سانتا كلوز.. أسطورة خرافية تحققت على يد "كوكاكولا"
من قديس يرتدي اللون الأبيض والذهبي، مروراً بالرجل الملتحي صاحب الملابس الخضراء إلى زيه الأحمر الحالي، تغير زي بابا نويل على مر التاريخ.
لكن، تظل دائماً صورة سانتا كلوز بمثابة الحضور الودود للجميع، وهو رمز عطلة الشتاء وأعياد الميلاد، الذي يحمل معه كيساً مليئاً بالهدايا الرائعة.
أسطورة بابا نويل والقديس نيكولا
تعود قصة أسطورة سانتا كلوز إلى قصة نيكولا، أسقف ميرا، المعروف أيضاً باسم سان نيكولا دي باري الذي عاش بين القرنين الـ3 والـ4 بعد الميلاد، الذي اشتهر بكرمه لدرجة أنه ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأسطورة سانتا كلوز.
ووفقاً لسيرة القداسة الكاثوليكية، كان القديس نيكولاس يحضر الهدايا (حصرياً) للفتيات في الليلة بين 5 و 6 ديسمبر، والتي كانت عبارة عن 3 كرات ذهبية، لتخليصهن من الفقر والبؤس من خلال منحهن المهر الذي سمح لهن بالزواج والهروب من مستقبل الاستغلال، وفقاً لمجلة "فوج" العالمية في نسختها الإيطالية.
كان القديس نيكولا طويلاً ونحيلاً وصغير الحجم، وكان يرتدي أردية بيضاء مع تطريز ذهبي اللون، أو مذهبة بالكامل، والتي أضيف إليها رداء أحمر من حين لآخر.
تشارلز ديكنز وملابس سانتا كلوز باللون الأخضر
اكتشفت إنجلترا أسطورة سانتا كلوز في وقت مبكر من القرن الـ15، ولكن في القرن الـ19 فقط أصبح "أب" عيد الميلاد، الكيان الرمزي لعيد الميلاد، بفضل أعمال الكاتبين، كليمنت كلارك مور وتشارلز ديكنز.
إذا كان مور يستحق الفضل في تشكيل بنية جسم سانتا كلوز الحالية الضخمة ذات اللحية الطويلة في قصيدة The Night Before Christmas لعام 1822، فإن ديكنز يستحق شرف جعله عالمياً لشخصية مماثلة في تحفته الرائعة A Christmas Carol، التي نُشرت لأول مرة في عام 1843.
في القصة الشهيرة، يلتقي بطل الرواية Ebenezer Scrooge بـ3 أشباح في الليل، شبح عيد الميلاد الماضي، عيد الميلاد الحالي، وعيد الميلاد المستقبلي.
إنها روح هدية الكريسماس المبهجة التي صورها رسام الكاريكاتير البريطاني جون ليتش، وهي مصدر إلهام زي سانتا كلوز الزمردي، مع تقليم من الفرو الأبيض.
منذ ذاك الوقت، صورت ملابس بابا نويل بدرجات من اللون الأخضر، حتى وصول اللون الأحمر بفضل إعلان عن مشروب غازي شهير، ليرتديه إلى الأبد.
زي بابا نويل الأحمر من تصميم شركة كوكاكولا
"نعم، بابا نويل لا يشرب الحليب بل كوكاكولا" هذه هي الرسالة التي رغبت الشركة في إيصالها للمستهلكين حول العالم بمناسبة عيد ميلاد عام 1931، لنشر فكرة أن كوكاكولا ليست مشروباً صيفياً يمكن الاستمتاع به باردة فحسب في الشهور الحارة، بل أيضاً متعة شتوية.
وهكذا عهدت شركة المشروبات العالمية للرسام هادون ساندبلوم بمهمة إنشاء صورة جديدة لسانتا كلوز، بما يتماشى مع جماليات المشروب الغازي الأسطوري.
وجد ساندبلوم صورة سانتا كلوز المثالية في صديق متقاعد مسن، يرتدي ملابس حمراء كما لو كان عبارة عن زجاجة كوكاكولا كبيرة، مما يمكن التعرف عليه على الفور، ومن ذاك اليوم وحتى الآن يستمر بابا نويل في ارتداء بدلته الحمراء التي أصبحت علامته المميزة بفضل هذا المشروب الغازي.