مخرج مسلسل "السرايا" يكشف تفاصيل الجزء الثاني: تاريخ وسياسة ورومانسية (حوار)
يستعد صناع المسلسل الليبي "السرايا" الذي تم عرضه في رمضان الماضي، لتقديم جزء جديد من المسلسل في رمضان 2023، لاستكمال عرض فصل مهم من تاريخ تشكل الدولة الليبية.
"العين الإخبارية" حاورت مخرج العمل أسامة رزق الذي كشف أن الهدف الأساسي من تقديم هذا الجزء هو تعريف المواطنين الليبيين والعالم أجمع بحقبة تاريخية مهمة في تاريخ الشعب الليبي، خاصة أن المكتبة الدرامية والبرامج الليبية خالية من أي أعمال تتحدث عن تلك الفترة التي تولت فيها عائلة القرمانلي حكم طرابلس.
وأكد "رزق" في حواره أن العمل يتناول بشكل درامي شيق الصراع الكبير الذي حدث بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية وحرب السنوات الأربع في الفترة بين 1801 حتى 1805، والصراع بين أبناء يوسف باشا القرمانلي على حكم طرابلس، وتم عرض هذه الأحداث في إطار يجذب الليبيين الذين لا يعلمون الكثير عن تلك الحقبة من تاريخ بلادهم.
وتطرق مخرج العمل في حواره مع "العين الإخبارية" للحديث عن المسلسلات التاريخية الليبية ومدى إقبال الجمهور عليها، كما أنه تحدث عن المكانة التي وصلت إليها الدراما الليبية في الوقت الحالي بين دول الوطن العربي.. وإلى نص الحوار:
ما سبب إنتاج جزء ثان من مسلسل السرايا؟
لم يكن لدينا أى خطة لتقديم جزء ثان من المسلسل، ولكن الظروف سمحت بذلك وقصة المسلسل أيضاً تتحمل تقديم أكثر من جزء، لتكملة ما قدمناه في الجزء الأول عن الحقبة التي حكمت فيها عائلة القرمانلي ليبيا، لنسرد الأحداث التي وقعت في هذه الحقبة بشكل أوسع عما تم تناوله في الجزء الأول من المسلسل، والذي دارت أحداثه حول أبناء صراع علي باشا القرمانلي على العرش، وانتهت هذه الصراعات بوصول يوسف باشا القرمانلي إلى الحكم، وفاز بكرسي العرش في إيالة طرابلس.
والنجاح الجماهيري الكبير الذي حققه المسلسل في الجزء الأول هو الذي دفعنا لإنتاج جزء ثان له، وفكرنا كثيراً قبل البدء في المسلسل هل ستتناول الأحداث فترة حكم يوسف باشا حتى انتهاء فترة حكم عائلة القرمانلي في 1935، أم نتناول فترة معينة فقط من حكم يوسف القرمانلي، وأيقنا أنه من الصعب تقديم هذه الحقبة كاملة في 10 أو 15 حلقة فقط، لذلك قررنا أن نتناول واحدة من أهم فترات حكم يوسف باشا وهي فترة صراعه مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، حتى نهاية الحرب الليبية الأمريكية، والتي عرفت بـ"حرب السنوات الأربع" التي انتهت بحرق سفينة فيلادلفيا بعد أسرها.
ما قصة مسلسل السرايا 2؟
تدور أحداث مسلسل "السرايا" الجزء الثاني في إطار درامي شيق فهو ينقل جزءا كبيرا من الحرب السياسية التي وقعت في ليبيا، ويوضح الصراع الذي دار بين إيالة طرابلس والدول الأوروبية، والصدام الذي حدث مع الولايات المتحدة الأمريكية والحرب التي استمرت حوالي 4 سنوات من عام 1801 إلى عام 1805.
ويوضح أيضاً الصراع الكبير الذي دار بين أبناء يوسف باشا سليل عائلة القرمانلي، وهم "أحمد بك ومحمد بك وعلي بك"، على الحكم وتولي العرش من بعده، وخاصة أحمد بك الذي أصيب بجنون تولي العرش، وبات من الممكن أن يفعل أي شيء ليفوز بكرسي الحكم.
وتكشف أحداث المسلسل عن قوة ودهاء يوسف باشا القرمانلي، وذكائه في التعامل مع الدول العظمى مثل فرنسا، بريطانيا، النرويج، الدنمارك، السويد، الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي كانت فيه مدينة طرابلس إيالة صغيرة، ولكنه استطاع أن يرفع من مكانتها وشأنها بين هذه الدول الكبرى، حتى أصبحوا مدركين لهيبة هذه الإيالة.
وتتنوع أحداث المسلسل حيث يتداخل فيها العديد من الأحداث الاجتماعية، والرومانسية، وقصص مرتبطة بالشارع الليبي في هذه الفترة، ولكن الجزء الطاغي بشكل كبير على الأحداث هو فترة الحرب مع أمريكا.
هل تحظى المسلسلات التاريخية الليبية بمتابعة الجمهور بشكل كبير؟
نعم، يوجد إقبال على المسلسلات التاريخية الليبية، فهناك شريحة كبيرة من الجمهور مهتمون بمتابعة ومشاهدة التاريخ الليبي في أعمال درامية، لأن الفترة ما قبل 2011 كانت المادة التاريخية مثل: الكتب، والروايات، والقصص، والبرامج التاريخية الليبية شبه معدومة، وذلك بسبب الأوامر المفروضة بعدم الحديث عن تلك الفترات من تاريخ ليبيا، وأصبح لدى الشعب الليبي فجوة تاريخية كبرى، ولم يكن لديهم دراية كبيرة بتاريخ ليبيا.
وجميعنا مدركون أن أرشيف الأعمال في ليبيا شبه معدوم، ولكننا نفخر ونعتز بأن لنا نصيبا كبيرا من تاريخ الأعمال التاريخية في ليبيا، ابتداءً من مسلسل "زنقة الريح" الذي تتناول أحداثه الفترة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومسلسل "زنقة الريح" الجزء الثاني الذي يتناول فترة حكم الإدارة البريطانية، ومسلسل "الزعيمان" الذي تناول فترة احتلال إيطاليا لدولة ليبيا في 1911، ومسلسل "غسق" الذي تدور أحداثه في فترة تاريخية قريبة جداً، ومسلسل "السرايا" الجزآن الأول والثاني اللذان تدور أحداثهما حول فترة حكم عائلة القرمانلي، ولكن الشعب الليبي أصيب بصدمة بعد عرض هذه الأعمال التي نقلت لهم معلومات تاريخية لم يكونوا على دراية بها، وكان هذا هدفنا وحاولنا قدر استطاعتنا إنعاش الذاكرة التاريخية لدى المواطن الليبي من خلال هذه الأعمال.
ونسعد جداً بردود الأفعال على هذه الأعمال التي جعلت الليبيين يبحثون من جديد في كتب التاريخ لمعرفة الأحداث التي كانت تدور في الحقبة التي يتحدث عنها المسلسل المقدم لهم.
هل الدراما الليبية وصلت إلى المكانة التي تستحقها عربياً؟
نعم، مؤخراً أصبحت جميع الأعمال الليبية على مستوى عال جداً، وتلقى انتشارا ورواجا كبيرا في الوطن العربي، وعلى سبيل المثال: فاز مسلسل "زنقة الريح" بالجائزة الثانية في مهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس 2021، ومسلسل "السرايا" الجزء الأول فاز بالجائزة الذهبية الأولى لأفضل مسلسل درامي في مهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية في الرياض 2022، وذاع صيت الأعمال الليبية خلال السنوات الأخيرة في مصر وتونس والكويت وسوريا.
الدراما الليبية ليست أقل من أي دراما عربية، ولكن يوجد أمامنا عائق واحد فقط وهو صعوبة عرض الأعمال الليبية على مختلف القنوات الفضائية والمنصات الإلكترونية العربية الكبرى، ونتمنى أن تفتح أمامنا الدول الباب لعرض أعمالنا فيها، خاصة أن اللهجة الليبية من أسهل لهجات دول الوطن العربي، وسيفهمها المصريون والخليجيون والشاميون.
ونحن نعمل على إنتاج وإخراج الأعمال الدرامية الليبية على مستوى تقني عال بنفس مستوى الأعمال المصرية والخليجية والشامية، ويتم تقديمها بحبكة درامية مشوقة، وطريقة عرض السيناريو والتصوير الاحترافية، التي يشيد بها أغلب الفنانين في الوطن العربي، لذلك نأمل في أن نخطو خطوتنا الأولى في عرض أعمالنا على القنوات العربية في المستقبل القريب.
هل ستفكرون في إنتاج جزء ثالث من المسلسل؟
قصة وأحداث هذه الحقبة التي يناقشها المسلسل تتحمل تقديم جزء ثالث، ولكن حتى الآن لم نستقر على هذا القرار لأنه يتوقف على أمور كثيرة يجب أن تتوافر كاملة.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز