السراج يكذّب أردوغان ويعترف بوجود مرتزقة سوريين بطرابلس
برلين شهدت مؤتمرا دوليا حول ليبيا، دعا لوقف إطلاق النار ونزع سلاح المليشيات والعودة للعملية السياسية بين الفرقاء الليبيين.
أقر فايز السراج، رئيس ما يعرف بحكومة الوفاق الليبية، الإثنين، باستقدام مرتزقة سوريين من تركيا للقتال إلى جانب مليشياته في المعارك الدائرة مع الجيش الليبي بالعاصمة طرابلس.
وقال السراج، في مقابلة أجرته معه إذاعة "بي بي سي" البريطانية، رداً على سؤال حول وجود مرتزقة سوريين إلى جانب مليشياته: "نحن لا نتردد في التعامل مع أي طرف لمساعدتنا وبأي طريقة كانت".
فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء أيضاً، الإثنين، رفض السراج المشاركة في المحادثات مجدداً مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
ويأتي اعتراف السراج منافياً لمزاعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن، وإنما أرسلت مستشارين ومدربين فقط.
وتتنافى تصريحات أردوغان كذلك مع تأكيدات عدد من الدول المعنية بالملف الليبي وجامعة الدول العربية، بقيام النظام التركي بإرسال مرتزقة من سوريا إلى ليبيا.
و الجزائر من تلك الدول المعنية؛ التي أكد رئيسها عبدالمجيد تبون، الأحد، التدخلات الأجنبية في الأزمة الليبية، وإرسال أردوغان إرهابيين ومرتزقة أجانب إلى طرابلس.
وقال تبون، خلال كلمته في مؤتمر برلين بشأن ليبيا، الذي عقد أمس الأحد، إن إرسال المرتزقة السوريين ساهم بشكل كبير في تفاقم أزمة هذا البلد الذي تربطه بالجزائر حدود تقارب الألف كيلومتر.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط جدد، خلال قمة برلين، رفضه كل مظاهر استقدام العناصر الإرهابية من الخارج والاستعانة بالمرتزقة الأجانب في الملف الليبي، موضحاً أن ذلك يؤدي إلى إذكاء الصراع وتعقيد المشهد العسكري والأمني على الأرض.
واستضافت العاصمة الألمانية برلين، الأحد، مؤتمراً دولياً حول الأزمة الليبية. ودعا المؤتمر لوقف إطلاق النار ونزع سلاح المليشيات والعودة للعملية السياسية بين الفرقاء الليبيين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف، الأحد، أن عدد المرتزقة السوريين الموالين لأنقرة الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس، ارتفع إلى نحو 2400 مسلح.
وأشار إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا شمال سوريا، مؤكداً أن "تركيا تريد نحو 6000 مرتزق سوري في ليبيا".
ونشرت قوات تابعة للجيش الوطني الليبي، أول أمس، اعترافات لأحد المرتزقة السوريين الذين تم جلبهم من تركيا إلى ليبيا، بعد أن تم القبض عليه في محور السواني جنوب العاصمة طرابلس.
وقال المرتزق، الذي يدعى أنس ديب، وهو سوري من أصل ليبي، إنه جاء مع مرتزقة أردوغان إلى ليبيا؛ للقتال مقابل ٢٠٠٠ دولار شهرياً والحصول على الجنسية التركية فور عودته.
وتابع "ديب" وهو من سكان مدينة إدلب السورية في اعترافاته، أنه قاتل في سوريا إلى جانب ما يعرف بـ"الجيش الحر" ومنه انضم إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وكشف أنس ديب أن هناك أكثر من ١٠٠٠مرتزق مشارك في العمليات بطرابلس، من كتائب تسمى"السلطان مراد" و"سليمان شاه" و"الفيلق الخامس".
وشرح أنه سلك مع نحو 100 شخص آخرين خلال طريقه إلى ليبيا عبر منطقة عفرين السورية إلى منطقة غازي عنتاب بتركيا، حيث تم نقلهم في نحو ٦ حافلات.
وتابع أنه "بعد أن وصلوا إلى مطار إسطنبول استقل طائرة ركاب ليبية بزي مدني، وكان المشرفون في الطائرة ليبيين وأتراكاً، إلى أن وصل لمطار مصراتة، حيث تم نقلهم في حافلات الهجرة غير الشرعية حتى وصلوا لمحور السواني في طرابلس، وتم إمدادهم بالأسلحة؛ من بينها مضادات للطيران، واستمر في القتال حتى تمت إصابته".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز