سفير السعودية بإسبانيا: مقاطعة قطر جاءت نتيجة استمرار دعمها للإرهاب
أكد أن قائمة الطلبات الأخيرة التي جرى تقديمها للدوحة لم تكن تعجيزية كما تدعي.
قال الأمير منصور بن خالد بن عبد الله بن فرحان، سفير المملكة العربية السعودية لدى إسبانيا، إن قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، ومشاركة 7 دول أخرى فيه سواءً بالقطع أو سحب سفرائها من قطر، كان نتيجة استمرار قطر في تمويل التنظيمات المتطرفة، وممارسة السياسات العدائية ضد جيرانها، وإيواء ودعم قيادات تنظيمات متشددة.
وأوضح السفير لـصحيفة "الموندو" الإسبانية في عددها الصادر، الخميس، أن هذا القرار لم يكن مفاجئاً حيث بذلت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهوداً صادقة على مدى سنوات مضت لإقناع قطر بإيقاف تمويلها للتنظيمات الإرهابية، وتغيير سياستها العدائية ضد جيرانها، وعدم إيواء ودعم قيادات تنظيمات متشددة، ولم تتجاوب قطر، لذا لا يعقل أن تكون جميع الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر مخطئة ودولة قطر لوحدها على الحق.
- د. علي النعيمي: الحل العسكري مع قطر غير وارد.. ونحمي أمننا بالمقاطعة
- خبراء: بيان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب رسالة "قوية" لقطر
وأضاف: "عندما لم تتجاوب قطر مع تلك الجهود سحبت المملكة، والإمارات، والبحرين سفراءها من قطر، ثم غيرت حكومة قطر موقفها وأبدت استعدادها لتلبية مطالب هذه الدول، ووقع أمير قطر بنفسه على اتفاق الرياض عام 2013م، والاتفاق التكميلي عام 2014م، ومع ذلك لم تفِ قطر بما التزمت به".
وأكد أن قائمة الطلبات الأخيرة التي جرى تقديمها للدوحة لم تكن تعجيزية كما تدعي قطر، بل كان غالبيتها ضمن البنود التي التزمت بتنفيذها ضمن اتفاق الرياض ولم تنفذها، كما أن غالبية الأسماء المدرجة على لائحة الارهاب التي اعتمدتها الدول الأربع مدرج أيضاً على لوائح الإرهاب الأمريكية والأوروبية ومع ذلك لم تلتزم بها قطر.
وأشار السفير إلى أن مؤتمر القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زعماء 55 دولة إسلامية، جرى الالتزام والتعهد بالوقوف بحزم ضد الإرهاب ورعاته ومموليه، فيما عدا قطر التي حضرت المؤتمر ولم تلتزم بمخرجاته، مما يؤكد سلامة الموقف المتخذ ضد قطر الذي اعتمد على الدبلوماسية والحوار لحل الخلاف بشكل ودي حرصاً على الروابط القائمة معها، ومع شعبها الشقيق الذي يشكل جزءاً من النسيج الخليجي العربي الاجتماعي، ومن المنظومة الخليجية والعربية.
وأعرب عن أسفه من الرد السلبي للحكومة القطرية على قائمة المطالب التي قدمتها الدول الأربع، مبيناً أن ذلك يؤكد إصرارها التمسك بنهجها الحالي الذي هو مصدر الخلاف بذريعة رفضها المساس بسيادتها واستقلالية سياستها الخارجية دون أي اعتبار لخطورة هذه السياسة على جيرانها ومنطقتها والعالم أجمع.
وأفاد الأمير منصور بن خالد بن عبد الله بن فرحان، أن قناة الجزيرة هي التي استضافت زعيم القاعدة بن لادن وروجت لفكره المتطرف، كما استضافت قيادات متطرفة ودعاة عنف وصورتهم كالأبطال منهم زعيم تنظيم جبهة النصرة في سوريا، ومن مراسليها من تمت محاكمته في إسبانيا وإدانته بتهمة ارتباطه بتنظيم إرهابي، وهناك عدد من الإعلاميين البارزين أكدوا أن هذه القناة تمارس التضليل الإعلامي وتمجيد المتطرفين.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية عانت من عمليات إرهابية آثمة استهدفت 8 مدن فقدت فيها 240 شهيداً، وأكثر من 1055 جريحاً في أكثر من 100 عملية إرهابية، ولا تزال هدفاً لمنظمات الشر والإرهاب، كما لا يزال الإرهاب يضرب بوحشية كثير من الدول منها ما حدث من أعمال إرهابية دنيئة في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا.
وشدد سفير المملكة العربية السعودية لدى إسبانيا، على أن الإرهاب يعد تهديداً عالمياً مشتركاً، وهزيمته تتطلب تعاون جميع دول العالم، مبيناً أن استمرار تمويل الجماعات المتطرفة لا يزال يشكل خطراً قائماً يجب إيقافه وهذا يجسده تأكيد العديد من حكومات دول العالم على أهمية التزام حكومة قطر الجاد بمحاربة الإرهاب والتوقف عن تمويل التنظيمات المتشددة.