الدبيبة في مصر.. رسائل ليبية تدحر إرث السراج
رسائل إيجابية يستبطنها اختيار مصر لتكون أولى الوجهات الخارجية لرئيس الحكومة الليبية، تترجم رغبة السلطة التنفيذية في التنسيق مع القاهرة.
زيارة بأبعاد سياسية يجريها عبدالحميد الدبيبة إلى الجارة مصر؛ الطرف البارز والمؤثر في جميع مراحل الأزمة الليبية والملم بتفاصيلها، تستبطن أيضا بداية مرحلة جديدة تقبر إرث حكومة فايز السراج الإخوانية، وتؤذن بعهد مختلف تماما.
تأييد
عضو البرلمان الليبي علي التكبالي، اعتبر أن زيارة الديبية إلى القاهرة تستهدف الحصول على تأييد الشعب الليبي.
وقال التكبالي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الحكومة الجديدة ترى أن القاهرة مدخل أساسي لنجاحها في الفترة المقبلة، مشددا على أن الدعم العربي للحكومة يمر عبر مصر أولا.
وتابع أن مصر "كانت سباقة من أجل وقف الحرب (في ليبيا)، عبر إطلاقها 'إعلان القاهرة' الذي دعا إلى تقاسم السلطة، والتوزيع العادل للثروات، وإخراج المرتزقة من البلاد".
كما لفت إلى أن القاهرة تعتبر القبلة الأولى لكل الليبيين، ولذلك تسارع الحكومة والمجلس الرئاسي للحصول على تأييدها.
وبالنسبة لـ"التكبالي"، فإن اختيار القاهرة لتكون أولى المحطات الخارجية للدبيبة يؤكد إرادة تحجيم التواجد التركي في ليبيا.
لاعب أساسي
من جانبه، يرى المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان، أن الزيارة تحمل رسالة هامه من القوى الدولية الداعمة للمجلس الرئاسي الجديد، مضمونها أن مصر دولة فاعلة وهامة في استقرار ليبيا.
وقال الترجمان، لـ"العين الإخبارية"، إن تلك القوى ترى ضرورة تهميش الدور التركي في ليبيا، وهو ما استبطنته زيارة الديبية إلى القاهرة، وقبلها جولة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بالشرق الليبي ولقائه (القائد العام للجيش الوطني) المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب".
وشدد الخبير على أن استقرار ليبيا لن يبدأ إلا عبر القاهرة التي تعتبر المساند الرئيسي لليبيين طوال التاريخ الماضي والحاضر.
وأكد أن مصر لاعب هام واستراتيجي وأساسي ورئيسي في القضية الليبية، سواء اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا أو أمنيا، معربا عن أمله باستمرار التنسيق المشترك بين البلدين لتحقيق الاستقرار وبناء دولة قوية.
إرث السراج
وفي ذات السياق، قال الإعلامي والكاتب السياسي الليبي حسين مفتاح، إن رئيس الحكومة الليبية أراد بعث رسالة من القاهرة مضمونها أنه منفتح على الجميع لحل أزمة بلاده، وتأكيده على أنه بعيد عن الإرث السابق، وخصوصا كل ما يتعلق بنهج السراج.
وأضاف مفتاح، لـ"العين الإخبارية"، أن "اختيار الديبية القاهرة في أولى زياراته الخارجية موفق جدا، خاصة في ظل جهود القاهرة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية".
وشدد على أن ارتباط مصر بليبيا لا يرتبط بمصلحة مؤقتة، بل إن أمن القاهرة القومي يعتمد على استقرار دولة الجوار وتوحيدها وحفظ سيادتها.
وأشار إلى أن مصر حريصة أكثر من الدول الأخرى لإنجاح العملية السياسية في ليبيا حتى الوصول إلى انتخابات ديمقراطية نهاية العام الجاري، متوقعا أن يتعزز التقارب الليبي المصري بالفترة المقبلة، عبر مساعدة الحكومة الجديدة في بناء خطتها للعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
طرح يؤيده المحلل السياسي الليبي أحمد بو الخنة، والذي يرى أن مصر تعتبر واجهة منطقية لرئيس حكومة خلفياته تجارية، ورسالة شكر ليبية لدور الأشقاء المصريين، وتأكيدا على التعاون المشترك في الملفات المختلفة.
وكشف بوالخنة، لـ"العين الإخبارية"، أن الدبيبة يراهن على كسب الجانب المصري الذي سيحقق لحكومته القريبة النجاح والسلام، مؤكدا أن العلاقات بين مصر وليبيا ستتطور بشكل لافت للانتباه، بعد رعاية مصر جهود ومساعي حل الأزمة.