«أمريكا ترامب» في مواجهة أوروبا.. ستارمر أمام اختيار صعب
تثير عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قلقا في أوروبا إزاء طريقة تعامله المتوقعة مع عدة ملفات.
كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني قرر تنحية تلك المخاوف جانبا، مؤكدا أن بلاده ليست مضطرة للاختيار بين أمريكا تحت قيادة دونالد ترامب وإقامة علاقات أوثق مع أوروبا، بحسب موقع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وفي خطاب مهم ركز على الشؤون الخارجية في لندن، قال ستارمر إن "حكومته العمالية ستواصل السعي إلى إقامة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة بقيادة ترامب - والتي تفكر في فرض رسوم جمركية على حلفائها التقليديين - والعواصم الأوروبية".
وأضاف ستارمر "أن فكرة أن علينا أن نختار بين حلفائنا، وأننا بطريقة ما إما مع أمريكا أو أوروبا، خاطئة تماما، وأنا أرفضها تماما".
وسعى رئيس الوزراء البريطاني - الذي بذل قصارى جهده للترويج لوجبة عشاء ودية مع ترامب قبل فوز الملياردير الجمهوري في الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- إلى وضع علاقات بريطانيا مع أمريكا في سياق تاريخي، واستشهد برؤساء وزراء سابقين عملوا مع الولايات المتحدة وأوروبا في أوقات الاضطرابات، وأشار إلى "التضحية المشتركة" في حربين عالميتين.
وقال ستارمر "لم يختر كليمنت أتلي بين الحلفاء، ولم يختر ونستون تشرشل.. إن المصلحة الوطنية تقتضي منا العمل مع الجانبين (أوروبا وأمريكا)".
وأضاف ستارمر: "كانت علاقتنا مع الولايات المتحدة حجر الزاوية لأمننا وازدهارنا لأكثر من قرن من الزمان، ولن نحيد عن ذلك أبدًا.. نطلق عليها العلاقة الخاصة لسبب وجيه، فهي مكتوبة بحبر التضحية المشتركة".
صدمة ترامب
عودة ترامب للبيت الأبيض أحدثت صدمة في العواصم الأوروبية، بعد أن دعا الرئيس الأمريكي المنتخب أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" مرارا وتكرارا إلى بذل المزيد من الجهود لدفع تكاليف دفاعهم، في حين يلوح في الأفق تهديد الرسوم الجمركية.
وعن تحالف المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة قال ستارمر: "لا يتعلق الأمر بالعاطفة، بل بالواقعية العملية، وهناك مرات عديدة كان أفضل أمل للعالم والطريقة الأكيدة لخدمة مصالحنا الوطنية المشتركة تأتي من عمل بلدينا معًا.. ولا يزال الأمر كذلك".
في الوقت نفسه، تسعى حكومة ستارمر إلى إعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من الخلافات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تخفيف الاحتكاك التجاري مع التكتل الأوروبي.
وأثار إصرار ترامب المتكرر على أنه سينهي الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة حال عودته للبيت الأبيض دون أن يقول إنه يريد أن تفوز أوكرانيا على روسيا قلق حلفاء أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وقال ستارمر في خطابه إنه "من مصلحتنا العميقة" دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، و
وأود أن أدعو الجميع هنا إلى التوقف والتفكير للحظة فيما قد يعنيه لنا ولقارتنا وللعالم إذا فازت روسيا".
وأضاف "لذلك يتعين علينا أن نواصل دعم أوكرانيا ونفعل ما يلزم لدعم دفاعها عن نفسها لأطول فترة ممكنة، لوضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن للمفاوضات حتى تتمكن من تأمين سلام عادل ودائم بشروطها التي تضمن أمنها واستقلالها، وحقها في اختيار مستقبلها".