مصر وليبيا.. زيارات ومشاورات تقبر أطماع أردوغان
اختارها رئيس الحكومة الليبية الجديد وجهته الخارجية الأولى وهي البلد الذي يعتبر اللاعب الاستراتيجي والمحوري لحل أزمة الجارة.
مصداقية نابعة من الجهود الكثيفة التي تبذلها القاهرة لحل الأزمة الليبية، وتوحيد بلد يشكل عمق أمنها القومي، في حراك ترجمته الزيارات المتبادلة والمشاورات الثنائية، ويشي بتنسيق وتعاون مرتقبين من شأنهما طمر الأطماع التركية بالبلد الغني بالنفط.
دبلوماسيون ومحللون سياسيون، أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، على أن الحضور المصري القوي بليبيا سيساهم في وقف عبث أنقرة وأطراف إقليمية أخرى بأمن واستقرار البلاد.
وفي وقت سابق الخميس، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الحكومة الليبية الجديد عبدالحميد الدبيبة، آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين.
وجاء اللقاء الذي يعد الأول للقاهرة منذ تكليف الدبيبة بمنصبه، بحضور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، وفق بيان للرئاسة المصرية.
والأربعاء، أكد وزير الخارجية سامح شكري، في تصريجات إعلامية، أنه "تم إيفاد وفد من أجهزة الدولة المصرية المختلفة، لاستكشاف مدى إمكانية استئناف التواجد المصري في العاصمة الليبية طرابلس، وأيضا التواجد القنصلى في بنغازي (شرق)".
ونبه شكري إلى "وجود تشاور على مستوى وزارة الخارجية الليبية، وأيضا مشاورات سياسية مع القيادات الليبية الجديدة خلال زيارة الوفد المصري، تناولت مجمل الأوضاع الأمنية حاليا في طرابلس وبنغازي"، وفق ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية المصرية.
التمدد التركي
في قراءته لتداعيات الحضور السياسي المصري الكثيف في ليبيا، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن الحضور المصري القوي في ليبيا سيساهم في وقف التمدد التركي وحصاره بشكل مباشر.
ولفت فهمي إلى أن زيارة الدبيبة لمصر "رسالة واضحة ومباشرة مهمة لتركيا والأطراف الإقليمية التي تريد العبث بالأمن الليبي والإقليمي، مفادها أن الليبين اختاروا استمرار المسار والدعم السياسي المصري لبلادهم".
كما أشار إلى أن في اختيار القاهرة لتكون الوجهة الخارجية الأولى لرئيس الحكومة الليبية وليس لأي عاصمة أخرى، رسالة مهمة فحواها وجود حرص مباشر للانفتاح على مصر في كافة المجالات؛ ولذلك سيكون هناك دعم مصري مباشر للتحركات الليبية في هذا التوقيت.
وأكد أن "الزيارة تبعث برسالة قوية بأن النظام الانتقالي الجديد يسعى للحصول على دعم ومساندة مصر".
وحول زيارة وفد مصري لليبيا مؤخرا، قال فهمي إن "الرسالة أن مصر حاضرة بقوة في المشهد الليبي، وهو ما سيكون له انعكاسات مهمة في دعم استقرار وأمن البلاد، ونتائج إيجابية في دعم المرحلة الانتقالية الراهنة".
من جهته، يرى وزير خارجية مصر الأسبق، محمد كامل، أن الحضور المصري القوي في ليبيا خلال الفترة الحالية "سيحد من التدخلات الخارجية التي تحاول استغلال الخلافات".
وأضاف أن "التواجد المصرى سيكون له دور حاسم في منع تمدد أي طرف داخل ليبيا"، مشددا على أن القاهرة هي الطرف الوحيد المقبول منه التدخل؛ لعلم الجميع بعدم تدخلها في شئون أي دولة، كما أنها لا تمتلك أي مصالح أو أطماع، ولا يعنيها سوى مصلحة الشعب الليبي.
تقدير القبائل الليبية
كامل أكد أيضا أن حضور مصر "أمر طبيعي للحفاظ على أمنها القومي، فضلا عن الحفاظ على استقرار وأمن ليبيا".
ولفت السفير المصري إلى وجود "تقدير من جميع القبائل الليبية للدور المصري، بعكس موقفها من أي دولة أخرى لها أطماع وتسعى للتدخل في الشئون الداخلية للبلاد".
ووصف توجه القيادة المصرية لأن يكون لها اتصالات وتواصل بجميع الأطراف الليبية بـ"الحكيم جدا".
وفي وقت سابق، فازت قائمة محمد المنفي برئاسة السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا، ومعه عبدالحميد دبيبة لرئاسة الحكومة، بعد حصولها على 39 صوتا، مقابل 34 لقائمة "عقيلة صالح".
ومن المقرر أن تقود السلطة الجديدة البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
aXA6IDMuMTQxLjM4LjUg جزيرة ام اند امز