"بلا تذكرة عودة".. محللون: السراج غادر المشهد الليبي نهائيا
للمرة الثانية خلال أسبوع، غادر رئيس المجلس الرئاسي الليبي المنتهية ولايته فايز السراج، البلاد، في رحلة ذهاب بلا عودة، وفق خبراء ليبيين.
وبعد أن عاد السراج إلى ليبيا لحضور احتفالات العيد العاشر لثورة 17 فبراير، الأربعاء، غادر البلاد مجددا مساء الخميس، إلى العاصمة الإيطالية روما.
وذكرت وكالة "نوفا" الإيطالية أن السراج شوهد خلال تجوله في وسط العاصمة الإيطالية مع عائلته تحت حماية جيدة من قوات الدرك الإيطالية.
الوكالة الإيطالية قالت أيضا إن السراج يقيم في فندق معروف بروما، حيث يمكث عادة أثناء إقامته في إيطاليا.
ويلف الغموض مصير فائز السراج بعد انتخاب السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا في وقت سابق هذا الشهر، وسفره المفاجئ وتسليم مهامه إلى نائبه.
وفي هذا الإطار، قال محللون سياسيون ليبيون إن السراج هرب إلى الخارج بدون رجعة نهائية إلى البلاد، تاركا خلفه تاريخا قاتما، خاصة بعد أن كلف نائبه أحمد معيتيق بمهامه الرسمية لحين عودته، في تصرف غير مسبوق.
وأكد المحللون في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" خروج السراج نهائيا من الساحة السياسية، وعدم عودته إلى ليبيا مجددا، خوفا من الوقوع تحت طائلة القانون بتهمة الفساد.
وكان الملتقى السياسي الليبي وضع نهاية لوجود السراج، بانتخابه في 5 فبراير/شباط، رئيسين جديدين للمجلس الرئاسي وللحكومة، إلا أن الأخيرين لم يتسلما مهامهما بعد، في انتظار اعتماد الحكومة الجديدة من مجلس النواب.
والأحد، كلف السراج نائبه أحمد معيتيق بمهام وصلاحيات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى حين عودته من السفر، دون أن يحدد موعد عودته.
خلف القضبان
ويرى الدبلوماسي الليبي السابق رمضان البحباح أن السراج "لا يمكن أن يعود إلى أي مكان في ليبيا، أو يمارس أي دور سياسي في المستقبل".
وأضاف البحباح أن مكان السراج الطبيعي ينبغي أن يكون خلف القضبان لمحاكمته على الجرائم التي ارتكبها في حق الليبيين، بما فيها "الجرائم الاقتصادية وعمليات النهب الممنهجة وتهريب الأموال للخارج".
وأوضح الدبلوماسي الليبي السابق أن الفترة التي مارس فيها السراج وظيفته مرت البلاد بأسوأ مراحلها على مدى التاريخ، مضيفا أن رئيس المجلس الرئاسي حول ليبيا إلى ركام اقتصادي واجتماعي وأمني واستدعى لها المجرمون والمرتزقة.
وتابع أن السراج ارتكب جرائم سياسية "تمثلت في استدعاء القوات الأجنبية وإبرام المعاهدات والاتفاقيات معها ومنحها القواعد العسكرية، وإدخال المرتزقة الذين يتقاضون مرتباتهم بالعملة الصعبة العائدة من بيع النفط، البلاد".
ولفت إلى أن السراج "مارس عمله في ليبيا لصالح الدول الأجنبية كعميل ومجرم حرب، وبالتالي لا يمكن أن يتم إشراكه في العملية السياسية الجديدة".
خارج العملية السياسية
أما رضوان الفيتوري، المحلل السياسي الليبي، فيرى أن "السراج سيكون خارج العملية السياسية الجديدة وخارج البلاد نهائياً".
وقال الفيتوري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "السراج غادر ليبيا ليعيش بسلام بين لندن وإسطنبول بعد أن حرق الزرع وأهلك الضرع واستجلب المرتزقة والتكفيريين ونهب أموال الليبيين".
وتابع أن "رئيس المجلس الرئاسي يريد الرحيل في هدوء، قبل الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة التي قد تحاسبه على ملفات الفساد التي كان مسؤولا عنه".
وأشار المحلل الليبي إلى أن "السراج ظهر عليه الخوف وفوض نائبه أحمد معيتيق لحين عودته من السفر، وهي سابقة لم تحدث من قبل".
ذهاب بلا عودة
وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان أن "السراج لن يعود إلى ليبيا مرة أخرى".
ويرى الترجمان أن "السراج ترك الأمر في يد نائبه بحجة مرضه، لتخفيف عبء تسليم السلطة للحكومة المقبلة".
لكن الترجمان قال لـ"العين الإخبارية" إن "السراج لن يحاكم على فساد حكومته وارتكابه جرائم في حق الشعب الليبي، لعدم تحرك السلطة الجديدة لمقاضاته".
ومن جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أحمد عز الدين بوالخنة لـ"العين الإخبارية" إن فايز السراج لن يعود للمشهد الليبي مرة أخرى، مضيفا أن السراج "حتى آخر لحظة يرقص رقصة الديك المذبوح، وأصدر عدة قرارات أربكت المشهد السياسي في البلاد".
وأكد المحلل الليبي أن السراج "لم يكن طيلة حكمه صاحب القرار الفعلي حتى تسليم مهامه إلى نائبه"، مضيفا أنه سيمكث طويلاً خارج ليبيا في إحدى الدول الأوروبية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز