآت والصالات الرياضية وملاعب كرة القدم إلى معسكرات مفتوحة لتدريب المقاتلين وتخزين السلاح وورش لتطوير رؤوس الصواريخ القادمة من إيران.
وقال برهان سيف، مشجع رياضي لفريق الطليعة بتعز، إن الإرهاب الحوثي جعل الرياضيين في مرمى النيران وصادر حقوقهم ممثلا بالسطو على الدخل السنوي لصندوق النشء والشباب بصنعاء البالغ 4 مليارات ريال يمني سنويا.
أما في الحديدة (غرب)، محور الاهتمام الأممي، فقد أفاد سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، بأن مليشيا الحوثي حولت ملعب "العلفي" إلى نقطة لحشد المقاتلين وتسليحهم، فيما تنصب باستمرار قاذفات مدفعية جوالة في ملعبي الجيل والهلال القريبة من نقاط التماس مع قوات تحالف دعم الشرعية.
ولم تكتفِ مليشيا الحوثي بعسكرة المنشآت الرياضية وتدميرها، لتنتقل إلى اختطاف اللاعبين بمن فيهم نجوم المنتخب اليمني، تمثل ذلك، بما تعرض له اللاعب، وليد الحبيشي واختطافه أثناء محاولته الالتحاق بمعسكر المنتخب الأول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما تعرض لاعب المنتخب اليمني ذاته، للتهديد بالسلاح وإجباره للمشاركة في مسابقة نظمتها جماعة الحوثي قبيل تدخل أحد مشرفي المليشيا لتكريمه بشكل مهين، وفق جماهير تحدثت بذلك لـ"العين الإخبارية".
ومنذ عام 2015، أدت نيران مليشيا الحوثي إلى مقتل 8 لاعبين ينتمون لأندية رياضية مختلفة، فيما أصيب العشرات بجروح إثر قصف الانقلابيين العشوائي للمدن السكنية، حسب إحصائية رسمية.
ويواجه المدنيون العابرون إلى محافظة تعز اليمنية طرقا محفوفة بمخاطر الموت، وذلك لكسر الحصار المشدد الذي تفرضه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ ما يقارب 4 أعوام ونصف العام.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز