كانت الإمارات ومازالت تتصدى لكل محاولات جماعة الإخوان بالتعاون مع السعودية،
شكّلت العلاقة التي تربط السعودية والإمارات تاريخاً ونموذجاً لكيف يجب أن تكون عليه العلاقة الصادقة بين الأخ وأخيه. تعجز الكلمات أن توفي هذه العلاقة حقَّها.
تاريخ من العطاء منذ عقود وديدن قادة الإمارات هو الموافقة التامة والكلمة الواحدة مع كل ما تقرره السعودية بل أكثر من ذلك، لقد كانت الإمارات وما زالت الحليف الصادق الصدوق، والذي لم يخن أو يطعن بالظهر، أو يكون داعماً لخونة مرتزقة للإضرار بالسعودية؛ بل كانت دوماً تدافع عن السعودية بكل المحافل، وهذا ليس مستغرباً بوجود القائد والرمز الإماراتي والعربي الشيخ زايد بن سلطان "طيب الله ثراه"، والذي واصلت الإمارات السير على نهجه جيلاً بعد جيل، فقادة الإمارات هم صف واحد مع أي توجهات للقيادة السعودية، إلى درجة أن من يشاهد هذا التقارب يحسب السعودية والإمارات دولة واحدة.
يكمن الجواب في محاولة الإخوان محاولتهم البائسة بإنقاذ الحوثي، حيث يظنون أن خلق المشاكل وافتعالها بهذا التوقيت يخدم الحوثي الذي يعيش انهياراً كبيراً في صفوفه، وأن هذا الترويج لهذه الفتنة ستخلق الاختلاف وتوقف الانتصارات، لكن ولله الحمد لم ولن ينجح الإخوان في مخططهم.
توافقت سياسات الإمارات مع السعودية في إفشال أخطر مشروع يهدد المنطقة العربية، وهو مشروع ما سمّي بـ"الربيع العربي" والذي دعمته الدوحة؛ وكانت رأس الحربة فيه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ووقفت الإمارات بقوة مع السعودية لإفشال تمدد الإخوان الإرهابيين بمصر وفي عدة دول عربية، مشروع الربيع العربي الذي تسبب بمقتل ملايين العرب، وتهجير ١٢ مليون عربي ودمار شامل في عدة دول عربية وخسائر مالية وصلت ٩٠٠ مليار دولار.
كانت الإمارات وما زالت تتصدى لكل محاولات جماعة الإخوان بالتعاون مع السعودية، وفعلاً نجحوا في دعم الشعب المصري الذي قال كلمته لا مكان للإخوان في مصر.
ومنذ إعلان سيدي خادم الحرمين الشريفين "عاصفة الحزم"، كانت الإمارات من أوائل الداعمين للقرار حين شاركت بكل قوة، حيث أرسلت قواتها منذ اليوم الأول للالتحاق مع أخوتهم السعوديين بالحد الجنوبي، حيث اختلط الدم الإماراتي بالدم السعودي في حرب تحرير اليمن، واستشهد من الإمارات العشرات من خيرة شبابها ولم يقتصر الدعم الإماراتي عسكرياً بل أيضاً مادياً، حيث دعمت بشكل كبير مئات الآلاف من اليمنيين، وأرسلت وبسرعة كبيرة محطات الكهرباء إلى تلك المواقع التي دمر الحوثي فيها محطات كهرباء، ولم يكن للإمارات أي مطامع باليمن؛ بل إنها ضحت من أجل إعادة الشرعية وتحرير اليمن بالغالي والنفيس من براثن الحوثي.
ورغم كل ما قدمته الإمارات باليمن وفي أثناء تحقيق الانتصارات بعدة مدن يمنية وسط انهزام كبير وسريع في عدة جبهات حوثية، عمد الإخوان الإرهابيون إلى خلق طوق نجاة للحوثيين، وذلك بالهجوم غير المبرر منهم باتهام مساعدة الإمارات لأهالي جزيرة سقطرى بأنها احتلال لأراضي اليمن، وهذا الشيء غير صحيح ونفته الخارجية الإماراتية التي أعربت بأن الإمارات ليس لها أطماع باليمن.
السؤال هنا لماذا بهذا التوقيت الهجوم على الإمارات من قبل الإخوان.
يكمن الجواب في محاولة الإخوان البائسة بإنقاذ الحوثي، حيث يظنون أن خلق المشاكل وافتعالها بهذا التوقيت يخدم الحوثي الذي يعيش انهياراً كبيراً في صفوفه، وأن هذا الترويج لهذه الفتنة ستخلق الاختلاف وتوقف الانتصارات.
لكن ولله الحمد لم ولن ينجح الإخوان في مخططهم، وستبقى الإمارات الحليف الصادق الصدوق والذي لم يخذل السعودية يوماً ما، بل كانت وما زالت رمزاً للحب والوفاء، وهو عنوان لمواقف الإمارات البطولية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة